جهود حثيثة لتعزيز الأمن والأمان وصون المكتسبات الوطنية

شرطة عُمان السلطانية تحتفل بيومها السنوي وسط إنجازات نوعية في الخدمات المقدمة وتطور رقمي غير مسبوق

 

الرؤية- مدرين المكتومية

تحتفل شرطة عُمان السلطانية بيومها السنوي في الخامس من يناير من كل عام، وهو الاحتفال الذي يُمثل مناسبة سانحة لتأكيد الأدوار الوطنية والجهود الحثيثة التي تبذلها كافة قطاعاتها على مختلف المستويات والأصعدة، ويأتي الاحتفال بهذا اليوم تعبيرا صادقا وتهنئة حقيقية على كل ما يقومون به من جهود واضحة ومساعٍ حثيثة لإرساء دعائم دولة المؤسسات والقانون، والعمل على خدمة الوطن والمواطن بكل ما يمكن وما تتطلبه المراحل المختلفة، والسعي نحو العمل بشكل متوازٍ مع كافة القطاعات ذات العلاقة المشتركة بما يخدم الصالح العام، ويعزز من الأمن والأمان، وتنفيذ التوجيهات السامية الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى- حفظه الله ورعاه.

حضور بارز

وبالحديث عن دور الشرطة، فشرطة عُمان السلطانية كانت حاضرة في كافة اللحظات التي لزم الأمر أن تكون متواجدة فيها، فهم ضمن الصفوف الأولى عندما يتطلب الأمر تواجدهم، فقد سجلت شرطة عمان السلطانية حضورها إثر جائحة كورونا وتعاملت مع الأنواء المناخية والحالات الطارئة. وحققت أيضًا إنجازات كبيرة ومهمة في المجالات الجمركية وتسهيلاتها، إضافة إلى الجوانب المرورية والجنائية، واستطاعت شرطة عمان السلطانية أن تكون في مقدمة الجهات الرسمية التي ادخلت التقنيات الحديثة بصورة كبيرة وفعالة، مما أسهم في تسريع وتيرة تخليص معاملات الأفراد والمؤسسات والتي أصبحت لا تتجاوز الدقائق المعدودة، بل ربما لا يتطلب الأمر سوى ضغطة زر لإنجاز مُعاملة، بفضل التقنيات الرقمية المتطورة وغير المسبوقة.

وعملت شرطة عمان السلطانية على زيادة التواجد الشرطي عبر مراكز الشرطة في الولايات والمناطق، لتكون بذلك حاضرة في مختلف محافظات وولايات السلطنة، الأمر الذي يعكس الاهتمام الواسع والكبير الذي توليه القيادة العامة للشرطة لتوفير الأمن والأمان من خلال تواجد أفرادها في كافة المواقع والأماكن التي تستدعي تواجدهم لمد يد العون للمجتمع، إلى جانب العمل على تسهيل احتياجات الأفراد وتوفير خدمات الإقامة والأحوال المدنية والجوازات والمرور عبر مراكز الخدمات بكافة محافظات السلطنة، إضافة إلى إسناد لشرطة المهام الخاصة لمواجهة أي حالات طارئة، وهم دائماً على أتم الاستعداد لتقديم المساعدة والدعم والإسناد وهم يتميزون بالكفاءة والقدرة العالية ومدربين لمواجهة كافة التحديات.

جائحة كورونا

على رأس الجهود التي بذلتها شرطة عُمان السلطانية خلال العامين الماضيين، العمل على الحد من انتشار فيروس كورونا وذلك من خلال وضع بعض الإجراءات التي ساهمت في التقليل من الإصابات؛ حيث انتشرت الشرطة في كافة الولايات والمحافظات عبر نقاط أمنية أثناء فترة الإغلاقات ومنع الحركة، كما حرصت الشرطة على منع التجمعات في الأماكن العامة التي تمَّ التنويه عنها من قبل اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، مثل الأودية والشواطئ والمزارع وغيرها من الأماكن.

ولا يمكن أن ننسى الملحمة الوطنية التي سجلها المجتمع جنبًا إلى جنب مع مؤسسات الدولة، ومن بينها شرطة عمان السلطانية، وذلك خلال الأنواء المناخية التي تتعرض لها السلطنة، وآخرها "إعصار شاهين"؛ حيث قدمت شرطة عمان السلطانية خدمات عدة، وسخرت كافة مقدراتها البشرية وإمكانياتها المختلفة لتعزيز تواجدها في كل المواقع التي يحتاج إليها المواطن والمقيم، وعملت جاهدة على تلبية نداء الواجب، وانطلقت من مكان لآخر وهي تنقل وتبعد وتساعد كل من يحتاج للمساعدة، وذلك بتضافرها مع المنظومة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة للتعامل مع تأثيرات الحالة المدارية.

وعملت الشرطة على تشكيل فرق ميدانية من مختلف تشكيلاتها موزعة على كافة المحافظات والولايات، لمد يد العون وتقديم المساعدة للمواطنين والمقيمين المتضررين، وقد نفذت الشرطة العديد من عمليات الإنقاذ والبحث عن المفقودين، مع تنظيم حركة السير خاصة في أماكن الأودية والتجمعات المائية، وكذلك مساعدة القاطنين على الشريط الساحلي خلال عمليات الإخلاء قبل هبوب الإعصار، وتنظيم ضمان وصول المؤن الغذائية لكل من يحتاج إليها.

ونفذ طيران شرطة عمان السلطانية العديد من عمليات البحث والإنقاذ والإجلاء والإخلاء ونقل المؤن والفرق الفنية المتخصصة، كما ساهمت شرطة عمان السلطانية في العمل على فتح الطرق المتضررة وتسوية طرق بديلة ونقل وإخراج المركبات العالقة والمتعطلة باستخدام المعدات الثقيلة التابعة لشرطة المهام الخاصة، وعملت على مساندة الجهات الأخرى ذات الاختصاص وكذلك المواطنين في إزالة المخلفات والعوائق عن الطرق. وقامت الإدارة العامة للخدمات الطبية وعيادات الشرطة بوحدات شرطة المهام الخاصة في محافظتي شمال وجنوب الباطنة بدورها الإنساني في نقل المصابين والمرضى ودعم باقي القطاعات الطبية في توفير المستلزمات الضرورية.

طيران الشرطة

ويعد طيران الشرطة أحد التشكيلات التخصصية في شرطة عمان السلطانية، والذي يضطلع بدور إسنادي وعملياتي داعم للقيادة العامة وللتشكيلات الأخرى ذات الصلة في شرطة عُمان السلطانية؛ حيث يقوم دور طيران الشرطة على الحراسة الأمنية في المناطق الحدودية، وتلبية احتياجات المجتمع من خلال عمليات الإخلاء والنقل والبحث والإنقاذ والعمل على نقل المرضى الذين تستدعي حالاتهم التواجد في المستشفيات، إلى جانب عملهم في نقل مواد الإغاثة إلى المناطق المنقطعة. وقد استطاع العمل على الكثير من الحالات والبلاغات التي وصل إليه، سواء بالبحث عن مفقودين، أو نقل أشخاص انقطعت بهم السبل في مناطق جبلية أو رملية.

أكاديمية الشرطة

ولا يتوقف دور شرطة عمان السلطانية على الجوانب الأمنية والخدمية، بل يمتد إلى تدريب وتأهيل جميع منتسبي هذه المنظومة الوطنية، وعلى رأس هذه الجهود تأتي أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة والتي تعد بمثابة مدينة شرطية متكاملة، من حيث المرافق التدريبية والتأهيلية وغيرها من المرافق الخدمية التي تناسب المنتسبين إليها وأيضا موظفي الأكاديمية. وتعمل الأكاديمية على إعداد وتدريب وتأهيل الكوادر البشرية الشرطية بدرجة عالية من الجودة والإتقان العلمي والعسكري والأخلاقي، وبما يلبي متطلبات وتحديات العمل الشرطي من خلال تأكيدها على جودة اختيار العناصر الراغبة والقادرة والمتحفزة للعمل الشرطي، والارتقاء بالمناهج والمقررات التعليمية الشرطية النظرية والميدانية، وإكساب الكوادر الشرطية من الضباط والرتب الأخرى المعارف والمهارات اللازمة في مختلف الأنشطة الشرطية الحديثة، والعمل على دعم وإدامة البحث العلمي والدراسات الشرطية المتخصصة، وفق المنهجيات العلمية الحديثة، والمستنبطة من مجالات وتحديات العمل الشرطي المحلية والإقليمية والدولية.

مكافحة المخدرات

ومع تطورات العصر، وظهور أنواع مختلفة من الجرائم والأنشطة المخالفة للقوانين، تأسست الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لمتابعة تنفيذ متطلبات قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية والقوانين الأخرى ذات الصلة بالمخدرات والمؤثرات العقلية والمواد الكيميائية والاتفاقيات الثنائية والدولية المتعلقة بهذا الشأن؛ حيث تقوم الإدارة بالعمل على تلقي البلاغات والشكاوى والمعلومات والتقارير المتعلقة بالمخدرات والمؤثرات العقلية، ومتابعتها والتأكد من صحتها واتخاذ اللازم بشأنها، وتحرير البيانات والتقارير الخاصة بنتائجها، كما أنها تعمل على مكافحة الدخول غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية والاتجار فيها وضبط مرتكبي تلك الجرائم، بالتعاون مع الجهات المعنية داخل السلطنة وخارجها. وتبني الإدارة رؤيتها على أن تكون السلطنة من الدول الرائدة في مجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية إقليميًا ودوليًا، فضلاً عن سعيها الحثيث لتطوير التعاون الدولي مع الأجهزة النظيرة والمنظمات الإقليمية والدولية في مجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، والعمل على تأهيل كوادر المكافحة بالشكل الذي يتناسب مع تطور جريمة المخدرات.

خفر السواحل

تقوم شرطة خفر السواحل على تأمين الحدود البحرية للسلطنة من خلال عملها على حماية البحر الإقليمي العماني والقيام بعمليات الإنقاذ والبحث والتصدي لعمليات القرصنة والتهريب والعمل على الحد من عمليات الهجرة والتسلل غير المشروعة، وقيامها أيضًا بحفظ الأمن والأمان والأنظمة داخل الموانئ والمرافئ البحرية على طول السواحل العمانية، والعمل على مكافحة التلوث البحري بعد التنسيق المسبق مع الجهات المعنية، كما يندرج تحت قيادة شرطة خفر السواحل عددٌ من الإدارات مثل إدارة أمن الموانئ،  وإدارة الإنقاذ البحري.

وفي هذا السياق، أُنشئت إدارة أمن الموانئ بتاريخ 3 سبتمبر 2013 ويتبعها عدد من المراكز الأمنية بكل من ميناء السلطان قابوس وميناء صلالة وميناء صحار الصناعي وميناء الدقم. وتعد هذه الإدارة من الإدارات التخصصية التي تعنى بأمن الموانئ البحرية، ويقوم دورها على حماية وحراسة الموانئ والمنشآت الهامة والأرصفة البحرية، والمرافق الحيوية التي تتبعها، وتعمل أيضًا على إعداد الدراسات الأمنية والاستشارات المختلفه الأمنية لكافة الموانئ البحرية إلى جانب عملها على إصدار التصاريح الأمنية لدخول الموانئ. وقد ساهمت الإدراة بشكل كبير في تفعيل دور الموانئ وانسيابية العمل فيها وأيضا الحماية والحفاظ على كل ما يدخل ويخرج بهذه الموانئ.

السلامة المرورية

وخلال عام 2021، دُشنت بمعهد السلامة المرورية بعبري، منظومة معاهد السلامة المرورية في مختلف محافظات السلطنة وتم خلالها تفعيل 3 خدمات إلكترونية تتمثل في نظام اختبار فحص السائقين الإلكتروني، وخدمة الحصول على رخصة  السياقة الإلكترونية، وخدمة الحصول على رخصة المركبة الإلكترونية. ويأتي تفعيل العمل بمعاهد السلامة المرورية في مختلف محافظات السلطنة استعدادا لبدء منظومة إلكترونية متكاملة تستخدم  فيها كافة وسائل التكنولوجيا المتطورة والتقنية الحديثة والأجهزة المتطورة في عمليات تأهيل وتدريب سائقي المركبات، للعمل على رفع ثقافتهم المرورية ووعيهم بآلية التعامل مع المركبات، وتسهيل عملهم وإجراءاتهم المختلفة تقنيا.

ومن بين إدارات شرطة عمان السلطانية ذات الدور المجتمعي الرائد، الإدارة العامة للأحوال المدنية، والتي تعمل من خلال 54 منفذًا في مختلف المحافظات لتقديم خدمات الأحوال المدنية التي يحتاج إليها المواطن والمقيم، بكفاءة وسرعة عالية ولتكون هي المرجع الأساسي لبيانات وتفاصيل الوقائع المدنية من حيث قيامها بتسجيل وإصدار الوثائق الشخصية وتوفير البيانات المدنية للمؤسسات الحكومية بما يخدم عملية التطوير وبأقل تكلفة.

وتعد إدارة الخدمات الطبية من الإدارات المهمة بشرطة عُمان السلطانية حيث إنها تعمل على تقديم كل أنواع الرعاية الصحية لمنتسبي جهاز الشرطة وأيضا أسرهم، كما تقوم أيضا بعملية الإسناد الطبي للعمليات الشرطية في كافة مواقعها، وأيضا تقدم خدمات الطب الشرعي والإسعاف الطائر. وقد قامت الخدمات الطبية بالعديد من المهام المختلفة، واستطاعت أن تقدم كافة الخدمات والمساندة لكل من يحتاج للرعاية الصحية وفي مختلف محافظات وولايات السلطنة. ويضم مستشفى الشرطة 84 سريرا للكبار و21 سريرا للأطفال ويقدم خدماته من خلال العيادات الخارجية وعدد من الأجنحة الداخلية (الأمراض الباطنية، الجراحة العامة، الأطفال، النساء والولادة). كما يضم المستشفى قسمًا خاصًا بالرعاية النفسية التي يحتاج إليها الأشخاص، وهو قسم مجهز بكافة التقنيات الحديثة ويلبي متطلبات هذه الحالات التي قد تحتاج إلى مثل هذا النوع من الرعاية.

تعليق عبر الفيس بوك