العين الساهرة تحظى باهتمام سامٍ

 

علي بن سالم كفيتان

مع حلول ذكرى الخامس من يناير، نتذكر جُل المواقف الوطنية وعظيم التضحيات التي قدمتها شرطة عُمان السلطانية منذ بزوغ فجر النهضة المباركة التي قادها المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- ونحن الذين كنَّا قبل ذلك نلمسُ الفارق بين الخوف وعدم الاطمئنان على كل مجريات الحياة، وبين استتباب الأمن والاستقرار وبسط رداء العافية في كل ربوع الوطن.

فلم تعد الشرطة ذلك المركز البسيط الذي يقدم خدماته المحدودة لقرية أو حلة ويتابع نظام المرور فقط بل باتت اليوم شرطة عُمان السلطانية قلاعا حصينة يدب منتسبوها على كل شبر من عُمان وهم مسلحون بأفضل تقنيات العصر وبفضل من الله ومن ثم جهود المخلصين في مختلف الأجهزة الأمنية تعد بلادنا واحدة من أقل الدول على المستوى العالمي في مجال تفشي الجريمة وسجلت الرقم صفر في مجال الإرهاب فنحمد الله على هذا الفضل ونتقدم بالتهاني الخالصة لكل منتسبي شرطة عُمان السلطانية في هذا اليوم الأغر.  

قد لا يعي البعض قدر الجهد الذي تبذله مختلف قطاعات شرطة عُمان السلطانية فهو غير مرئي للعيان ولكننا نلمس نعمة الأمان والاستقرار التي منَّ بها الله علينا ومن ثم بفضل جهود المخلصين في تلك الثغور، فالواقفون على المنافذ هم المحطة الأولى التي تستقبل كل قادم للوطن وهم من يرسمون الوجه الأول لعُمان في عيون العالم فتستحضرني وجوه مشرقة ونفوس عالية الهمة تعلي مصلحة عُمان فوق كل المصالح وجميع الغايات رأيتهم يحملون الأطفال في ردهات المطارات وينحنون لكبار السن كما رأيتهم يسوقون عربات المرضى بأنفسهم، هؤلاء هم أبناء عمان الأوفياء في ثغور الوطن، كما يجد كل زائر لعُمان سماحة الوجه ولين الجانب وبشاشة الاستقبال مع هؤلاء الرجال وتلكم النساء الذين نذروا أنفسهم لخدمة عُمان ومع كل ذلك لن يستطيع من تسول له نفسه الإضرار بعُمان أن يجد طريقاً لها فالحزم واللين أمران تتقنهما شرطة عُمان السلطانية.                      

قاد معالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك خطوة تطويرية لجهاز شرطة عُمان السلطانية منذ عدة سنوات واستطاع أن ينقل هذا الجهاز الحيوي خطوات كبيرة عبر تحديث الأنظمة وتجديد المنشآت واستحداث القطاعات وتسهيل الإجراءات ففي غضون أعوام تصدر جهاز شرطة عُمان السلطانية كل الأجهزة الحكومية في مجال الخدمات التي تقدمها الحكومة الإلكترونية فجُل الخدمات يستطيع المواطن والمقيم إنجازها بهاتفه الذكي دون الحاجة لزيارة المراكز والوقوف في صفوف طويلة وضياع الكثير من الوقت وما يلفت الانتباه الروح المتوقدة والنفس الحاضرة لأفراد الشرطة في المنافذ الخدمية وهي روح نفتقدها في كثير من الجهات الأخرى ولعل ذلك مرده للثقة التي تزرعها القيادة في كل منتسب لهذا الجهاز فقد بات كل منتسب لشرطة عُمان السلطانية يشعر بالاطمئنان مهما كان بعيداً عن أهله فكل سبل الراحة متوفرة من مراكز مهيئة وسكن لائق ونوادٍ رياضية وترفيهية وغيرها فلا نكاد نزور ولاية أو مركزا حضريا في عُمان ونجده يخلو من قلعة عُمان الساهرة بواجهة حديثة وخدمات سريعة وحضور إنساني لافت لتقديم الدعم والمساندة في أوقات الأزمات والكوارث.      

قد يرى البعض أن ما يصرف على الأمن كبير، لكن هؤلاء لم يجربوا ويلات الفوضى وتبعات تفشي الجريمة المنظمة والعبث بمقدرات الوطن وتبعات الخوف على النفس والمال والأهل لأننا نعيش نعمة الأمن، ونحمد الله على ذلك ولا ندري ما يجري في الكواليس فحماية الأوطان من المتربصين والحاقدين ليس أمراً سهلاً وخاصةً عندما تصبح بلدك واحة أمان في منطقة مُلتهبة فالبعض يسعى لخدش تلك الصورة الناصعة، ولا شك أنَّ المحافظة على القيمة غير المحسوسة للأمن عند العامة يقف خلفها رجال ونساء يخلطون الليل بالنهار ويعملون في الثغور البعيدة وفي المراكز النائية بعيداً عن أسرهم حتى في أجمل المناسبات كالأعياد وفي أحيان كثيرة قد يفقدون عزيزا ولا تسعفهم الظروف لوداع الأحبة من أجل هؤلاء نقف إجلالا وإكباراً ونقول لهم نحن نقدر تضحياتكم.

تحظى شرطة عُمان السلطانية بدعم سام من لدن مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- فرعاية جلالته الكريمة هذا العام للاحتفال بهذه المناسبة هو دليل فخر واعتزاز بما يقوم به كل فرد في شرطة عُمان السلطانية وفي ذات الوقت يعتبر تقديراً سامياً للدور الهام الذي تقوم به الشرطة لحماية مكتسبات الوطن ... حفظ الله بلادي.