شعر/ مصطفى عبد المولى السيد
عَيْناكِ مِهادي تَحتَ المَطَر
سَريرانِ يَرقصانِ في ضوءِ القَمَر
أُسَافِرُ فيهما لِكُلِّ العُصُور
وَأَسْلُكُ لَهُمَا سَبيلَ الخَطَر
هُناكَ حيْثُ مُلْهِمَتِي تُغَنِّي نشيدًا مُعَتَّقًا باسْمِهَا
فَأَسْمَعُهُ حَرْفِي فَيُغْريني السَّفَر
لكِ كُلَّ زَخَّاتِ العاشقينَ تَحتَ زَخَّاتِ المَطَر
أَبَعْدَ الغُيُومِ سَيُخْلَقُ البَشَر؟
وَيَصْهَلُ ضَجِيجُ الآلامِ العَمِيقَةِ فَنَهْرَبَ سريعًا
لِدُنْيَا الزُّجاجِ فَيَزِيْغَ البَصَر
حقًا
لا شيءَ سِوى المَطَر
لا عِشْقَ سِوى المَطَر
لا كَفَّارَةَ سِوَى المَطَر
*****
سفري طويلٌ
يَطْوي الرِّياحَ
يَهُزُّ النَّخيلَ فَلا يُسَاقِطُ إِلَّا الجِراحَ
ويَجْلِدُ أرضًا وراءَ التُّخومِ هُناك هناك حيثُ دنيا الضَّجَر
أَبَعْدَ الغُيُومِ سَتَبْقَى العَنَاوِينُ بِلا أَهْلِهَا
وَتَبْقَى الأَجْراسُ فلا صَلاةَ وَلا دُعَاءَ وَلا عِبَر؟
أَيُعْزَفُ لَحْنِي رُعُودًا بُرُوقًا
وفي عينيكِ لَحْنُ حياتي
يُحاكِي جُنُونَ التِّيهِ وَقْتَ المَمَاتِ ؟
فَيَالَنُبْلِ المَطَرِ حينَ يَهْتَدِي بِظِلِّ القَمَر
حقا
لا شيء سوى المطر
لا عشق سوى المطر
لا كفارة سوى المطر
*****
لِأَجْلِ المَطَرِ
وَبَرْدِ الضُّلُوعِ
وَخَوفِ المَسَاءِ وَسَفَرِ الصُّبْحِ
كَانَتْ هُنَاكَ مَلْأى العُيُونِ
تَغْزِلُ ثَوبًا وَتَرْسُمُ قَلْبًا وَتَكْتُبُ شِعْرًا
أَمَاتَتْنِي أَلْفًا وَأَحْيَانِي المَطَر
قَسْوةُ المَطَر حِيْنَ يَغِيْبُ
فَيُنْبِتُ فِينَا رَحِيقَ المَغِيبِ
رَحِيقٌ؟ قُلْ حَرِيقٌ
فَتَأْبَى قَوَافِي الشِّعْرِ وَلَا تَسْتَجِيبُ
*******
قَالَتْ أَخَافُ المَطَر
فَقُلْتُ اسْكُنِينِي كَعُشِّ الطُّيُورِ
فِإِنَّ غِيَابَكِ غِيَابُ المَطَر
حقا
لا شيء سوى المطر
لا عشق سوى المطر
لا كفارة سوى المطر
*****
أَأَرْتَجِيْ شِعْرًا دُوْنَ عُيُونٍ؟!
أَأَرْتَجِيْ مَطَرًا دُونَ غُيُومٍ ؟!
كَأَنِّيَ أَرْقُبُ خَلْفَ المَسَاءِ
مِيْلَادَ القَمَرِ مِنْ رَحِمِ السَّمَاءِ
فَأَهْبِطُ رُوحًا تَخَافُ البَشَر
*****
خُذِينِيَ حَرْفًا عَلَى وَجْنَتِيْكِ
فَحَرْفِيْ سَبِيْلُكِ لِدِفْءِ الرُّوْحِ وَبَدْءِ المَطَر
يُدَثِّرُ يَدَيْكِ وَيَمْلَأُ فَرَاغَاتِ الزَّمَن
****
فَإِنْ كُنْتِ سَيِّدَةَ المَطَر
فَأَنَا إِلَيْكِ دُعَاءُ المَطَر
فَأَنَا إِلَيْكِ دُعَاءُ المَطَر
