لا تنشروا صور الموتى!

 

سالم بن نجيم البادي

 

أقول وجهة نظري الشخصية ولا أتحدث عن الحكم الشرعي في نشر صور الموتى على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي بعد موتهم مُباشرة، حيث نجد صورًا كثيرة ومختلفة، صورة المتوفى وهو يأكل، وهو يتمشى، وهو في السفر، وحين يعود من السفر أو هو بين أفراد أسرته وصورته، عندما كان صغيرًا وعندما كان طالبًا، وعند تخرجه في الجامعة وصورته، وهو في العمل، وصورته وهو بين أقرانه ومع أصدقائه، ويتبارى الجميع في البحث عن صورٍ تجمعهم مع المتوفى لنشرها!

لا أعلم ما الفائدة المرجوة من نشر هذه الصور للميت. ولمن ينشرها وما رأي أهله وأسرته في نشر صوره وتكرار نشرها؟ هل يُجدد الأحزان والمواجع والذكريات المؤلمة؟

ومن الناس من يضع صور المتوفى لمدة طويلة أو يعيد نشرها في فترات متباعدة أو في التاريخ الذي يوافق يوم وفاته كل عام، ولو كان المتوفى حيًا هل سوف يوافق على نشر كل تلك الصور التي تخصه؟ مع التذكير بأنه يجب احترام خصوصية الإنسان حيًا وميتًا ومراعاة مشاعر أسرته. وقد قال لي أحد أفراد أسرة متوفى يا أخي ما كان المفروض تُنشر هذه الصورة لفلان، ما هذه الفوضى في نشر صوره ومن سمح لهم بنشرها؟

لا ينتفع المتوفى بنشر صوره، وهناك أعمال يصل ثوابها إلى المتوفى مثل الصدقة والحج والعمرة والوقف باسمه؛ كأن يتم حفر بئر ماء في الدول الأكثر فقرا أو بناء مسجد أو مدرسة أو مركز صحي، وغير ذلك من أنواع الوقف. وأيضًا الدعاء للمتوفى والذي ينتشر في كل وسائل التواصل الاجتماعي ينبغي أن يكون محله القلب الخاشع وأفضل الدعاء للآخرين يكون بظهر الغيب، لا يعلم به إلا الله، ولا بأس من التذكير بالدعاء للمتوفى والحث على الصدقة عنه وذكر محاسنه وصفاته الحميدة.

ضحيّ لا يصادر فكر أحد ولا يفرض رأيه، ومع ذلك يقول لكم لا تسرفوا في نشر صور موتاكم، اتركوهم يرقدون في سلام، واكثروا من الدعاء لهم.

وقد صرخ ضحيّ بأعلى صوته قائلاً: "أرجوكم.. أرجوكم.. لا تنشروا صوري بعد موتي"!!