حلقات بين تكافل المجتمع وسُّمو الروح

 

خالصة بنت علي السليمانية

بين ساعات الوقت ونبضات القلب أعمار تشيخ وأرواح تتطلع إلى الأفضل تحاول نسج خيوط الأمل، التفاؤل، العمل، الخيال الإخلاص، التفاني، الإلهام، المعرفة والطموح لمواجهة أضداد كل هؤلاء لتنطلق تلك الأرواح إلى سماء الإبداع وتُراهن على الجميل الأجمل والحديث الأبدع والأصدق القرآن الكريم.

في الحياة نتنافس لوضع بصمات ترفع من قدْرَنا عند الله أولاً ثم نجعل المجتمع يرتقي ثانياً فكان لابد أن نبدأ مشوارا نسجّل به نقاطا للعنصر النسائي في الولاية بعد التوكل على الله قادت نساء ولاية منح مشروع حفظ القرآن والذي بدأ عام 2015، وكانت المحطه الروحية الأولى سورة الإسراء بالاتفاق مع نساء قرى الولاية بمعدل نصف صفحة في الأسبوع على أن يتم التسميع في الأسبوع المقبل يتخلل الحلقات تفسير للآيات وبعض تجويد وتصحيح الألحان الجليّة التي تقع فيها بعض الحافظات. تدبر القرآن من أعظم الوسائل التي نجد فيها القرب من الله وتعظيمه لذلك كانت برامج تدبر السور من أولويات مشروع الحفظ.

وها نحن قطعنا شوطاً ليس بالطويل ولا بالكثير ولكن كان لابُد أن نثبّت ما حفظناه في منافسة شريفة بين حافظات القرى في الولاية، وفي ذلك اليوم قررت نساء الولاية أن يتم تبادل المشرفات بين قرى الولاية لتقييم الحافظات.

وفي جو من الألفة التقت الحافظات على مستوى القرية يتجاذبن أطراف الحديث كنوع من الترفيه، فمنذ التزمنا بالحلقات أصبحت قلوب الحافظات متآلفة تهوى موعد اللقاء؛ لذلك اتسعت دائرة الملتقى ليشمل جميع الحافظات في الولاية تخلل الملتقى المسابقات الترفيهية وأسئلة حول السور ضمن مشروع الحفظ والمعلومات العامة إلى جانب أطباق شهية صُنعت بأيدي الحافظات الكريمة. ومن أجل تلاوة متقنة تم تخصيص برامج للمشرفات لتكون المشرفة نموذجاً يُقتدى به لدى الحافظات إلى جانب الجهود الشخصية لدى بعض المشرفات في دخول دورات التجويد لإتقان التلاوة ومن ناحية الحفظ وحتى تكون المشرفة مثالا يُحتذى به من قِبل الحافظات تم تخصيص يوم الهمة للمشرفات.

لم تكن الظروف يومًا عقبة للتقدم بل كانت وسيلة للتقدم، المجالس العامة  للرجال موجودة في كل قرية والمساجد كانت الحلقات تقام فيها إلا أن هناك أيام يتعذر الحضور إليها لذلك وجدنا طرقا كثيرة لمواجهتها لتستمر الحلقات. وضمن برامج تثبيت حفظ السور ولأن الفتور يُصيب القلوب كان لابد من خطة للتثبيت فكان يوم الهمة للحافظات في قرية معمد .

ما زال العطاء مستمرًا والجهود مبذولة لجعل مشروع حفظ القرآن في ولاية منح يصعد من نجاح إلى آخر ولكي يشمل مشروع الحفظ جوانب متنوعة تم إنجاز عمل ضابط المتشابهات من قبل المشرفات ومجموعات التدبر والمراجعة.

التكنولوجيا نعمة عظيمة لمن يعرف كيف يستغلها بطرق سليمة فالجائحة كانت مثالا رائعاً لاستغلال التكنولوجيا لصالح حلقات القرآن وإلى جانب ذلك تم إنشاء حساب لمشروع حفظ القرآن في برنامج الانستجرام لمتابعة تطور وتقدم المشروع ونعرض فكرة لحفظ القرآن قد تلهم مجتمعات أخرى.

ولأن الحدث كان في غاية الأهمية والروعة فقد جذب العديد من نساء الولاية، فقد بلغ عدد الحافظات بقرية عز ٨٢ حافظة و ٤ مشرفات- المحيول ١٠ حافظات ومشرفة واحدة- البياض ٢٥ حافظة و٣ مشرفات - باب الحيل ٤٣ حافظة و٧ مشرفات- السلام ٥٠ حافظة و٥ مشرفات- الرحمن ١٤ حافظة ومشرفة واحدة- الغفران ٢٠ حافظة مشرفة واحدة- معمد ١٤٢ حافظة و١٩ مشرفة- النبهانية ٨ حافظات ومشرفة واحدة- المعرى ١٢١ حافظة و١٠ مشرفات- الفيقين ١٩٠ حافظة و١٨ مشرفة- الحق ٧٩ حافظة ١١ مشرفة (المجموع ٧٨٤ حافظة و80 مشرفة).

صفحات قلّبناها بقلوبنا لنقطع بها أشواطاً بدأناها من سورة الإسراء، الكهف، مريم، طه، الأنبياء، الحج، المؤمنون، النور، الفرقان، الشعراء، النمل، القصص، العنكبوت، الروم..

تعلّقنا بالحلقات كأننا نتعلّق بالجنان فبارك الله الهمم العالية والقلوب المخلصة.

تعليق عبر الفيس بوك