شوارع مزدحمة.. وسائقون بلا ثقافة

د. خديجة الشحية

Khadija82013@gmail.com

من الحظوظ القليلة والتي أتمتع بها عدم ذهابي للعمل بساعة مُبكرة أستطيع الذهاب من بعد التاسعة وهذا لأنَّ مهام عملي كمعدة برامج لا تتطلب الذهاب مبكرا فلست ممن يستقبلون المراجعين، ولا ممن يتقلدون منصباً في العمل فيزورني الموظفون لأسبابهم المعروفة.

وخروجي للعمل في الأوقات التي ذكرتها أحيانًا كثيرة وليست قليلة، يعرضني لاختناقات مرورية تفرض عليَّ حالة من الضيق بسبب وقوفي في الشارع لأكثر من ساعة وكل ذلك لماذا؟ بسبب السائقين الذين لايتحلون بثقافة عالية ولا بأخلاقيات حسنة وليس لهم حق الأسبقية في التجاوز أبدًا، يتعارك ويتداخل بين المركبات لكي يتجاوز من هو أمامه أو ينشغل بالهاتف ويصطدم بغيره مسببًا حادثًا يجبرنا على الوقوف لساعات أطول، أتحاشى الشوارع العامة والتي تتخللها الدوارات لكي لا أتأخر، وعندما أسلك الشارع السريع تصادفني تلك الازدحامات التي تستنزف الصبر مني وتشكل مني حالة غليان في قدر ماء، وهذا ما لا أحبه في نفسي. بطء السياقة أمامي والاختناقات المرورية غير المبررة، في شارع سمي بالسريع وهو توأم السلحفاة عندما يزدحم، وكثيرًا ما كنت أتساءل!!! الحادث يقع في حارة واحدة  من الشارع إلا أنَّ الحركة تتوقف في كل الحارات سواء 3 حارات أو 4، تتوقف تمامًا لماذا لا أدري؟ هل تآزرا مع الشارع الذي يمر بحالة عصيبة أم أن المركبات تستأنس النظر لذلك الحادث مع علمي بأنَّ العصبية غير مناسبة وليست بصحية أبدا فهي تقصر العمر وتلحق المرض، إلّا أنني أفقد السيطرة في كبح جماح تلك الحالة التي أستنفرها في نفسي، عندما أرى كل تلك الفوضي تحدث أمامي والناس في حالة استنفار، ولديَّ اقتراح لعله يصل للجهات المختصة وهو الأسرع من نوعه والأنجع في احتواء الحوادث، لماذا لا تخصص مروحية خاصة لهذه الحوادث فور التبليغ تأتي مسرعة لتنتشل المركبات المتصادمة وتبعدها عن الطريق وتفتح المجال بالمرور بدلاً من سيارات الشرطة والإسعاف والتي تنتظر المركبات بفسح المجال والوصول بعد ساعات من حدوث الحادث والتي أحيانا لا تأتي إلا بعد مضي وقت طويل من حدوث الحادث، وعند قدومهم لا تجد التجاوب من السائقين في فسح الطريق لهم بالمرور؛ سواء هم أو سيارة الإسعاف، أظنها كانت ستكون استجابة سريعة لإزاحة المركبات المتصادمة والسائقين المتأثرين بالحادث سواء أحياء أو أموات. أعرف أن البعض سيعتبرها مزحة أو طرفة، هي ليست بالطرفة؛ بل مقترح سيحدث نقلة نوعية في السيطرة على ازدحامات الطرق والاختناقات المتكررة والمعطلة للأشغال والأعمال المستعجلة، أن يتوقف الشارع من الأنصب وصولا للخوض أو المعبيلة، فهذا أمر معطل بدرجة كبيرة أصبحنا نضاعف الوقت عند الخروج للعمل أو قضاء حاجة لاتحتاج إلى نصف ساعة وتصبح ساعات ونحن رابضين في تلك الشوارع وبسبب من يستهويه أن يضغط على السرعة ويرتطم بالآخرين هؤلاء بحاجة إلى دورات مكثفة  لاحترام آداب الطريق ومرتادي الشارع لكي لايسببوا تعطيلا كلما خرجوا.

أصحاب الذوق والثقافة المرورية نجدهم دائماً في يقظة وانتباه لمن حولهم ويتركون مسافات بينهم وبين المركبات الأخرى، لهم كل التحايا والتقدير، فلنتحلى بأدبيات الطريق ومراعاة أن من في الشارع لديهم انشغالات وارتباطات أيضًا يريدون إنجازها والعودة بأمان وطمأنينة وليس بانتظار طويل على الطرقات.