أصحاب الأعمال في البريمي يناشدون الجهات المعنية بإطلاق حزمة تحفيز اقتصادي لدعم تعافي المؤسسات وتنمية القطاع الخاص

...
...
...
...
...

الرؤية- ناصر العبري

أكد عددٌ من أصحاب وصاحبات الأعمال في محافظة البريمي ضرورة قيام الجهات المعنية باتخاذ إجراءات تسهم في إنعاش الحركة الاقتصادية والتجارية في المحافظة، لا سيما في ظل ما تتمتع به من مقومات اقتصادية وسياحية يمكن من خلالها جذب الاستثمارات إليها.

ودعوا- في حديثهم مع "الرؤية"- إلى مساعدتهم في تأجيل سداد القروض التمويلية التي حصلوا عليها لإنشاء مشاريعهم وكذلك إطلاق حزمة تسهيلات تساعدهم على استعادة التعافي. واستطلعت "الرؤية" آراء عدد من رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حول الصعوبات التي تواجه رواد ورائدات الأعمال في القطاعات الاقتصادية والسياحية والزراعية بمحافظة البريمي؛ حيث قال حمدان  بن راشد بن سالم العيسائي صاحب مصنع اللوتس لزيوت السيارات إن محافظة البريمي تمتع بمقومات طبيعية فريدة مما قد يجعل منها مقصدا سياحيا للعديد من الزوار، لافتًا إلى أن جبل حفيت في محافظة السنينة على سبيل المثال لم يتم استغلال مقوماته سياحيًا. وأضاف أن رمال السنينة تشكل بكثبانها مناظر طبيعية خلابة يقصدها الزائر للاستمتاع بجوها المعتدل بعيدًا عن الضوضاء فهي مقصد لعشاق السياحة الصحراوية، يجب استغلالها وتوفير الخدمات اللازمة لجذب المزيد من السياح. وتابع أن ولايتي البريمي ومحضة تتميزان بتكوينات جبلية يمكن أن تتحول إلى نقطة جذب سياحي إذا تم استغلالها على الوجه الأمثل. وأضاف العيسائي أن محافظة البريمي تتميز بالكثير من المقومات لكن للأسف لا يُستفاد من ذلك، ضاربا المثال بعدم إنشاء مخازن للخضار والفواكه، في حين تأتي هذه السلع من مسقط، رغم أن البريمي اشتهرت في السابق بتوافر هذه السلع فيها مباشرة. وأشار كذلك إلى أن البريمي تميزت بتجارة المواشي فكان سكان السلطنة يأتون إلى البريمي لشراء المواشي، وكذلك الحال في الملابس وغيرها من السلع، لكن بسبب القرارات المتعاقبة فقدت البريمي كل هذه الميزات، وخفت بريقها التجاري والاقتصادي الذي كانت تشتهر به ذات يوم. وأعرب عن أمله في أن تشهد البريمي نقلة نوعية في المشروعات الاقتصادية بما يساعد في إنعاش الحركة التجارية، لافتا إلى أهمية إجراء المزيد من الدراسات وتقديم التسهيلات الداعمة لنمو الاقتصاد في هذه المحافظة الواعدة. وذكر العيسائي أنَّ البريمي تحتاج أيضًا إلى تطوير القطاع السياحي، من خلال إنشاء الفنادق والمزارات السياحية، لا سيما المتعلقة بالمزارات الجيولوجية.

ويقترح العيسائي إنشاء مدينة لوجستية في البريمي، مع إتاحة الفرصة أمام الجميع للحصول على قروض تمويلية بنسب فائدة منخفضة تدعم حركة التنمية في المحافظة. وأضاف العيسائي أن القطاع الزراعي في البريمي يحتاج المزيد من التطوير، مشيرا إلى أن ولاية محضة تتميز بالزراعة وتوافر المياه، آملا الاستفادة من المقومات الاقتصادية في المحافظة.

وقال زهران بن محمد بن حميد الحراصي صاحب مصانع "الحراصي لصناعة الحلوى العمانية" إن محافظة البريمي تواجه ارتفاعًا في أسعار الكثير من السلع، بسبب بعدها عن العاصمة والمحافظات الأخرى، داعياً إلى توفير مخازن للسلع والمواد المختلفة لضمان سهولة وصولها إلى المستهلك. وأشار الحراصي إلى أهمية تسهيل الإجراءات في الدوائر الحكومية المختلفة، لا سيما تلك المتعلقة بالأنشطة الاقتصادية.

وقال راشد بن سالم الكعبي رئيس مجلس إدارة شركة فن الجودة الوطنية للمصاعد والسلالم المتحركة إن الفرص الاستثمارية في محافظة البريمي واعدة في العديد من القطاعات الانتاجية ومن بينها القطاع الصناعي، مشيرًا إلى أن الموقع الجغرافي لمحافظة البريمي ولاياتها الثلاث يمثل ميزة نسبية تتفرد بها كونها قريبة من ميناء صحار، وارتباطها بطرق حديثة مع المحافظات الأخرى بالإضافة إلى قرب ولايات المحافظة من أسواق الدول المجاورة، ومن المؤمل أن يسهم افتتاح الطريق البري بين السلطنة والسعودية والمشاريع المرتقبة في محافظات البريمي والظاهرة وشمال الباطنة في تكامل المشاريع. وأوضح راشد الكعبي إن محافظة البريمي لا تزال تستوعب العديد من المشاريع الصناعية والتجارية وكذلك الزراعية والسياحية وإن وجود مدينة البريمي الصناعية في قلب حاضرة المحافظة واكتمال الخدمات الأساسية ووجود مصادر التمويل الحكومية تدفع المستثمر الجاد للتفرد بإنشاء صناعة محلية تغطي احتياجات أسواق السلطنة والأسواق المجاورة، منوها إلى إنه بدأ قبل عشرة أعوام في إنشاء شركة فن الجودة للمصاعد والسلالم المتحركة بمدينة البريمي الصناعية وتوسعت الشركة وأصبحت لها فروع في مسقط وصحار ووكيل في صلالة بالإضافة إلى فروعها في دولة الكويت ودولة الإمارات.

ولفت الكعبي إلى أن ولايات المحافظة تنفرد بمميزات نسبية بولاية البريمي بها الكثير من الفرص الصناعية والتجارية والسياحية وكذلك الزراعية، بولاية محضة بها الكثير من الفرص التجارية والسياحية والزراعية، ولاية السنينة بها فرص في القطاع الزراعي والصناعي وكذلك السياحي والتجاري، وإن تلك الفرص تتطلب وجود المستثمر الجاد.

وقالت رائدة الأعمال راية بنت راشد العلوية إن أغلب المشاريع (ومن ضمنها مشروع مدرسة خاصة تمتلكها) تعرضت للإغلاق بسبب كورونا، وإن أغلب أولياء الأمور رفضوا دفع باقي الأقساط رغم أن المدرسة أكملت التعليم عن بعد، مشيرة الى انها واجهت أزمة مالية نتيجة زيادة المطالبات المالية عليها من الجهات الحكومية، مثل بنك التنمية العماني والهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية. وأوضحت أن أغلب التراخيص انتهت صلاحيتها الأمر الذي تطلب وجود مبالغ مالية من أجل تجديد هذه التراخيص، على الرغم من عدم توافر أي مصدر للدخل بسبب الأوضاع التي فرضتها جائحة كورونا. وناشدت العلوية الجهات المعنية بتعزيز الأنشطة الاقتصادية في البريمي كي تنال نصيبها المأمول من التنمية والنمو الاقتصادي. وتأمل العلوية كذلك تأجيل الأقساط المستحقة لبنك التنمية العماني والهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية، وكذلك إعفائها من رسوم التراخيص الحكومية، في ظل عدم وجود مصادر للدخل من مشروعها.

وقالت وحيدة بنت عبدالله بن سالم اليعقوبية رائدة أعمال وصاحبة مجموعة "همس المتميزة للتجارة" وعضوة غرفة تجارة وصناعة عمان فرع البريمي، وكذلك عضوة بجمعية المرأة العمانية في محافظة البريمي: "نعاني منذ تفشي جائحة كورونا من تراجع القوة الشرائية وكساد السوق، الأمر الذي تسبب في تكدس البضائع في المحلات، فضلا عن عزوف الزبائن عن الشراء وتراكم الإيجارات وفواتير الكهرباء. وأضافت اليعقوبية أنها قد تكون عرضة لإشهار الإفلاس وغلق المحلات، رغم أنها المصدر الوحيد للرزق ولا تملك أي مصدر آخر. وأعربت اليعقوبية عن أملها في أن يتم اتخاذ إجراءات وقرارات من شأنها تعزيز الأنشطة الاقتصادية والتجارية في محافظة البريمي.

تعليق عبر الفيس بوك