معالجة التلوث في ريسوت

سعيد غفرم

Said.gafaram@gmail.com

تسببت مصادر التلوث البيئي الناجم عن  النفايات والحفريات والأبخرة المنبعثة من مصانع منطقة ريسوت الصناعية، في إزعاج أهالي المنطقة والسياح والمارّة، لما تفوح به من روائح كريهة لا سيما خلال ساعات الليل، الأمر الذي يؤثر على صحة المواطنين ويجعلهم عرضة لأمراض  الجهاز التنفسي مثل الربو والالتهاب الرئوي وحساسية الصدر وغيرها من الأمراض التي قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على صحة السكان بشكل عام.

والحق أن السماح بإقامة هذه المصانع ومحارق النفايات قرب الأحياء السكنية والمدارس، يضر بشدة بالوضع البيئي، فضلا عن تأثيره السلبي على المظهر العام لولاية صلالة، وتسببه في انتشار وانتقال الملوثات الهوائية إلى المناطق المجاورة من التجمعات السكنية والأماكن الرعوية بالسهل والجبل. وهنا نتساءل: أين جهود الجهات المختصة لمكافحة هذه الأزمة المستمرة؟ ألم يئن الأوان لإنهاء تلوث الهواء في ريسوت في ظل تفاقم معاناة أهالي المنطقة نفسيًا وصحيًا، فيما بلغ الأمر بالبعض منهم إلى الرغبة في ترك منازلهم والانتقال للعيش في منطقة أخرى.

لقد طالب المواطنون مرارًا بضرورة إيقاف صرف الأراضي الصناعية في منطقة ريسوت ونقل المصانع ذات الحمل البيئي الثقيل كمصنع الميثانول ومصنع ريسوت للأسمنت ومحطة الصرف الصحي، إلى أماكن أخرى، كما طالبوا بإزالة منطقة ردم النفايات والكسارات المنبعث منها الغبار والأتربة والغازات في الهواء، إلى مواقع خارج نطاق المدن المأهولة بالسكان وبعيدًا عن البيوت السكنية والأراضي الزراعية والمنطقة الحرة التي تعد من أهم الروافد الاقتصادية؛ لأنها تحتضن استثمارات متنوعة وواعدة للسلطنة. لهذا نناشد المعنيين بأن تكون تلك المواقع الحيوية خالية تمامًا من الملوثات البيئية.

غير أن الواقع يشير إلى أنه لم يتخذ أي إجراء لمعالجة أضرار تلوث الهواء على مدى الأعوام السابقة مع تجاهل معاناة المنطقة من الملوثات الصناعية التي تحيط بهم.

وتلك المناطق الصناعية تستحوذ على مساحات كبيرة من الولاية، والتي من الأفضل أن تستثمر في مخططات سكنية تعالج مشكلة التضخم السكاني والعمراني، أو استغلالها في إنشاء مشاريع سياحية ومدن خضراء صديقة للبيئة، سعيًا للحد من انتشار التلوث البيئي إلى باقي المناطق الواقعة بالقرب منها.

وأخيرًا.. نتمنى أن تبادر الجهات المعنية بإيجاد حلول جذرية لمعالجة هذه المشكلة من أجل المحافظة على صحة المجتمع وسلامته وحماية الغطاء النباتي والموارد الطبيعية من المخاطر المتعددة، قبل أن ينتشر الهواء المحمل بمخالفات الكيمائية إلى المناطق الأخرى ويصبح من الصعب السيطرة على ارتفاع معدلات التلوث في البيئية المحيطة بنا، كما نحث المعنيين على عدم حرق النفايات إلا بطريقة صحية ومناسبة بعيدًا عن التجمعات السكنية، والعمل على الاستفادة من هذه المنطقة في إقامة مشاريع سياحية متنوعة تلبي تطلعات رؤية "عمان 2040".

تعليق عبر الفيس بوك