مجلس التعاون الخليجي ووحدة الصف

 

‏راشد بن حميد الراشدي

 عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

 

ما أحوجنا اليوم ونحن في زمن التحديات الهائلة إلى وحدة الصف الخليجي، وترابط أركانه، وتعاضده بحسن النوايا وصدق الفعال والأقوال، والالتفات إلى الداخل، ولملمة البيت الواحد، وتأسيس الأطر المشتركة للعمل الجاد القائم على البذل والعطاء والتضحيات من قبل دول المجلس، من أجل نجاح هذا الكيان الحيوي لأبناء مجلس التعاون الخليجي ذي الصبغة الواحدة والهدف الواحد والمصير الواحد.

اليوم يجب على دول الخليج أن توحد الجهود والكلمة في ظل تحديات عصيبة تحوم حولها سعياً لتدمير مثل هذه اللحمة الخليجية، وتدمير البيت الواحد ومن هذا المنطلق؛ يجب نكران المصالح الشخصية، وجعل مصلحة الجميع هي الأسمى ليكون ذلك التعاون متكامل الأركان ببنيانه المرصوص.

إنَّ الزيارات الأخيرة المتبادلة بين قادة دول المجلس ومذكرات التفاهم الموقعة بينهم، تمثل بوادر خير وانفراجة حقيقية للملمة البيت الخليجي الواحد وللمصالح العليا المشتركة التي يتمنى الجميع نجاحها لخير شعوب الخليج قاطبة.

اليوم نشهد دورة جديدة للمجلس نتمنى أن يكون صوت العقل هو الأعلى، وتغليب المصالح العامة على الخاصة هو الأسمى، والبعد عن أية بوادر للفتن والشقاق، والاستماع لما يطور ويؤصل ويوطد العلاقة بين أبناء المجلس سعيًا نحو اكتمال منظومة المجلس والهدف من وجوده.

إن ما تتمتع به دول مجلس التعاون الخليجي من موقع جغرافي وتنوع في الثروات وبنية أساسية متكاملة الأركان في كل المجالات ونهضة شاملة فتية؛ جعلت منها مطمعًا للكثير من الدول، حيث يجب أن يعي قادة المجلس هذه الأطماع التي تحيط بدولهم ليواكبوا ما وصلت إليه السياسات العالمية في المنطقة من أجل رسم سياسات تكون لصالح دولهم بعيدًا عن الشقاق، سعيًا لحماية الخليج من تلك الأطماع، ورسم سياسات تعاون جديدة اقتصادية واستثمارية وصناعية بين الدول الأعضاء، والاهتمام بتلك الثروات التي حبا الله بها دول الخليج، وتنميتها من خلال وضع استراتيجيات عمل ناجحة في استخراجها والاستفادة منها من خلال إنشاء الصناعات المصاحبة لتلك الثروات بما ينعكس إيجابًا على تطور دول الخليج ونمائها؛ بحيث تكون في مصاف الدول الصناعية المتقدمة.

ولا شك أن نبذ الخلافات، والاهتمام بالتنمية الأساسية الشاملة، وتطوير منظومة العمل في دول مجلس التعاون مع الرؤى والسياسات المستقبلية التي وضعتها كل دولة سوف يؤتي ثماره في القريب العاجل؛ لما تتمتع به دول الخليج من مقومات وثروات ستساهم في رقيها ورفاهية شعوبها إذا ما خلصت النوايا بين الجميع.

إنها دعوة صادقة لجميع دول الخليج العربي للاستفادة من الدروس والعبر التي مرت بها دول الخليج العربي للعمل الجاد والتعاون المُثمر البناء بينها من أجل إسعاد ورخاء الخليج وأهله الكرام. وكل التحايا الصادقة لنجاح أعمال الدورة الخليجية في الرياض، وكلنا أمل في وحدة الصف من أجل مستقبل واعد يحقق السعادة والرخاء والازدهار للجميع.

ودمتم ودام الخليج منبعًا للخير والسلام والأمان والوئام.