التفرغ لشؤون الأسرة

 

أحمد بن خلفان الزعابي

تـُصنـّف مُكافأة التفرغ لشؤون الأسرة كإحدى المزايا التأمينية التي كفلها قانون التأمينات الاجتماعية للمرأة المُـؤمّـن عليها التي لا ترغب في مُواصلة العمل والتفرغ لأسرتها لِما تـُمثله الأسرة ككيان هام في المجتمع.

ونجد اهتمام السلطنة بحقوق المرأة نابع من شريعتنا الإسلامية السمحة، حيث حثنا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأوصانا بالنساء خيراً في الحديث المعروف والذي رواه الشيخان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، كما أشار النظام الأساسي للدولة في نصوص صريحة وأكد على صون حقوق المرأة والمساواة بينها وبين أخيها الرجل في الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص وبقية الحقوق الأخرى، ومع المساواة المذكورة إلا أنَّ المشرع العماني في ذات الوقت لم يغفل عن طبيعة المرأة والتفت لها كأنثى وأنَّ لها حاجات ولديها التزامات أسرة تختلف عن التزامات الرجل أيًا كانت صفتهُ، وراعى في ذلك طبيعتها الأنثوية واحتياجاتها الخاصة وهذا لا يعني التفرقة بين الجنسين، إنما لكل جنس احتياجاته الخاصة، ونجد ذلك متمثلاً في كافة القوانين ذات الصلة المعمول بها في السلطنة ومنها قانون التأمينات الاجتماعية وقانون العمل العُماني وغيرها حيث إنَّ هذه القوانين لم تفرق بين الجنسين في الخطاب والتكليف إنما خصّت المرأة ببعض الخصائص التي تتناسب وطبيعتها فقط لا أكثر.

ومن هذا المنطلق يأتي قانون التأمينات الاجتماعية ليُؤكد على حق المرأة في صرف مستحقاتها متى ما رغبت هي في ذلك ومتى ما توافرت لديها شروط استحقاق مكافأة التفرغ لشؤون الأسرة حيث نصت المادة (22) في حال انتهاء خدمة المؤمن عليه ولم تتوافر فيه شروط استحقاق المعاش استحق مكافأة نهاية الخدمة بشرط ألا تقل مدة اشتراكه في التأمين عن سنة كاملة، ونفهم من هذه المادة بوجهٍ عام أن من لا يستحق معاشًا يستحق مكافأة وذلك لكون فلسفة أنظمة التقاعد والتأمينات الاجتماعية في الأصل قائمة على صرف المعاشات ولكن من لا تتوافر لديه شروط استحقاق المعاش فإنِّه يستحق مكافأة، ولقد نصت أحكام المادة (25) من القانون على آلية احتساب المكافأة بحيث تحتسب على أساس آخر أجراً عند انتهاء الخدمة بواقع أجر شهر عن كل سنة خدمة من السنوات الثلاثة الأولى وأجر شهرين من السنة الرابعة وما يليها، أي باختصار أول ثلاث سنوات خدمة أجر عن كل سنة ومن السنة الرابعة حتى الأخيرة أجرين عن كل سنة ويدخل كذلك ضمن احتساب المدة كسور الأشهر والأيام، ولاستحقاق المؤمن عليها هذه المكافأة يجب أن تكون متزوجة أو مطلقة أو مترملة، على أن تُصرف هذه المنفعة لمرة واحدة فقط طوال فترة اشتراكها في التأمين. وتبقى المرأة العُمانية شامخة مُصانة محفوظة الحقوق تشارك شقيقها الرجل خدمة الوطن في شتى الميادين وتُقدم التضحيات لأجل رفعة وطنها وعلو شأنه.