أضواء على مُباراة الأحمر العُماني ونسور قرطاج!

 

 

حمد الناصري *

 

في نطاق بطولة كأس العرب 2021 المُقامة في دولة قطر الشقيقة الْتَقى مُنتخب عُمان الوطني لكرة القدم مع شقيقه مُنتخب تونس، ضِمْن مباريات الدور ربع النهائي لكأس العرب، المُقامة بإسْتاد المدنية التعليمية بقطر.

وقد جاء ذلك اللقاء الكروي الأخوي غاية في القوة والإثارة والنديّة بين الفريقين الشقيقين، عِلماً بأنّ الفائز سيتأهّل للدور نصف النهائي من البطولة... وانتظر ملايين المُشاهدين مِن العُمانيين والتوانسة على حد سواء بترقّب وحماس ما ستؤول إليه نتيجة تلك المُباراة، بحيث إنّ الفائز منهما سيلتًّقي مع الفائز مِن مُباراة (مُنتخبي مصر والأردن) في نصف نهائي كأس العرب 2021 وقد حجز المُنتخبان العُماني والتونسي مَقعديهما في الرُبع النهائي بعدما حَلّت عُمان الثانية في مَجموعتها التي تصدّرها مُنتخب قطر الشقيق بـ 4 نقاط فيما تصدّرت تونس مَجموعتها برصيد 6 نقاط.

ويَسْعى نسور قرطاج بقوة لتحقيق لقْبهم الثاني في كأس العرب والتي نالوا مِن خلالها لقب بُطولتها الأولى في عام 1963 وكذلك، فقد سَعى الأحمر العُماني الذي حضر البطولة بآمال كبيرة وتوقّعات مُتفائلة  باحثاً عَن بَصْمة تأريخية في البُطولة.

كَشّرت نُسور قرطاج عَن أنيابها مُبكّراً في المُباراة وسجّلَت أوّل أهدافها في الشوط الأوّل في الدقيقة 16 بهدف سيف الدين الجزيري والذي انْتَهى بذلك الهدف اليتيم، وخرج مُنتخب عُمان في شوطه الأول مَهِيْض الجناح، ويبدو أنّ الأحْمر العُماني تلقّى جُرعة نفسية وتنظيمية في فترة ما بينَ الشوطين فاسْتعاد الثقة والأمل بتحقيق الفوز والصُعود إلى المربّع الذهبي ورُبما الفوز بلقب البطولة العربية، وقد تكون البطولة فرصة للأحمر العُماني لتطوير أدائه والاقتراب مِن الترشح لأول مرة لِنهائيات  كأس العالم وفي الشوط الثاني وفي الدقيقة ٦٦ منه، حضر أرشد العلوي فأعاد برُشْده رسْم بَسْمة جميلة إلى وجوه الجماهير العُمانية المُحتشدة في إسْتاد المدينة التعليمية في الدقيقة 66 بتسديدة قويّة مِن خارج مَنطقة الجزاء ولكنّ الفرحة لم تُطِل والبَسْمة لم تستقر كثيراً. فكانَ هدف تونس الثاني في الدقيقة 69 .. لِتَبدأ بَعد ذلك تكتيكات المُدربين المُعلنة وهيَ التَغييرات .. فتخبّطَت قراءة مُدرب المُنتخب العُماني برانكو الذي كانَ بطيئاً في ردّة فِعْله وحَذراً إلى حد الارْتباك وكانَ خائفاً أكثر مِن اللازم فجاءتْ تبديلاته ضَعِيفة وبلا تأثير مِمّا يُعْطِي دلالة عَن عدم قراءة مُنتخب الخَصم، بطريقة دقيقة فاسْتبدل لاعبي الهُجوم خالد الهاجري ومُنذر العلوي ولاعبي النص عبدالله فواز وظهير الدفاع الايْسَر أحمد الخميسي .. واسْتبدل بدوربين في قلب الدفاع وجميل اليحمدي في الظهير الأيسر ومُعتز صالح كلاعب وسط ( ارتكاز) وعصام الصُبحي مُهاجم .. جاءت تلك التغييرات في الدقيقة الـ 70.

وكما يقولون إنّ الفوز له عِدّة آباء والخسارة لها أب واحد فذلك ما لَمَسّناه وهو أنّ سَبب الخسارة يَتحمّله برانكو لوحده.

في مقال سابق  في 1- أكتوبر 2021 كتبتُ مقالاً بعنوان "اطمئنان برانكو عقبة في مسيرة الأحمر" وأنا لا أزال عِند رأيي أنّ مُدرب مُنتخبنا العُماني برانكو عَقبة في مَسيرة الأحمر .. وعليه أنْ يَحزم حقيبته ويَذهب بلا عودة، وذلك لِتَجنب المزيد مِن الأضْرار، على الرغم أنّ مُنتخبنا ظهر أمام فيتنام بمستوى مَقبول وحصل على الأهم ، لِنُخرج بثلاث نقاط ، لِيَفسح الطريق للتقدم والمُنافسة نحو الصدارة، لكن التخبُّط في رؤية برانكو في مَسيرة الأحمر لم يزل قائماً، لأسْباب هو يَعْلَمها. مع اعتذاري للاتحاد العُماني الذي يُصِر على بقاء برانكو ولم يُصر على بقاء ما قَبْلَه مِن المُدربين الذين كانَ عطاؤهم أفضل ولو نسبياً في توجهه ومَساره. ونُذكّركم بالمُدرب المُتميز (ما تشالا) الذي طوٌر المُنتخب ونقله إلى مُستوى عالي في 2017 و2018 و2019 . لكنّ الاتحاد العُماني بكلّ بَساطة تنازل عَن ماتشالا ولمْ يَسْتمر معه رغم إنجازاته.

وأخيرًا.. لابُد أنْ أؤكد أنّ برانكو يَجب أنْ يرحل ..فخططه وتكتيكاته لا تُلائم طريقة اللعب العُمانية وتُقَيّد اللاعبين بواجبات مُحدّدة ولا تَترك لهم أيّ مجال للتحرّك والمُناورة، مِمّا يُسَبب عَقْم الأداء للفريق وسهولة فكّ طلاسِمَه مِن قِبَل الخُصوم وما يَحتاجه الأحْمر هو مُدرب جريء ذو فِكْر مُلائم لطريقة لعب الأحمر ويَتمتّع بنظرة بعيدة لِيُعيد مُنتخبنا إلى سِكّة التَفوّق ولِيُحقق أحْلام الجماهير بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم.

تعليق عبر الفيس بوك