فئات مسمومة!

 

رُبا بنت جمال الشنفرية

 

الاختيار بين يديك.. أنت من تُحدد علاقاتك وعمقها وأنت من يرسم الحدود، لطالما ظننا أن الابتسامة والمعاملة اللطيفة الحسنة هي الطريقة الأمثل لكسب القلوب فالإنسان اللطيف الطيب يعفو عن الأخطاء ولا يحاسب من يخطئ في حقه ليس ضعفاً ولكن كِبراً في الأخلاق.

كنت دائماً ما أضع الأعذار للآخرين عندما يخطئون في حقي واتغاضى عن كل أفعالهم السيئة لي وأضع نفسي في كثير من الأحيان في موقع المتلقي فأراعي المشاعر ولا أجرح أحداً والتزم الصمت.

كبرت لأتعلم أن الحياة ليست لطيفة للطفاء وليست طيبة للطيبين وأن الناس أجناس لم يخلقوا من طينة الرحمة والتفهم فقط بل هناك من خلقوا عديمي المشاعر والضمير وهناك من قتلوا وسرقوا ودمروا وخانوا الوطن فكيف لعقلي الصغير أن يبقى على حاله؟!

نعم كبر عقلي اليوم! لا عجب في ذلك فأنا اليوم أصبحت أرى ما لم أراه من قبل وأزيلت عن عيني غشاوة الحياة الوردية والناس اللطفاء!.. علمتني الحياة أن لا أثق بسرعة وأن لا أظهر الود دائماً وأن أكون حذرة في انتقاء الأصدقاء وأتوخى الحذر أن يزل لساني بما لا يجب قوله وأحسب للكلمات التي تخرج مني ألف حساب فليس للكل نية حسنة في التأويل.

كنت أعتقد أن المسامح كريم وسامٍ ولكن في زمننا أصبح المسامح ضعيفاً ومهاناً وليس جديراً بالاحترام!

من أصعب العلاقات هي العلاقات المبنية على غير الاحترام والتي تكون أسسها هشة وركيكة تتصدع على أتفه الأسباب .. علاقتك بشخص لا يحترمك هي أسوأ وأتفه علاقة تربط نفسك بها فأنت بذلك تكون الشخص الأول الذي لا يحترم نفسه لأنك ترضى لنفسك الأذى ولا تحرك ساكناً!

لا تجعل يوماً صديقا أو معلما أو زوجا أو قريبا أو زميلا أو أي شخص معرفتك به في حدود السوشل ميديا يُقلل من احترامه لك إن شعرت يوماً بذلك اقطع هذه العلاقة وأنهها فهي منهكة ومتعبة لك أنت بالذات تجعلك تخسر احترامك لنفسك وتشعر بالمهانة والانزعاج ولا تستطيع التركيز على أهدافك!

إن كانوا مسمومين أغلق الباب في وجوههم واقطع كل ما يربطك بهم أنت أهم ونفسيتك أهم من كل شيء من لا يحترمك ليس جديراً بوجودك في حياته دعه يتعامل مع أشباهه فأنت أسمى بكثير.

تعليق عبر الفيس بوك