عواصم - الوكالات
تغادر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الأربعاء منصبها لتتقاعد في سن الـ67، إذ ينتهي اليوم الأربعاء فصل طويل من تاريخ ألمانيا المعاصر مع انتخاب مجلس النواب (البوندستاج) الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتس مستشارًا للبلاد طاويًا صفحة حكم أنجيلا ميركل الذي استمرّ 16 عامًا و15 يوماً.
وبذلك تكون ميركل، وهي أول امرأة تدير ألمانيا، أمضت في السلطة 5860 يومًا. إلا أنها ستغادر قبل تسعة أيام من تمكنها من كسر الرقم القياسي الذي سجّله ملهمها هيلموت كول في الحكم.
وستسلّم القائدة المحافظة مقاليد الحكم في أول قوة اقتصادية أوروبية اليوم الأربعاء إلى أولاف شولتس الذي كان في آنٍ معًا خصمها السياسي لكن أيضًا نائبها في المستشارية ووزير المالية في حكومتها.
بعد ذلك، ستُسلّم ميركل مقاليد الحكم إلى اليسار الوسطي للمرة الأولى منذ كان غيرهارد شرودر مستشارًا للبلاد.
رغم فترة حكم متباينة اتّسمت باستقبال اللاجئين عام 2015 وبالقدرة على إدارة الأزمات لكن أيضًأ بغياب الطموح في مجالي مكافحة التغيّر المناخي وإضفاء الحداثة على ألمانيا، تبقى ميركل بعد أربع ولايات، إحدى الشخصيات المفضّلة لدى الألمان.
وحتى الساعات الأخيرة قبل أن تغادر منصبها، بقيت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منشغلة بمهامها الرسمية، تتصل بزعماء العالم من مكتبها داخل مقر المستشارية الألمانية قبل أن تغادره اليوم للمرة الأخيرة وتسلمه لخليفتها أولاف شولتز المستشار الألماني الجديد.
وأشاد ساسة ألمان بالمستشارة المنتهية ولايتها بأنها "لاعبة قوى سياسية استثنائية"، وكشف استطلاع أن غالبية الألمان راضون عن ميركل كمستشارة طوال 16 عاماً.
من جانبها كتبت صحيفة ” تليجراف” البريطانية أن ميركل تظل محبوبة في ألمانيا، إلا أنه في ظل سلسلة من الأخطاء وحالة الإعجاب بالذات المذهلة لحكومتها، لم يقتصر الأمر على أن ميركل حولت حزبها المحافظ الذي كان مهيمنا في الماضي إلى ظل لها هي ذاتها وعلى أنها سلمت السلطة لتحالف يميل لليسار ويهيمن عليه الاشتراكيون والخضر. ولكن يندرج ضمن إرثها أيضا أن بلدها وقارتها هشتان في مواجهة أنظمة استبدادية على الأعتاب، إشارة إلى روسيا.