"لا أريدُ من الحُب إلا البداية"

 

تهاني السنانية

"لا أريد من الحب إلا البداية".. هذا ما أكده الشاعر محمود درويش في إحدى أروع قصائده.

في البدايات دائماً العلاقات أجمل عندما يظهرون لنا أجمل ما عندهم من كلمات وصورة وأسلوب تشعرنا بأنهم الأنسب لبناء علاقات جميلة معهم كثيراً ما نتعرف في حياتنا على أشخاص لنكتشف مع مرور الوقت أنهم تحولوا إلى صورة أخرى غير التي كانت في البدايات؛ وكأنهم كانوا يرتدون أقنعة وخلعوها فتكون بداياتهم صفحة بيضاء جميلة جدًا خالية من المشاحنات أو المشاكل، ما يجعلنا نرغب بربط علاقات الود معهم إلى أن نصل لمرحلة اكتشاف تلاشي هذا الحب والاحترام والتقدير وعدم القدرة على تحمل تقلباتهم وأخطائهم ومزاجهم الذي يزعجنا كثيراً ..فلماذا تكون العلاقات في البداية أجمل؟

نكتشف أنه في بداية أي علاقة إنسانية يسعى فيها الأشخاص إلى إظهار جميع جوانبهم الجميلة في شخصيتهم؛ أي أن تركيز كل جانب يكون على طريقة تعامله هو أكثر من التركيز على تفاصيل طريقة مُعاملة الشخص الآخر وهذا ما يجعل كل فرد يسعى إلى صورة طيبة يقدمها للطرف الآخر سواء كانت هذه الصورة حقيقية أو لا وأنا على يقين تام بأنَّ الجوانب الطيبة في الشخصية لا تحتاج مجهودًا لإظهارها فهي تقدم نفسها من خلال الأفعال والمواقف فهي ليست بحاجة لمجهود أو تركيز للتقديم والإنسان بطبيعته دائماً عندما يصل إلى الهدف تقل عزيمته، والكثير منِّا يعتبر أن الوصول لعلاقة إنسانية مع شخص آخر هدف، ما إن وصل إليه لا يكترث بما هو آت، لأنه ظن خاطئا أن الهدف مضمون، لذلك فهو ليس عليه بذل المزيد من المجهود للحفاظ على العلاقة التي اعتبرها هو هدفًا.

وأخيرًا.. اجعلوا علاقاتكم وسيلة للتعايش لا هدف.. واستمر في معالجة عيوبك أنت ولا تنظر إلى عيوب الآخرين فتنسى عيوبك.. حاول ألا تتوقع الكثير كي لا تصدم في النهاية.. حاول أن تتعامل مع الواقع لا أن تنكر واقعك.. لا تعتبر أن العلاقات الإنسانية "هدف" تريد الوصول إليه؛ بل وسيلة للتعايش والتعارف، أي أن العلاقة هدفها "الاستمرار" وليس الوصول فقط.

تعليق عبر الفيس بوك