رحيل سالم بن حمد البادي

 

سالم بن نجيم البادي

 

ترجَّل الرجل النبيل الذي كنتُ أُمازحه كلما التقينا، وأقول له إنَّ كل من يحمل اسم سالم هو نبيل وطيب ومسالم، وقد كان هو كذلك حقًا... إنه الباسم دومًا طلق المُحيّا الودود القريب من القلوب صاحب الكاريزما التي تجذب الناس إليه ويستحوذ على حبهم وتقديرهم واحترامهم.

كان وبدون أدنى مبالغة لا تفوته كل المناسبات الاجتماعية والولائم والأفراح والأتراح ويعود المرضى، ويتفقد جماعته، وهو الوجيه والرشيد وعضو مجلس الشورى السابق الذي يصدح بالحق لا يخاف لومة لائم، وكان يجوب المدن والقرى والتجمعات السكانية يتلمس مشكلات الناس وينقلها الى جهات الاختصاص يصور صورًا وأفلامًا للواقع كما هو دون زيف، ويحملها إلى المسؤولين، ثم تقلد مناصب في وزارة التربية والتعليم.

كنت أراقب الرجل بإعجاب وانبهار وأحاول أن أتعلم منه أو أن أقلده في الثقة الباذخة بنفسه وقدرته الفائقة على الإقناع وحضور البديهة والشجاعة في مواجهة الصعاب وتجاوز العقبات والهمة العالية لكنني فشلت في كل ذلك فهذا الرجل فريد من نوعه قلما نجد نسخة أخرى منه، ولا يمكن مجاراته أو محاولة تقليده. تجده في الأعراس والملتقيات والندوات والأمسيات وحفلات التخرج في الجامعات وفي المسرح وفي المناسبات الثقافية ويحضر عند حضور الشعر والأدب ولقاءات الأدباء والكتاب والمحاضرات العلمية وكان حريصاً على حضور دورات معرض مسقط للكتاب. كان لديه عدد لا يحصى من الأصدقاء والمعارف وزيارات هؤلاء إلى بيته لا تنقطع، وهو اجتماعي بامتياز يحلو معه السفر والخروج إلى البر والرحلات القريبة وقضاء السهرات في البر والناس يلتفون حوله وهو النجم الذي يخطف الأضواء أينما حل. وحينما رحل كانت الصدمة الكبرى والفاجعة العظيمة، وقد طار خبر وفاته المفاجئة واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بالنعي والدعاء له وانتشرت صوره انتشار النار في الهشيم وظهر ما كان يخفيه من أعمال الخير وقد نعته لجان الزكاة والجمعيات الخيرية وافتقدته المساجد والمجالس والأسر المعسرة.

غاب أحد رجال البريمي التي كان يملأ جنباتها بحضوره الطاغي وذرفت ينقل الدموع على ابنها البار وكل بيت فيها يتذكره ولأنه كان يزور معظم بيوتها كان معروفا عند الحميع.

ومن حُسن الخاتمة أن المنية وافته بعد عودته مباشرة من أداء مناسك العمرة، وقد انتشر بعد وفاته فيديو يظهر فيه وهو يقول إني مهاجر إلى ربي لعله أن يهديني ويطلب السماح من محبيه، ثم أشار بيده وقال وداعًا.. رحمه الله رحمة واسعة.