الوعي واللاوعي.. الشعور واللاشعور!

 

تهاني السنانية

كنت أظن من الاسم أنَّ الوعي صفة مرتبطة بالكائنات الحيّة، وأن صفة اللاوعي تكون مرتبطة بالكائنات غير الحية ولكن الفرق بين الإنسان والحيوان هي الوعي بالحواس الخمسة في قصيدة لي قلتُ:

نطرت الحظ يحضن وحدتي والحظ غيباته

تطول ولا فرق يومي عن اللي صار لي بالأمس

أنا إنسان فوق الخمس تتزايد معاناته

حواس الآدمي خمس وأنا عوقي يفوق الخمس

غديت إنسانا من همه تشوف الناس وقفاته

مثل شجرة تغير لونها حزة غروب الشمس

الوعي واللاوعي أو الشعور واللاشعور لمعرفة المعنى الصحيح لهذين المفهومين يجب أولاً التعرف على عقل الإنسان في هذه الآلة التي يمكن وصفها بالكلمات؛ فالعقل يملك بشكل عام جانبين رئيسين الأول يقوم بتخزين ذكرياته وأفعاله ودوافعه العميقة، ويسمى هذا الجانب أو المنطقة بالعقل الباطن، وهذه المنطقة تحديدا تحاول إبقاء الإنسان في حيز الراحة. أما الجانب الثاني هو جانب التحكم بالأفعال واللحظية واتخاذ القرارات في المواقف التي تحدث للإنسان تسمى هذه المنطقة بالوعي الإدراكي، أما المعنى الصحيح للشعور أو الوعي واللاشعور واللاوعي فهما أولاً الشعور أو الوعي هو المسؤول عن تصرفات الإنسان وقراراته اللحظية وهو شيء نفسي وليس عضوياً؛ لذلك فيمكن التحكم به وتنمية قدراته هو بشكل عام حدس نفسي داخل الإنسان يقوم بمعرفة أفعال النفس وانفعالاتها وحالاتها الاستنباطية.

أما اللاوعي أو اللاشعور فهو الحالة الإدراكية بمعنى أن هناك أشياء تحدث داخل النفس البشرية دون تدخل الإنسان كثيرا ما نجد أنفسنا مسرورين بدون أسباب أو يصيبنا الحزن دون أن ندرك السبب في ذلك وهذا ما يُسمى باللاشعور وهي مجموعة من العوامل النفسية التي تتحكم في سلوك ومشاعر الشخص دون أن يشعر بها.

أخيرًا.. الوعي واللاوعي أو الشعور واللاشعور، يحتاج الأول في القرارات اللحظية والتقييم النفسي لها، أما الثاني فيحتاج عندما يكون في حالته التي لا يشعر فيها بأحاسيسه إذن كل شيء يتعلق بالإحساس في هذه الأمور فشعور الشخص في المواقف اللحظية يستوجب منه ردة فعل معينة تعتبر ردة فعل نفسية وفي حالته الأخرى التي لا يكون فيها شعور الإحساس يستوجب منه الغفلة عن بعض الأمور والإنصات إلى الأصوات التي تأتي من داخل نفسه.

تعليق عبر الفيس بوك