ضياع العمر.. إحساس قاتل

 

تهاني السنانية

دائمًا كنت أشعر بأن ضياع العمر هو شعور بالضياع وفقدان طعم السعادة، وأن الموت والحياة سيان؛ فلا إحساس بوجود هدف للعيش من أجله. نعم الإحساس بضياع العمر إحساس قاتل، وكأنَّ كل الفرص في الحياة لتعديل الأوضاع قد انتهت، وأنه مهما سأفعل سيكون متأخر جداً على الحصول، ولو على جزء بسيط من السعادة، فلا استطيع أن أحدد ماذا أريد أو ماذا أحب أو ماذا أفعل وحتى إن فعلت فلا أعرف إذا كان ما أفعله صحيحًا أم لا؟!

لكن فرص الحياة ليس لها وقت محدد أو عمر محدد لأنَّ الذي وهبنا التوفيق والنجاح هو الذي وهبنا الحياة هو الله العظيم الفتاح وأن النجاح الحقيقي يبدأ بالثقة في الله أولاً وحسن التوكل عليه، وكمال العبادة، فهو الله سبحانه الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء. لست أدري ما هو تصوركم للسعادة؟! لأنَّ بعض الناس يظن أنها في المال ولكنه لم يجدها بل يوجد عدد كبير من الناس شقي بأمواله والبعض وافته المنية وترك خلفه أموالا وممتلكات ولم يهنأ بها والبعض ظنها في المناصب، فتخاصموا وكذبوا حتى نالوا المناصب، لكنهم لم يجدوا السعادة وراحة البال. وهناك من ظنَّ السعادة في زوجة حسناء وبيوت وأراضٍ وعقارات وعمارات تناطح السماء لكنهم لم يجدوها ووجدوا ديوناً في البنوك وشكاوى منتهاها السجن. وقصة إبراهيم بن أدهم فيها العبر بفقره وزهده بعد فراره من ملكه وقصره حتى قالوا: إنا لفي سعادة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف.

وأخيرًا.. السعادة تبدأ بطاعتنا لله وحده، والرضا بقضائه وقدره، والإحسان إلى خلقه، والإيمان بأنَّ للحسنة ضياءً في الوجه وانشراحاً في الصدر ومحبةً في قلوب خلق الله وسعةً في الرزق وأن للسيئة ظلمةً في الوجه وضيقاً في الصدر وبغضة في قلوب الخلق وقد يحرم الإنسان الرزق ويرزق براحة البال ونوم هنيئا وعيشة كريمة بسيطة بعيدة كل البعد عن مغريات الحياة.

تعليق عبر الفيس بوك