عطلة في بلادي

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

مضت إجازة العيد الوطني والتي قضيناها بصحبة الأهل والأحبة على خير وسلام وتعددت الزيارات العائلية وصلة الأرحام، ورغم أن البعض منِّا قرر قضاء العطلة بعيدا عن العاصمة مسقط؛ فتوجه البعض نحو محافظة الداخلية، بينما توجه البعض الآخر إلى محافظات الشرقية، وفئة ثالثة توجهت إلى الشمال مرورًا بمحافظات الباطنة والبريمي ومسندم، أما عن ظفار فالحديث يختلف.

توجهتُ مع عائلتي إلى ولاية صور ودون تنسيق مسبق ولا حجز، حيث اتخذنا القرار على عجل والأمر الذي فاجأني وصدمني عندما وصلت إلى صور أنه لا مكان للإقامة متوفر ولا للمبيت مما اضطرنا للعودة، بعد مرورنا بجميع فنادق الولاية التي امتلأت عن بكرة أبيها، والأغرب من ذلك ارتفاع الأسعار؛ حيث وصل سعر الغرفة أو الشقة الفندقية إلى 85 ريالًا و50 ريالًا و45 ريالًا، وأسعار مبالغ فيها واستغلال للسائح الذي قرر زيارة ولايات بلده الحبيب والاستمتاع بجمال وطنه، وتشجيع السياحة الداخلية، بينما بقي بعض السياح ينتظر دوره في الفنادق للدخول؛ فالبعض قادم من أماكن بعيدة ومحافظات مختلفة، لكن هذا المشهد ذكرني بموسم الخريف في محافظة ظفار، لكن ظفار تحتوي على خيارات عديدة وبها كافة المستويات؛ فصاحب الميزانية المحدودة بإمكانه أن يسكن فيها، وكذلك من خصص ميزانية مفتوحة سيجد ما يشاء، أما ما نشاهده في المحافظات الأخرى من عدم توافر عدد كافٍ من الفنادق والشقق الفندقية وسط خيارات بسيطة لا تناسب الجميع فهذا أمر يحتاج إلى دراسة وبحث.

عدنا أدراجنا وتوجهتُ إلى شاطئ القرم بمسقط وتحديدًا "شارع الحب" (شاطئ الخارجية) الذي لا يزال كما هو، فلا مقاهٍ جديدة ولا فنادق ولا منتجعات، وأخذني التفكير في توسيع المنطقة والامتداد إلى الشاطئ وفتح فرص كثيرة للتجار والشركات والمؤسسات لرسم صورة فنية عمرانية كبيرة تزخر بالفنادق والمقاهي والمنتجعات، فكما نعلم أن هناك خور فلماذا لا يتم ردمه وتهيئة المكان للبناء وأيضًا من الجهة الأخرى عند الشاطئ ردم البحر بحوالي 10 كيلومترات، والبناء في ذلك المكان الجميل. ولو تخيلنا المشهد لرأينا شيئاً جميلا وتطويرا كبيرا في المعالم السياحية، وقس على ذلك استغلال معظم الأماكن السياحية وتهيئتها جيدًا من خلال بناء أحدث دورات المياه وأحدث المطاعم والفنادق وتوفير الأجواء المناسبة لقضاء عطلة جميلة مكتملة، بعيدًا عن التأفف من قلة الخدمات المقدمة.

إنَّ ثروات البلاد كبيرة، ونحن قادرون على وضع لمسات أخرى تجعلنا في الصدارة، وكل ما في الأمر أنَّ الشباب العماني يحتاج إلى الدعم لاسيما من المؤسسات الكبيرة؛ لبدء العمل والتنفيذ، وقد تحدثتُ سابقًا عن إمكانية تنظيم مسابقة هندسية وفتح الفرصة للتنافس فيها لتحفيز الشباب ولتطوير العمران في بلدنا الحبيب، فنحن كنَّا وما زلنا في مقدمة الدول التي تزخر بمقومات سياحية يشار إليها بالبنان، فماذا لو طورنا من ذلك وفتحنا فرصًا ووظفنا الطاقات الشبابية ووقفنا مع الشباب العماني المبتكر؟ وأكبر مثال الطاقم التنفيذي لجناح السلطنة في إكسبو دبي 2020، فلهم كل الشكر والتقدير على هكذا إنجازات وعطاءات لا تخطئها عين، وبلا شك هم وغيرهم من أبناء وبنات عُمان قادرون على تحقيق المزيد من الإنجازات والعطاءات لعمان وأرض عمان وشعبها الوفي، فهم بحاجة لمزيد من الفرص المقدمة من المسؤولين، فمتى من الممكن أن نرى في عُمان ناطحة سحاب أو تليفريك في ظفار أو الجبل الأخضر، أو قطارا سريعا كالمترو، فنحن نمتلك ثروة وطنية كبيرةـ ولدينا جميع المقومات الطبيعية، غير أنَّ كل ما ينقصنا هو التدخل البشري في ذلك، فلا يعقل أن تبقى العيون والأودية خالية من أي مرفق سياحي يساعد الزوار لإعادة تجربة السياحة الداخلية.

فالله الله يا بلدي في بلدي هذا.. وكل تمنياتنا لكم جميعًا بقضاء أجمل الأوقات.