رصد 9 عصابات رقمية تشن هجمات سيبرانية في السلطنة

مسقط- الرؤية

راقب باحثو شركة كاسبرسكي، للأمن الإلكتروني، عن كثب مشهد التهديدات المتقدمة المستمرة (APT) في سلطنة عُمان، وأعدّوا 21 تقريرًا استقصائيًا يتعلق بتسع عصابات رقمية تستهدف البلاد بنشاط منذ اندلاع الجائحة في العام 2020.

واشتملت التقارير على معلومات عن التهديدات والتحقيقات المرتبطة بالعصابات الرقمية التي تستهدف السلطنة. ووجدت كاسبرسكي أن هذه العصابات تستهدف في الأساس المؤسسات الحكومية والهيئات الدبلوماسية فضلًا عن المؤسسات التعليمية وشركات الاتصالات في السلطنة. وتشمل الجهات المستهدفة الأخرى المؤسسات المالية وشركات تقنية المعلومات ومرافق الرعاية الصحية وشركات المحاماة والجهات العسكرية. وشملت بعض العصابات الرقمية سيئة السمعة التي تقف وراء التهديدات المتقدمة المستمرة والتي جرى التحقيق فيها في عُمان، TransparentTribe وMuddyWater وOrigamiElephant وZeboracy.

ووجد فريق البحث أن "استغلال التطبيقات العامة" و"الحسابات السارية" و"التصيّد" كانت أكثر نواقل الهجوم شيوعًا في استهداف البنى التحتية في السلطنة. واستهدفت عصابة MuddyWater الشرق أوسطية التجسسية، مثلًا، الجهات الحكومية وشركات الاتصالات والنفط بهدف استخلاص المعلومات باستخدام الحسابات المخترقة لإرسال رسائل بريد إلكتروني تصيدية مع مرفقات موجّهة إلى أشخاص مستهدفين بعينهم. وهناك التروجان Zeboracy الذي يُوظّف ضمن حملات التجسس الرقمي لجمع البيانات الأولية من الأنظمة المخترقة. بدورها، تنشئ عصابة TransparentTribe أسماء نطاق وهمية تحاكي جهات عسكرية ودفاعية لمهاجمة أهدافها، أما OrigamiElephant تستخدم عناصر Backconfig وSimple Uploader، إضافة إلى غرسات الجوال لاستهداف الجهات.

وأكّد عبدالصبور عروس الباحث الأمني في فريق البحث والتحليل العالمي التابع لكاسبرسكي، أن التهديدات الموجهة تزداد تعقيدًا كل يوم، قائلًا إن التحقيق في نشاط هذه العصابات الرقمية وإعداد التقارير حولها "يتيح لنا رؤية واسعة ومتعمقة لفهم دوافعها وتحركاتها، ما يمكّننا من تزويد أصحاب المصلحة المعنيين بالمعرفة التي يحتاجون إليها للبقاء في مأمن من أخطارها". وأضاف: "ثمّة حاجة ملحّة لتبقى مختلف المؤسسات مطلعة على أحدث التطورات، ما يسمح لفرق الأمن بالتنبؤ بالخطوات التالية للمهاجمين واتخاذ الخطوات المناسبة لحماية أنفسهم ضد الحوادث المستقبلية".

من جانبها، شدّدت نوف القحطاني كبيرة محللي تهديدات الأمن السيبراني لدى شركة الاتصالات السعودية، على أن الموظفين في أية شركة هم "خط الدفاع الأول" ضدّ الهجمات الرقمية، مؤكّدة أنهم "يتحملون جانبًا من المسؤولية" في حماية البيانات التي تُعد من أهم الأصول المؤسسية. وقالت إن من الضروري أن تقدم الشركات التدريب المناسب على الأمن الرقمي لجميع موظفيها وتعرّفهم بالسبل الآمنة لتشغيل الأجهزة ومشاركة البيانات داخليًا وخارجيًا، وفهم الطبيعة المتطورة للجرائم الرقمية، من أجل تحصين ذلك الخط الدفاعي. وأضافت الخبيرة الأمنية: "يعرف الموظفون المطلعون على مبادئ الأمن الرقمي كيف تبدو ملامح إنذارات الخطر عندما تقع شبكات الشركة وأجهزتها ومعلوماتها تحت التهديد. أما خطّ الدفاع الثاني بعد الموظفين فأراه يتمثل في معلومات الإستخبارية عن التهديدات، التي يجب للشركات والمؤسسات أن تحرص على التزوّد بها".

وتواصل تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبلوك تشين والتقنيات المالية وشبكات الجيل الخامس 5G اكتساب مزيد من الزخم على امتداد القطاعين العام والخاص في سلطنة عُمان. وغالبًا ما ترتبط زيادة الاتصال بالإنترنت بزيادة التهديدات الرقمية الموجهة. وقد جهزت الدولة نفسها لمواجهة حتى أكثر هجمات الأمن الرقمي تحديًا، وذلك بوضعه في طليعة جهود التحوّل الرقمي. وقد احتلّت السلطنة، وفقًا لمؤشر الأمن الرقمي العالمي، المرتبة الثالثة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في التزامها بالأمن الرقمي، ما يؤكّد حرص الحكومة على مواصلة الارتقاء بالقدرات الأمنية.

وتراقب كاسبرسكي عصابات التهديدات المتقدمة المستمرة وتتيح للجهات المهتمّة سبلًا فريدة ودائمة للوصول إلى نتائج التحقيقات والاكتشافات، بما يشمل البيانات التقنية الكاملة المتاحة في مجموعة من التنسيقات، والخاصة بكل عصابة من عصابات التهديدات المتقدمة المستمرة بمجرد ظهورها. وتتعاون كاسبرسكي مع السلطات القانونية وتشاركها المعلومات اللازمة لتتبع العصابات التي تقف وراء مثل هذه الهجمات وتقديم أفرادها للعدالة.

تعليق عبر الفيس بوك