الطفولة والتعليم في رؤية "عمان 2040"

 

د. عامر بن محمد العيسري

 

يحتفل العام في يوم العشرين من نوفبر بكل عام بيوم الطفل العالمي، حيث تؤكد الدول على اهتمام حكوماتها بالطفولة من خلال تنفيذ بنود اتفاقيات و قوانين حقوق الطفل، والسلطنة دوما في مصاف الدول التي تضع الأطفال في قائمة اهتماماتها فقد تضمن قانون الطفل العماني بابا مخصصا للحقوق التعليمية للأطفال، كما خصصت رؤية "عُمان 2040" أهدافًا استراتيجية تضمن تقديم الحقوق التعليمية للأطفال.

ولقد انطلقت الكلمات الحكيمة من جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه في اجتماع مجلس الوزراء؛ حيث تم برعايته السامية اقرار الرؤية المسقبلية 2040 لتكون نافذة منذ بداية هذا العام 2021؛ حيث اكد جلالته حفظه الله ورعاة بأن تكون الرؤية بوابة السلطنة للعبور للحديات ومواكبة التغيرات فقال: "إن رؤية عمان 2040 هي بوابة السلطنة للعبور للتحديات، ومواكبة المتغيرات الإقليمية والعالمية واستثمار الفرص المتاحة وتوليد الجديد منها، من أجل تعزيز التنافسية الاقتصادية، والرفاه الاجتماعي، وتحفيز النمو والثقة في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في كافة محافظات السلطنة".

وقد جعلت رؤية عمان التعليم والطفولة ضمن اولوياها الوطنية من أجل تحديث منظومة التعليم انطلاقا من ثوابت المواطنة والهوية العمانية الاصيلة؛ فكانت من أولى الاسترايجيات في هذه الرؤية الطموحة استراتيجية التعليم والتعلم والبحث العلمي وتنمية القدرات الوطنية التي تسعى لتحقيق هدف استراتيحي رائد من أجل توفير تعليم شامل وتعلم مستدام وبحث علمي يقود إلى مجتمع معرفي وقدرات وطنية منافسة، وقد بنيت استراتيجية التعليم على أربعة اسس تمهد لخمس استراتيجيات فرعية، تضمنت هذه الاسس تبني أسلوب مبني على المخرجات، ونقل المسؤوليات للمؤسسات التعليمية، وبناء القدرات في النظام التعليمي، و تبني إطار عمل جديد للتعليم.

ولا تخفى أهمية هذه الاسس للوصول إلى أهداف استراتيجية شاملة وطموحة تضمن توفير الحقوق التعليمية للأطفال التي تنادي بها المنظمات والاتفاقيات الدولية لحقوق الطفل.

وتمثل الهدف العام لاستراتيجية إدارة التعليم في تحديد الأدوار والمسؤوليات وأوجه العلاقة للمجالس المتخصصة والجهات المعنية بالتعليم حتى يتمكن النظام التعليمي بأكمله من تحقيق الأهداف الوطنية له بفاعلية.

ومن خلال هذه الاستراتيجية سنضمن وجود مهام واضحة الشخوص والأدوار قائمة على المحاسبية والحوكمة لنصل بأطفالنا الى بر الأمان حين تكون خارطة الطريق واضحة ومتجهة نحو تحقيق هدف حصولهم على تعليم متكامل يثمر جيلا واعيا وفاعلا في مجتمعه ووطنه.

كما تمثل الهدف العام لاستراتيجية التحاق الطلبة وتقدمهم عبر المراحل التعليمية وقطاعات العملفي ضمان حصول جميع الطلبة في سن التعليم قبل المدرسي والمدرسي على التعليم في أرجاء عُمان كافة، وأن يسهل نظام التعليم التقدم الفاعل لهم وانتقالهم خلال مراحل التعليم المدرسي وحتى التعليم العالي ومن ثم التحاقهم بالعمل حسب مستوياتهم ومؤهلاتهم الدراسية.

وتهتم مضاميمن هذه الاستراتيجية بالاجيال والناشئة منذ المراحل العمرية المبكرة فيحظون بفرص تعليمية متعددة تتاح لهم جميعا في مختلف أنحاء البلاد لتحقق أهداف التعليم الجميع التي تقوم عليها تقارير التنافسية التعليمية في المنظمات الدولية لتتقدم السلطنة بخطوات ثابته وراسخة في مصاف الدول الرائدة في مسيرة التعليم والتعلم.

وقد وضعت رؤية "عُمان 2040" ضمن أولى اولوياتها تجويد التعليم فكان الهدف العام لاستراتيجية بناء الجودة في التعليم يؤكد على الارتقاء بجودة النظام التعليمي، لتواكب المستويات الدولية بما يسهم في بناء مخرجات ذات جودة عالية.

وفي الختام.. نجد صورة واضحة تبرز اهتمام استراتيجية التعليم في رؤية عمان المستقبلية بتقديم حق التعليم إلى جميع الأطفال وتوفيره لهم جميعا بجودة عالية من خلال كوادر مؤهلة تضطلع بمهامها ومسؤلياتها التي تلقى على عاتقها للرقي بمسيرة العملية التعليمية في البلاد في ظل القيادة الحكيمة المتجددة لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.

 

** أستاذ مساعد بقسم التربية والتعليم

كلية التربية، جامعة السلطان قابوس

تعليق عبر الفيس بوك