في برقية إلى المقام السامي بمناسبة العيد الوطني

وزير المكتب السلطاني: نجدد العهد الغليظ بأن نكون حُراسًا أمناء لهذا الوطن الأبي

 

مسقط- العُمانية

تلقّى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- تهنئةً من معالي الفريق أول سُلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السُّلطاني رئيس مكتب القائد الأعلى بمناسبة العيد الوطني الحادي والخمسين المجيد، فيما يلي نصها:

مولايَ جلالَةَ السُّلطان المعظم القائدَ الأعلى حفِظكم الله ورعاكم.

السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه،، ها هي عُمانُ تتوشَّحُ بوشاحِ الفخرِ والعِزّة، مُزدانةً بحُلّةٍ قشيبةٍ زاهيةٍ من السُّموِ والرفعة، في ذاتِ ميعادِها المشهود، والمحفورِ في ذاكرةِ وقلوبِ كُلِّ مَن يعيشونَ على ثَراها الطاهر، إنِّه ميعادُ الفخرِ المُتجدّد، الذي بنت أركانَهُ الهِممُ عامًا بعد عام، ونقشت تفاصيلَه سواعدُ الشرفاء حتى غدا درةً ثمينة في تفاصيلها ملامحُ وطنٍ اسمه عُمان، إنِّه عيدُ الوطنِ الأجل، العيدُ الوطني المجيدُ الحادي والخمسون.

ملاحمٌ سُطِّرت عبر التاريخ، نُسجت من خلالها صورة كُبرى لهذا الوطنِ الأبي، على أيدي مُخلصين للّهِ والوطن والسُّلطان، حاملينَ رايةَ عُمان المحفوفةَ بعنايةِ الله، يرويها عرقُ جبينِ رجالٍ أشدّاء في كلِ الميادين، فعُمِّرتِ الأرضُ، ومُكِّن فيها الإنسانُ، وتأصلت فيها المُثل العُليا، حتى طافت الآفاق ناشرةً رسائلَ السلام والإنسانية الحقّة في كلِ أرجاءِ المعمورة، بنظرةٍ ثاقبةٍ ومتزنة، تأسست عليها السياسة العُمانية، حتى صارت دستورًا لها، أساسُها السلام، وفحواها عدم التدخل في شؤون الغير، وعِمادها حمايةُ الأرضِ الطيّبة، مُعادلةٌ لا يُتقن ضبط ميزانها إلا سلاطينُ عُمان النُجباء.

مولايَ المُعظم حفِظَكُم الله... ها هي سفينةُ المجدِ المُظفرة، وأنتم تقودونَ دَفَّتَها رعاكم الله بكلِ اقتدارٍ، تتهادى في سبيلِ الرفعةِ والتقدم، ناشرةً شِراعَها الأبيضَ المُزدانَ بالمجدِ الذي يختزلهُ سيفانِ عادلان وخنجرٌ حكيم، يَنسجُ بُنيانها المرصوصُ شعبٌ لا تُثنيه المِحن، ويثبت عند كلّ اختبار أنه استثنائيٌّ بكل المقاييس، وأنَ لُحمته أصلب من كل النوائب، مُؤمنٌ باللهِ القوي، وملتفٌّ حولَ قيادته، مُذخّرٌ بالسمتِ العُماني الأصيل، ومتحزِّمٌ بمحزمٍ لا ينفدُ من التاريخِ العظيم، مُستنيرٌ بالعلمِ والمعارفِ الحديثة، وفي عينه آفاقُ الرؤيةِ الطموحةِ تتحققُ بعزمِ المُخلصين، أجيالٌ تتناوب على حملِ رايةِ الوطنِ الخفّاقةِ بالعزِّ، فهنيئًا لنا أبناءَ عُمان هذا الثبات.

مولايَ جلالَةَ السُّلطانِ المُعظم أدامَ الله عزّكم.. في هذه المناسبةِ الجليلةِ، يُسعِدُنا ويزيدُنا فخرًا، نحنُ منتسبي مكتبِ جلالتِكم الشامخ، وبواسلِ قوتكم الأشاوس، ومغاويرِ حرسكم الأمين، أن نجدّدَ العهدَ الغليظَ، الذي أشهدنا الله عليه، بأن نكونَ حُرّاسًا أمناء لهذا الوطنِ الأبي، وأن نذودَ عنه بالغالي والنفيس، باذلينَ أقصى ما نملكُ في سبيلِ رفعتِه وتمكينه، سائلينَ العليَّ القدير أن يُديمَكُم سُلطانًا لعُمان، محفوفينَ بتأييدِ الله الكريم، وترفلونَ في ثوبِ الصحة والعافية، وممكنين بولاءِ أبناءِ وبناتِ شعبِكم المُخلصين، إنه سميعٌ مُجيب الدعاء.. وكل عامٍ وعُمانُ وجلالَتُكم بخير.

تعليق عبر الفيس بوك