عُمان.. درة الأوطان

 

علي بن سليمان الذهلي

يشرق على سلطنتنا عُمان الأبية في أعوامها الخالدة العيد الوطني الحادي والخمسين للنهضة، والتي أرسى دعائمها سلطاننا الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - ونحن نحتفي بهذا اليوم المجيد تتوهج أمام أعيننا مشاهد عظيمة من مسيرة رؤية الأربعين البهيجة، والحراك التنموي المشهود بالازدهار، والنماء العتيد، رغم أزمة الركود الاقتصادي العالمي، وجائحة كورونا كوفيد19، وهذا من المؤشرات التي تدل- بتوفيق الله وبركاته- على ثبات المسير الآمن لهذا الوطن الشامخ بقيادة مولانا المعظم، حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- يحفظه الله ويرعاه.

وما نلحظه من الأحاديث المتشائمة التي كثرت عن السياسات والإجراءات المتخذة لتعزيز نمو الاقتصادي العماني ورفعته، من قبل فئة ضللتها الأرقام المدسوسة، إنما تفتقد للرؤية السليمة لنهضة الوطن، ومسؤولياتنا يجب أن تكون نزيهة في القول والفعل، والتحليل، وليس من الأصالة الوطنية أن نصفق بأقلامنا لمن يندسون بيننا، لينشروا صورا سوداوية عن أرضنا الوفية، ونهضتها التي تمضي قدماً بكل اقتدار في المسير نحو رؤية 2040، وليس كل من يفتي في الاقتصاد وفي الخطط العامة للدولة يكون مصيباً في تحليله، أو يدرك أبعاد القرارات التي تتخذ في أي توجه أو في سياسة التأني والمراجعة لبعض الإجراءات، والتي لا تتناسب مع تحقيق الأهداف المبتغاة، ومع هذا فإنَّ أصحاب القرار في كل مؤسسات الدولة عليهم أن ينصتوا لأصوات المواطنين الذين ينشدون التحديث، والاستجابة لوجهات نظرهم التي تطرح في مواقع التواصل المختلفة، والتي تعد مرآة جديرة بنقل الحقائق والمناشدات والمطالب.

وما يعرض من إيجابيات للتطوير والتحديث فيما يخص الرقابة والتدقيق، وقياس العائد، وعلينا أن نوسع الرعاية للمؤسسات الوطنية الناهضة، لا سيما فيما يتعلق بالدعم وتسهيل النظم، فالسلطنة مُقبلة نحو مرحلة حاسمة من التوسع في المجال الاقتصادي، والاعتداد الداخلي، والتنوع في إنتاج احتياجاتها من السلع والمدعمات للتطوير والتحديث، وما يساهم في أن تكون السلطنة سوقا حيوية عالمية، والذي أعد له العدة في مختلف الوجهات منذ بزوغ فجر النهضة المباركة في عهد مؤسس الدولة الحديثة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وفي النهضة المتجددة في عهد سلطاننا هيثم المفدى- يحفظه الله ويرعاه- وبالتالي فإنَّ علينا أن نوجد مناخات جاذبة للنهوض بالاقتصاد وتحفيز الاستثمار الخارجي في السلطنة، وتدعيم مكانة الشركات بمختلف فئاتها الحكومية والخاصة، وإعطاء الفرص للشباب العماني الواعد- والذين يقودون مؤسساتهم لتكون من الروافد الرئيسة والمحفزة لنمو الاقتصاد العماني، كما أن المعالجات الصادقة قي ملف توظيف الباحثين عن عمل كان ركيزة مثلى لاهتمام الدولة بهذا الموضوع الحيوي، واعتبرته أولوية في الخطط العامة للدولة، واستطاعت الحكومة أن تعالج تدريجياً ملف الباحثين عن عمل، ومستمرة في حلحلته بما يتناسب وطموحات الشباب وخبراتهم المهنية

كما إن قطاع المحافظات يسعى جاهداً إلى توطيد العلاقة مع المستثمرين المحليين، ومساندتهم في انتقاء المشاريع ذات الريادة في التنوع الاقتصادي في مختلف محافظات السلطنة، وتمكينها على مسايرة توجهات الثورات الصناعية، والتنافس المتسارع في الإنتاج الرقمي والذكاء الاصطناعي، ومساندة الأفكار الشبابية في مشاريعهم السياحية، وفي الابتكار المعرفي والاستثمار في الطاقة النظيفة، والصناعات الخضراء التي تثبت ديمومتها في إنعاش اقتصادات الدول ورفعة مكانتها بين الأمم، والركيزة الأبرز هو الاستمرار في تطوير التعليم وممكناته التي تسهم في تقدير الميول والقدرات ورعاية المواهب.

ويترقب المواطن أن تعمل مكاتب المحافظات على انتقاء المشاريع الحيوية التي تنعش الحركة الاقتصادية في الولايات، وتسارع الخطى في تقديم الخدمات، كشبكات الطرق والمياه، والصرف الصحي في المخططات السكنية الناشئة، ونحن على يقين تام أن الحكومة تعمل جاهدة لتواصل مسير التحديث والتطوير مع أجهزة الدولة المختلفة لينعم المواطن والمقيم بأرقى الخدمات، وسبل العيش الكريم، والذي ينعكس إيجابا في حياته العملية، ومعيشته الاجتماعية، واستقراره الآمن.

إن الرؤية الحديثة لمنظومة العمل الوطني تؤكد أن السلطنة تسارع الزمن، لتكون عمان من الدول السباقة في إعطاء المساحة الحقيقية لكوادرها الوطنية لتقود مؤسساتها بالتمكين والرعاية، والتنافس، ولتكون الحوكمة هي العنوان الدائم لرفعة الأداء المؤسسي، والإجادة الفردية، وها نحن نرفع عاليا راية العطاء في ربوع الوطن المجيد، وفي ألوانه الزاهية بريق عيد الثامن عشر من نوفمبر المجيد، والذي أتمت فيه النهضة الوفية واحدا وخمسين عاما من عمر النهضة العمانية المتجددة، وكلنا في فرح وسرور وعمان الوطن يحتفي بشخصياته التاريخية المؤثرة في الحضارة الإنسانية، وبمنجزات أبنائه في العهد السعيد، وبقيادته الوفية في زمام الحكم السديد، وكل عام وعمان في بهجة الأعياد، وشعبها الأشم في سؤدد ووئام.

تعليق عبر الفيس بوك