هذا هو الوطن

أسماء باقوير

الوطن مثل الأم لأبنائها، الأم تحوي أولادها وتحتويهم والوطن يحوي شعبه ويحتويهم، الإنسان بلا وطن لا هوية له ولا راحة بال ولا قيمة، فالإنسان لا بد أن يحب أمه ويحب وطنه، فالأم تموت لكن الوطن لا يموت، يبقى حب الوطن في قلوبنا ولا بُد أن نزرع هذا الحب في قلوب أولادنا.

حب الوطن أعلى من حب أي شيء في الحياة بعد الله عزوجل والوالدين، وإن احتاج لنا الوطن ضحينا بأنفسنا لأجله والوالدان يساعدوننا ويحفزوننا على هذه التضحية من أجل الوطن، الوطن شريان حياة الإنسان والسلطان جزء من الوطن.

فمحبة السلطان من محبة الوطن، الوطن هو الأمان للإنسان والدفء والسكون فلولا الوطن لكنا تائهين من أرض لأراضٍ أخرى. والحمد لله أن السلطنة هي وطننا، بما فيها من خيرات وتضاريس مُختلفة ومُتنوعة عن كثير من الدول ويكفي عُمان شرفاً بوصف الرسول صلى الله عليه وسلم أهل عمان وازددنا شموخًا بحديثه عن أهل هذه البلاد الطيبة: (بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَسَبُّوهُ وَضَرَبُوهُ، فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ) رواه مسلم.

يقول القرطبي رحمه الله: "يعني: أن أهل عُمان قوم فيهم علم، وعفاف وأنهم ألين قلوبًا، وأرق أفئدة".

إنَّ حضارة عُمان الممتدة لأكثر من 6000 سنة ومنذ أن كانت تحكم المحيط الهندي من شرق أفريقيا إلى غرب وجنوب الهند لأنها كانت تملك أقوى وأكبر أسطول بحري، فقد أصبحت عمان إمبراطورية، ومع مرور القرون المتعاقبة، انطلقت مسيرة النهضة بقيادة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه-، ويمضي على خطاه بحكمة واقتدار حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أبقاه الله.

إن عُمان بلد الإخاء والسلام وتكوين العلاقات وتتميز بفض المنازعات والخلافات بين الدول، بحكمتهم والمفاوضات أيضًا، وتوصف سلطنة عُمان بحمامة السلام للأوطان، لما لها من مقومات وحب الخير للجميع البلدان، وسلطنة عمان الدولة الحيادية الوحيدة في الوطن العربي، إلى أن لقبت السلطنة بسويسرا الشرق الأوسط.

وعمان أصيلة دائماً في تعاملاتها مع الدول، وتتميز بالخيول الأصيلة، لذلك تجد أهل عُمان فيهم الكرم والجود والضيافة الأصيلة، لأنهم يهتمون بالتراث والحرف اليدوية أيضًا والأكلات الشعبية وتشتهر السلطنة بالحلوى العُمانية على مر السنين.

عُمان أرض اللبان تشتهر ظفار بشجرة اللبان منذ الأزمنة القديمة، كانوا الفراعنة والكثير من الحضارات يستخدمونه لأغراض عدة، فهو بخور الملوك سابقاً لغلاء ثمنه ولفوائده العظيمة.

وما زال العمانيون مُلتزمون بزيهم العماني الأصيل؛ الصغير قبل الكبير، وأيضاً المنازل تجد فيها التراث مع التطور لا غنى عنه في سلطنة عُمان، فالوطن هو الأصالة والتمسك بالتراث والفخر بوطنك تعبر عنه بأخلاقك وترسل للجميع صورة طيبة عن الوطن، فكل عُماني يمثل الوطن فلنهتم بسمعتنا وتراثنا وننشر السلام في كل مكان.

فلولا الوطن لن نجد التراب الذي نقبله؛ فالوطن هو الأصل، وهو الرحم لكل مواطن مثل رحم الأم لجنينها، الوطن هو كيان كل إنسان، الوطن هو الحمية والجهاد والقوة والعزة والرفعة، الوطن هو اتحاد الشعب والرحمة.

تعليق عبر الفيس بوك