التجريح

 

نوال الغسانية

 

لا تجرح غيرك من النَّاس واتقِ شر أفعالك فلست الآمر والناهي على كل البشر، فلا تكُن قاسي التعامل حتى لا تحصل على ما يُرضيك، فالحياة سنرى فيها مانرغب أن نراه وعكس مالا نُريد، ماعلينا فعله هو النصح والإرشاد لمن يقبل النصيحة والابتعاد عن التشهير والتجريح والكلام في أعراض النَّاس، لسنا نحن من نحاسب.

فلنترك الحساب والعقاب لرب الكون، ونتولى أمور من هم تحت سيطرتنا من الأبناء، نقوم بتربيتهم التربية الصالحة ونرسخ في أذهانهم الأمور الدينية ومخافة الله، حتى إن كبروا وتعلموا سلكوا الطريق الصحيح، وبهذا نحن كأولياء أمور نكون قد قمنا بواجبنا على أكمل وجه تجاههم، علينا عدم التجريح في أطروحاتنا وتعاملنا مع الغير وإن بلغت الأمور أسوأها، لانبالغ في حل الأمور ولا نترك الإشكاليات تتفاقم بيننا، وإنما نلجأ للحلول المعقولة والتي ترضي جميع الأطراف. الدنيا فيها من يصون نفسه وعرضه وشرفه ومنهم من يتعاملون مع الحياة كالفرص ويتجاوزن الحدود في كثير من الأمور، هذه الفئات قليلة ولا يمثلون إلا أنفسهم، ومع هذا وذاك لانعطي أنفسنا الأحقية في التدخل في شؤونهم.

ما علينا فعله الابتعاد عنهم ونترك الأمور في الحياة تأخذ مجراها، فالغافلون والساهون ما أكثرهم في هذه الدنيا.

أن نكون واعين لأفعالنا وما نُريد قوله وفعله، فلا نتعالى ونتكبر ونسخر من الآخرين ونرى أنفسنا عليهم، ليس هذا هو الحال الذي يتخذهُ العقلاء في تدبير وحلول الأمور.. وعي وإدراك بأن ما يتعرض له غيرنا من النَّاس قد يأتي اليوم الذي نتعرض نحن فيه إلى أسوأ، فـ"كما تعيب تعاب" تلك هي الحقيقة.

دمتم رعاة لأفعال الخير.

تعليق عبر الفيس بوك