درس من الكاراتيه للحياة في القمة

 

المنذر بن محمد العلوي

من أول يوم يأتي فيه لاعب الكاراتيه للتدريب يكون مرتدياً لباسه المربوط فيه الحزام الأبيض، ويرى أن مدربه يرتدي الحزام الأسود، فتتكون لديه الرؤية للبعيد من قطع القماش ولون الذي يدل على عمق المعاني، فترى لاعب الكاراتيه بهمة مشتعلة نحو الرؤية الممثلة في ذلك الحزام الملون بالأسود، من دون كلل ولا ملل في تجاوز المرحلة والمرحلة التالية، والحماس في مضي الأيام والأشهر والسنوات في التدريب، لأنه وضع لنفسه غاية بعيدة مجزأة بأهداف، فنظره البعيد جعل من التعب راحة، ومن طول المسافات استراحة.

لماذا يحدث كل هذا للاعب الكاراتيه؟

لأن الرؤية العميقة توصل لمستوى راقٍ جداً، لا يجعلك تلتفت للطريق ولا للتحديات ولا للمحبطين، ماذا لو كانت الأفكار ضيقة واستسلم اللاعب بالتوقف في الحزام الأخضر (نصف الطريق للحزام الأسود) ظنا منه أنه حقق إنجازا واكتفى  بغرور من التدريب، كيف ستكون النتيجة لو فكر الجميع مثله؟ هل سيكون هنالك أحد يصل للقمة أم يبقى الجميع في الدوائر الضيقة وإنجاز لحظي منتهي ولا يذكر بعد زمن لأنه غير كامل!

هذه هي الفروقات بين تحقيق الرؤية المراده، وبين ترك الأحلام ترحل، فلاعب الكاراتيه عندما يرتدي حزامه يتذكر الرؤية ويواصل أهدافه نحو الأفضل والتميز والإجادة.

وفي الحياة عندما تعلو الهمم كل بتخصصه وميوله، تحدث الكرامات الموصلة لطريق المجد والرفعة والتفرد المبدع، الذي يجعل من الشيء المعتاد شيئا يتنافس عليه نحو العلا، وفي حياتنا ودمائنا لدينا علم ننظر له يذكرنا بالرؤية المستمرة الباقية للتميز والتطور، "فأنا كل ما أنظر إلى علم بلادي عُمان الغالية استشعر العظمة التي تعلي الهمم لتحقيق الأجمل لعمان واسمها في كل ميدان أستطيع التخصص فيه"، فكل ما كانت الرؤية واضحة تُنسي كل المصاعب والتحديات، لأن القلب ينبض بـ"عمان أولاً"، ويتم التعاون بين المجتمع القوي الذي ينظر بعقلية "معاً من أجل عُمان" وتستمر الإنجازات عبر الأجيال والتاريخ.

تعليق عبر الفيس بوك