تريفور نواه: الفضل في كل إنجازات حياتي يعود لأمي فهي من عرفتني بقيمة القراءة والكتاب

في قاعة امتلأت بالحاضرين والمعجبين، استضافت فعاليات الدورة الـ 40 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب مساء أمس، الجمعة، مقدم البرامج التلفزيوينة، الكوميدي تريفور نواه، في حوار خاص احتفى بتجربة  الضيف الجنوب إفريقي، قال فيه: "يوجد في الحياة عاملان أساسيان يحددان مسيرة الإنسان، العامل الأول هو العمل الجاد بعزيمة ومثابرة، والثاني هو الحظ الجيد، الذي لا يمكنني أن أتحكم به، وفي الوقت ذاته لا يمكنني إنكاره"، مشيراً إلى أن والدته علمته أن هذين العاملين يشكلان فرصة لا يحصل عليها الجميع.

 

وتحدث تريفور نواه، خلال الحوار الذي أجراه مقدم البرامج الإذاعية كريس فيد، عن كتابه الجديد "New Memoir"، وأعرب نواه عن سعادته لقراءة معظم الحاضرين في الجلسة الحوارية لكتابه، وشاركهم رؤاه حول رحلته إلى قمة النجاح، متمنياً أن يحقق الفيلم الوثائقي الذي يتناول كتابه النجاح ذاته.

 

وفي سؤال حول فكرة الكتاب ودافعه لتأليفه، أجاب نواه، مقدم برنامج "ذا ديلي شو" :"أصدقائي هم السبب الحقيقي الذي دفعني لخط سطور هذا الكتاب، لأنهم أرادوا مني أن أوثق قصصي التي أرويها لجمهوري خلال رحلاتي وأسفاري حول العالم في كتاب".

 

وأكد نواه أن عملية الكتابة ليست سهلة، وأنه استخدم صوته وأسلوبه السردي لتسجيل الكتاب، وأشار إلى أنه لم يعتمد على أي مذكرات أو ملاحظات في الوصف الدقيق والمتعمق لتفاصيل طفولته التي دونها في الكتاب، مرجعاً السبب إلى ذاكرته القوية التي وصفها بالنعمة أحياناً والنقمة أحياناً أخرى، لأنها تمنعه من نسيان بعض الأحداث التي مرت في حياته.

 

وأكد نواه أن والدته لعبت دوراً محورياً في رحلة تأليف الكتاب، حيث ساعدته على التحقق من المعلومات، وتذكر تفاصيل الأحداث في حالة نسيان بعضها أو عدم التأكد من بعضها الآخر، واصفاً الكتاب بتكريمٍ لها، وقال: "أنا محظوظ لأنها أمي ولأني ابنها، فهي السبب وراء كل ما أنجزته في حياتي، لأنها كرست جل جهودها لمساعدتي في الوصول إلى ما أنا عليه اليوم، وهي من عرفتني بقيمة القراءة والكتاب".

 

وتحدث نواه عن طفولته وصباه، وأنه لم يكن قادراً على الحصول على الألعاب والملابس التي يحبها، لأن والدته لا تستطيع تحمل تكلفتها، وأضاف: "لطالما حرصت والدتي على توفير الكتب لي، حيث كانت في بعض الأحيان تحضرها من نوادي الكتاب والمزادات لأنها لم تكن قادرة على شرائها، وأخذتني قراءة تلك الكتب إلى عوالم واسعة".

 

وفي حديثه عن القراءة لدى الأجيال الجديدة، وتأثير وسائل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي في إقبال الأطفال على القراءة، أكد نواه ضرورة تحديد فترة معينة من الوقت على منصات التواصل كمكافأة للأطفال عند إكمال عدد معين من ساعات القراءة، وأعرب عن إعجابه بشعار المعرض "هنا.. لك كتاب" مؤكداً: "إذا أعطيت الكتب المناسبة للأطفال، ستواجه صعوبة في إقناعهم بالتوقف عن القراءة".

 

واختتم نواه اللقاء بنصيحة وجهها للشباب، قال فيها: "إذا حالفنا الحظ، سنعيش ما متوسطه 4  آلاف أسبوع على هذه الأرض، ولهذا حان الوقت لنتوقف عن الحياة من دون أهداف، ولنعمل على تحقيق ما نصبو إليه"، وحثهم على كتابة قصتهم حتى لو لم يقوموا بنشرها، مؤكداً أن الكتابة أفضل طريقة للتعبير عن النفس والتصالح مع الذات.

 

وتوجه نواه بالشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة الشارقة، على كرم الضيافة، وأشاد بجهود معرض الشارقة الدولي للكتاب في تعزيز ثقافة القراءة لدى الأجيال الجديدة وكافة فئات المجتمع، مشيراً إلى أن المعرض تجاوز شكل المعارض المتخصصة بالكتب وفتح أمام الزوار فضاءً للمتعة والتعلم.

تعليق عبر الفيس بوك