منصة رقمية شبابية

حاتم الطائي

◄ "الرؤية بلس" تستجيب للتوجيه السامي بالتواصل مع الشباب والاستماع لآرائهم وتطلعاتهم

◄ المنصة الرقمية الجديدة تستلهم روح نوفمبر المجيد شهر المُنجزات الوطنية

◄ الشباب العماني أصحاب عقول مُبدعة وعزيمة لا تنطفئ شرارتها وقادة المستقبل

مُنذ أن انطلقت "الرؤية" في سماء إعلامنا الوطني، كطائرٍ حُر يُحلّق نحو قِمم الإبداع والتميز والتفرُّد، مثَّل الشباب- ذكورًا وإناثًا- جناحي هذا الطائر، وعقله المُفكّر وقلبه النابض بالعطاء، ومع كل دفعة تطويرية في عملنا الصحفي والإعلامي، نرتكز على شبابنا؛ إيمانًا منّا بالرؤية السامية السديدة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم- حفظه الله ورعاه- بأن الشباب هم "ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني، هُم حاضر الأمة ومُستقبلها"، ولقد وضعنا ذلك نصب أعيننا دومًا.

ولقد زاد حرصنا وتضاعف تلبية للتوجيهات السامية بأهمية التواصل مع الشباب والاستماع إلى آرائهم والتعرف على تطلعاتهم تجاه مُختلف القضايا والملفات، ولذلك عكفنا خلال الفترة الماضية على صياغة وبلورة انطلاقة إعلامية جديدة؛ لتكون لبنة جديدة في نهج "إعلام المُبادرات"، عقدنا الاجتماعات ولقاءات العصف الذهني، واستمعنا إلى أطروحات الشباب في الرؤية وخارجها، للتعرف على هوية الكيان الجديد ورسم ملامحه، واستقرَّ القرار على تدشين منصة رقمية شبابية، تكون منبرًا للشباب، وملتقى لهم، في صورة عصرية متطورة، تستند على أحدث التقنيات المستخدمة في القطاع الإعلامي، ومن ثم طرحنا "الرؤية بلس"، لتكون إضافة نوعية لما نقدمه لجمهورنا داخل وخارج السلطنة، والإسهام بصورة واقعية في إتاحة الفرصة أمام المواهب العمانية الشابة لكي تُطلق العنان لأفكارها وإبداعتها وتنطلق نحو كل ما يخدم الشباب والمُجتمع بأسره.

وإنِّه لمن يُمن الطالع أن تتزامن انطلاقة "الرؤية بلس" مع الروح النوفمبرية المُفعمة بالوطنية، مستلهمةً روح شهر الإنجازات والنجاحات، فهو شهر الاحتفالات الوطنية، وأغلى وأجمل شهور العام في عُمان.. ننطلق اليوم السابع من نوفمبر في الساعة السابعة مساءً، لنطرح رؤية إعلامية رقمية شبابية، تلبي الطموحات وتستجيب لمُتطلبات العصر وأدواته، رؤية إعلامية تخرج عن إطار العمل الإعلامي التقليدي، وتسبح في الفضاء الرقمي اللامحدود، بكل إمكانياته المُذهلة، يساعدنا في ذلك شباب مُتقد بالحيوية والنشاط، استطاع أن يعمل خلال الفترة الماضية دون كللٍ أو مللٍ لكي تخرج "الرؤية بلس" بصورة مُشرّفة لعُمان قبل أي شيء آخر. لم تكن الانطلاقة سهلة ويسيرة؛ بل شهدت عملًا دؤوبًا ومضنيًا من قبل فريق العمل، الذي ظل يعمل خلال فترة التحضيرات الأولية بتفانٍ وإتقان.

تنطلق "الرؤية بلس"، بستة برامج متنوعة، تعتمد على عنصر الإبهار البصري والمحتوى النوعي والقيمة الإخبارية والإعلامية الرصينة غير المتكلفة، فنظرًا لأنها منصة شبابية فإنها تقدم هذا المحتوى الإعلامي من منظور شبابي، بلغة سهلة الاستيعاب، وبأسلوب يسير بعيد عن التعقيدات في اللغة والأداء. لقد استهدفنا من هذه المنصة الشبابية تأسيس جيل جديد من "اليوتيوبرز" (صناع المحتوى على موقع يوتيوب الشهير)، جيل قادر على تقديم محتوى هادف ونافع، لمواجهة الابتذال والمحتوى غير المهني المُنتشر في الفضاء اليوتيوبي. وضعنا ضمن أولوياتنا كذلك الوصول إلى التطبيقات التي يُشاع عنها أنها مُخصصة للترفيه وحسب، لكننا عقدنا العزم على مزج الترفيه مع المعلومة المفيدة، ننطلق ببرامج "الرؤية بلس" إلى جمهور يوتيوب التوّاق إلى المعرفة والتعلم الإلكتروني عبر الإنترنت، فنقدم له محتوى معرفيا ثريا، نذهب إلى شباب "تيك توك" الراغبين في مشاهدة المحتوى المُنوّع، لكننا سنُقدمه في قوالب بعيدة عن الابتذال والطرح الرخيص الذي يستخف بالجمهور ويعتقد أنَّه لا يسعى إلا وراء كل ما هو هابط! غير أن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، فكما أن هناك البعض الذي يود مشاهدة مقاطع الفيديو غير الجادة، هناك الكثيرون يأملون في العثور على محتوى نافع، ولا مانع من أن يكون منوعًا.

إننا عندما نستهدف الشباب عبر منصة رقمية متجددة، فإننا نستهدف المستقبل، نضع أيدينا على عوامل تقدمنا المستقبلي، نصوّب أنظارنا تجاه الفئة الأكثر احتياجًا لمن يأخذ بأيديهم ويقدم لهم العون والإرشاد والتوجيه فيما هم مُقبلون عليه من تحديات في بناء وطنهم. الشباب ليسوا فقط سواعد فتية قادرة على العمل الشاق والصعب؛ بل هم عقول مُبدعة تتحلى بتفكير آخر وينظرون إلى العالم من حولهم بنظرة مغايرة عن تلك التي ينظر إليها جميع البشر، إنهم الدماء المتدفقة في شرايين الأمة، الروح المُفعمة بالهمّة والنشاط، أصحاب العزيمة القوية، حملة لواء التنوير والتقدم، إنهم قادة المستقبل، هم المبدعون القادرون على تطبيق أفكار وتوجهات لن نستطيع تنفيذها مهما تحلينا بقوة أو إمكانيات.

وختامًا.. إنَّ الحرص على النهوض بالشباب وتمكينهم من بناء مستقبلهم، لا يجب أن نضعه داخل أُطر ضيقة لا تتجاوز قضية العمل والإنتاج- وهي بالغة الأهمية- لكن أيضًا يتعين أن نتيح لهم الفرصة لكي يُعبّروا عن طموحاتهم وأحلامهم وقضاياهم العادلة والنبيلة من خلال منبرٍ إعلامي شبابي يتجدد بتجددهم، ويتطور بسعيهم الدؤوب نحو تقديم الإبداع في أبهى حُلة، وأسمى أداء.. أدعوكم جميعًا في السابعة من مساء اليوم إلى ترقب أول عمل إنتاجي عبر منصة "الرؤية بلس"، يُواكب الفرحة النوفمبرية، ويقدم رؤية إعلامية نوعية لمسيرة النهضة المتجددة بقيادة حكيمة من لدن صاحب الجلالة السُّلطان المفدى- أيده الله- الداعم الأول للشباب.. كي يمضي شبابُنا نحو العُلا والمجد بكل قوة.