في انتظار المساعدات المتأخرة

 

سالم بن نجيم البادي

 

تواصل معي المُواطن سعيد بن عبدالله بن تعيب الصالحي الذي التقيت به في ولاية السويق بعد إعصار شاهين، وقد هدم الإعصار بيته بما فيه ومزرعته ولم يبقِ له شيئًا.

كنتُ قد تكلمت عن هذا الرجل وذكرتُ اسمه ومأساته في مقال بجريدة الرؤية وقمت بتصوير مقاطع فيديو عن الأضرار الجسيمة التي لحقت ببيته ومزرعته وأمواله وحيواناته ونشرتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الذي طلب مني ذلك، ويقسم هذا الرجل بالله العظيم أنه لم يتلق أي مساعدة إطلاقًا من الحكومة ولا من قافلة ظفار، وقد راجع مكتب الوالي ودائرة التنمية دون فائدة، كما إن الألف ريال الذي قيل إنه سيتم توزيعها مباشرة كمساعدة عاجلة لم تصله ولا ريال واحد، كما ذكر، حتى الآن، بينما تسلم بعض الناس مُساعدات كثيرة من جهات مختلفة- كما يقول. لكنه أيضا ليس الوحيد لذي لم يتلق المساعدات يوجد الكثير من الناس مثله والذين سئموا من طول الانتظار وتعبوا من المطالبات والتردد على الجهات المختصة، وكما قال الرجل إن أعدادًا غفيرة من الناس رجالًا ونساءً يتواجدون يوميًا أمام مبنى دائرة التنمية ويراجعون مكتب الوالي، وفي هذا ما لا يخفى من العناء والمشقة وربما بعض المشاعر السلبية.

ضحي هنا يطرح تساؤلات سمعها من الناس: هل غابت العدالة عند توزيع المساعدات؟ وهل يوجد بطء شديد في توزيع المساعدات أم أنَّ السبب هو الروتين والتعقيدات الإدارية وتشتت الجهود وضياعها بين جهات مختلفة؟ هل توجد خطة واضحة للتوزيع؟ أم أن التوزيع يجري بطريقة غير منظمة؟ وهل توجد إحصائية دقيقة وشاملة للأفراد الذين يستحقون هذه المساعدات؟ وهل يوجد حصر دقيق للأضرار؟ وهل صحيح ما يقال عن "الواسطة" والمحسوبية في توزيع هذه المساعدات؟ وهل أعطيت لأفراد لا يستحقونها أو وُزعت على فئة من الناس مع وجود من هم أولى بها منهم؟ وهل قام بعض الناس بتخزين مواد الإغاثة بكميات هائلة في منازلهم وما زالوا يطلبون المزيد بينما جيرانهم في حاجة ملحة إلى هذه المواد المكدسة.

على الجهات المختصة أن تجيب على هذه التساؤلات وأن توضح للناس أسباب عدم وصول المساعدات أو سبب تأخرها بكل صدق ووضوح وشفافية ومصداقية، حتى يطمئن الناس ويستطيعون معرفة الحقيقة كما هي بعيدا عن الشائعات والأقوال غير الموثوقة والأخبار الزائفة، كما ينبغي الإسراع في معالجة الأخطاء التي وقعت خلال عملية التوزيع وتذليل كافة العقبات والصعوبات والمشاكل التي كانت سببًا في تأخر وصول المساعدات إلى من يستحقها.

ويقول لكم ضحي المسكين: يا من بأيديكم الربط والحل؛ جنبوا الناس ذل السؤال وطول الوقوف عند أبوابكم؟ يسروا ولا تعسروا، وارحموا من في الأرض يرحمكم من السماء.

وضحي يتمنى أن تصل معاناة الرجل الطيب سعيد الصالحي ومعاناة من هم في وضعه إلى من يهمه الأمر، وسعيد توالت عليه المصائب وهو الذي فقد ابنه البكر نتيجة صعق كهربائي قبل إعصار شاهين، وكانت أيام العزاء انتهت مع قدوم الإعصار، وهذا الابن المتوفى ترك أسرة تحتاج إلى من يمد لها يد العون، وأهل الخير كثر، وعمان زاخرة بأصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء.