شاعرة الرسول

 

منى بنت حمد البلوشية

 

"‏لا أملك الحرف لكني أراك به

فأبصر النور طيفاً مرّ بي وعلا

وفاض نهراً على شُطآن قافلتي

أحيا رميم حروفي أُقبرت أزلا"

من قصيدة "قنديل من الغار" للشاعرة بدرية البدرية، التي تُوجت بلقب "شاعر الرسول" كأول امرأة تحصد هذا اللقب، والفخر لنا بها بأنَّها امرأة عُمانية تُلقب بلقب شاعر الرسول.

ومنذ الوهلة الأولى والتي كنتُ أتابعها عن كثب في برامج التواصل الاجتماعي وهي تُخبرنا بمراحل صعودها منذ بدء ركوبها الطائرة حتى حطت رحالها وأقدامها بقطر الخير التي احتضنتها واحتضنت شعراء الشعر ولمن جادت قريحتهم بكلمات فخر واعتزاز وأبجديات حملت أفواههم بحب المصطفى عليه الصلاة والسلام. فكم هو شرف عظيم لها حين وقفت في محراب وحضرة سيد الأنام المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، وهي تقف كما وقف كعب وحسان والبوصيري وشوقي والبارودي وهي تنطق أبجديات الحروف مترنمة بها وكأنها تشدو بعبير يفوح شذاه الكون من ألقٍ.

وقفت وقفة شامخة وقفة المرأة العمانية التي لا تأبه ولا تستسلم وأن لا محالة بأنها ستحصد لقب شاعر الرسول إيماناً بقدراتها، وهي تدخل في محراب مدحه عليه الصلاة والسلام.

كيف لا وبكل كلمة نطقت بها اهتز وزللت بها منصة الشعر والحروف حينما عبرت عمَّا يجول بخاطرها وكأنها حروفنا التي أخرجتها من قلوبنا.

"قنديل من الغار" أضاء ذلك القنديل المكان والأوطان وأشعل لهيب الشوق والحنين للقياه عليه الصلاة والسلام والشوق يحدونا له، وقناديل الجمال مضاءة بحضرة سيد الخلق الأكرمين.

إنه لشرف عظيم أن تحظى بهذا اللقب وشرف عظيم أن تكون حروفها وأبجدياتها تحدثت عن الكريم وسيد الخلق الذي أضاء الكون بمقدم ولادته. نحن فخورون بما حققته من إنجاز ونسجت بخيوط حروفها أن المرأة العمانية قادرة على أن تحقق كل ما تصبو إليه بعزة وشموخ.. وبكل كلمة نطقت بها ونسجتها من صميم القلب وأضاءت بقنديل الكلمات قصيدة صعدت بها لتتوج عمان الحبيبة بها.

بدرية البدرية.. تستحقين كل الفخر والألق والاحتقاء والتقدير لما جادت بها قريحتكِ، وخير الكلمات قيلت في سيد الأنام محمد عليه أفضل الصلوات "لا أملك الحرف ولكني أراك به"، صلى الله عليك يا حبيبي يا رسول الله.

مبارك لكِ لقب شاعرة الرسول، وهنيئًا بهذا الفوز لعُمان التي أنجبت وتنجب المُبدعين الذين يصنعون المجد لها.

تعليق عبر الفيس بوك