التقييم

 

نوال الغسانية

عندما نأتي لنُقيم غيرنا من الناس من الواجب تحري الإنصاف والحذر من الانزلاقات نحو التقليل أو التعظيم وفقاً لمصالح وأهواء شخصية، علينا أن نمنحهم مكانتهم الحقيقية ولاننظر لهم بنظرة دونية ونراهم أقل منِّا، فلسنا أحسن منهم بشيء فقد تكون أقدارنا أفضل من حيث مستوى المعيشة.

لكن ليس بالضرورة أن يبقى الحال على ما هو عليه فقد تتغير الظروف وتجعلنا الحياة أفضل منهم . ماعلينا فِعله هو أن نتعامل مع سوانا من البشر بحسن الخلق فلا نتكبر ولا نتعالى، ونبحث عن أعمال الخير وإن استطعنا قمنا بها فهي الرصيد ليوم الآخره. والذي لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون إلا بما قدمت أيدينا من أعمال صالحة. علينا أن نعتبر في هذه الدنيا ونتمعن كثيراً فيما ننوي القدوم عليه، فالحياة كالسفينة أما أن تبحر بك إلى بر الأمان أو تغرقك ولا تستطيع الخروج مما وقعت فيه، فاحتسب وارجع إلى ربك في كل أمورك فأنت لست الأول والأخير في هذه الدنيا. فما يجري عليك يجري على غيرك مايميزنا عن بعض هي أخلاقنا وتعاملنا مع الآخرين، فكن واقعيا وعش حياتك كما رتبت لها بنفسك واختارت لك الأقدار فلاتصاحب معشر السوء وابحث عن الصالحين لتجعلهم إلى جوارك.

وكل شخص فينا يتعلم من عثرات الحياة ومامرَّ به فلايستجعل في قراراته ويتريث في حسم أموره. الحياة ملاعب ليس الغرض منها الربح أو الخسارة فحسب بل من هو الأكفأ والأجدر بأن يكون، كونوا على يقين لن يأتيكم ما ترغبون نيله إلا بالسعي والاجتهاد والمثابرة، فحياتنا لن تتوقف عند شيء معين، وإنما بالصبر والمحاولات نصل إلى مبتغانا وما أردنا الحصول عليه. إننا نعلم بأنَّ النَّاس مستويات منهم الواصل ومنهم المُقتدر ومنهم المعدم، ولكن هل في نظركم ستبقى الحياة هكذا؟ بالطبع لا لابد أن تتغير الظروف فبالكفاح والجد نوصل عالي القمم، لذا يجب أن يكون شعارنا في الحياة هو اليوم نتعلم وغداً نعلم وبعدها نحلّق فكونوا مع الله فلن يخذلكم فيما تتمنون وتصبون إليه.

تعليق عبر الفيس بوك