بالأخضر!

 

تقوى الجراح

الواحد والثلاثون من أكتوبر، يوم الشجرة، يُحتفل به لتشجيع زراعة الأشجار ورعايتها، وذلك لحماية الغطاء النباتي من التلوث والإهمال، ولكن هل يجب أن يقتصر هذا اليوم على زراعة الأشجار فقط؟ أم هناك جوانب أخرى يجب مراعاتها؟

إن غرس بذور الخير والقيم في نفوس من حولنا، يعد مهمة أساسية لتطوير ذواتنا ومجتمعاتنا، فركائز ديننا الحنيف كالصدق والإخلاص والمسؤولية والاحترام، أساسية لنمو العلاقات بشكل سليم، وتطور المجتمع وازدهاره، أما غرسها يقع على عاتق كل مربّي ومسؤول.

بذرة المسؤولية، هي التي ستحفظ الجيل القادم، وأستطيع القول إن الإنسان الحر يجب عليه تعلم المسؤولية، حتى يكون قادرًا على تحمل نتائج ما يتخذه من قرارات أياً كانت.

الإنسان الحر كَساق النبات، يزهرُ كلما سُقي علما، والعلم لا يأتي إلا بالقراءة والاطلاع في شتى مجالات الحياة، وهناك العديد من الفعاليات والمبادرات التي تهدف إلى التشجيع على القراءة، لذا على الإنسان أن يخطو الخطوة الأولى في طريق الازدهار.

بذور القيم هذه عادات، تحتاج لاستمرار في سقايتها والأهم الصبر عليها، فهي لا تكبر في ليلة وضحاها.

نشر الإيجابية والتفاؤل والتغيير الإيجابي في النفوس، هي قيمة تعلمناها منذ الصغر "أن تغرس في اليائس أملًا"، وكم مرة رددناها؟ ولكن دون  تعمق في معناها، كلمة واحدة إلى شخص يائسِ بائس قد تبعث فيه نورًا ولو كان خفيفًا، اعملها بنية نيل الأجر، واجعلها عادة بل عبادة!

يقول الله عز وجل: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)، وخير الكلام هو كلام الله جل جلاله.

ما أريد قوله إن العمل على جعل يوم الشجرة يوم غراسٍ من ناحتين -غرس القيم والنبات- يجعله فعلًّا ذا قيمة أكبر من ذي قبل، والأهم هو أن نحاول جعل كل يوم هو يوم الشجرة، لتمنو معنا عاداتنا وتصبح جزءًا لا يتجزأ منا.

حديثي عن يوم الشجرة بمنظور مختلف، لا يجعلني أنسى أهمية النبات في حياتنا، والنظر إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تعد ظاهرة معاصرة، نستطيع الحد منها ولو بنسبة قليلة عن طريق زيادة زرع الأشجار، واستخدام الأدوات الصديقة للبيئة.

واستخدام الأدوات الصديقة للبيئة أمر جميل خارج عن المألوف، وهو الأفضل لنا، حتى نُحافظ على بيئة نظيفة للأجيال القادمة، ومن هنا يأتي دور الحكومة لتوفير الاحتياجات اللازمة وسن القوانين الصارمة لكل المخالفين، مما يزيد فرص الالتزام والتقيد بالقوانين والعمل بها.

تكاد الأرض تتقيأ من الاحتباس الحراري، قطع أشجارنا يقتل رئاتنا رويدًا رويدًا، بماذا اتُّهمت الأرض ليًؤخذ بحقها قرار الإعدام؟ هي الآن تنزف، ولا ندري متى تلفظ آخر أنفاسها.

تعليق عبر الفيس بوك