من الأرشيف المدرسي (1)

 

علي الحوسني

 

إنَّ الموهبة نعمة من نعم الله تعالى يهبها لمن يشاء وهي متعددة ومتنوعة فمنها الثقافية والعلمية والاجتماعية والفنية والتكنولوجية وغيرها من المواهب التي يزخر بها الحقل التربوي.

وتبذل وزارة التربية والتعليم جهودا في سبيل النهوض بهذه الفئة الطلابية من خلال مشاركتهم في العديد من المسابقات المتنوعة على كافة المستويات المحلية والدولية.. وغيرها والتي حقق فيها طلاب السلطنة مراكز مشرفة إضافة إلى تنظيم البرامج الصيفية في كل عام دراسي على مستوى المحافظات التعليمية بهدف صقل تلك المواهب الطلابية والنهوض بها.

 ورغم ذلك تبقى تساؤلات طرحت في الحقل التربوي من القائمين على تلك المواهب ورعايتها حول آلية توثيق وتسطير إنجازاتهم ورعايتهم حيث إن الآلية المتبعة في ذلك وحتى الوقت الراهن لا تتعدى ملفا ورقيا مكونا من صفحة واحدة أو صفحتين يتخذ لغرض مُعين ولسنة واحدة فقط أو عن طريق البوابة التعليمية التي تتشعب فيها الأيقونات المتعلقة بهذه الفئة وبعدها لا يوجد من يتابع جهود ورعاية هذه الفئة.

فكان حريٌ بنا وبحكم قربنا من هذه الفئة خلال عملي في هذا المجال لمدة تعدت ثلاثة وعشرين عامًا أن أتحدث عن الباكورة الأولى في هذا المجال والتي تم طرحها على العديد من الفئات ممن لهم علاقة بالحقل التربوي ومن خارج الحقل التربوي  تمثلت في مبادرة سجل حمل عنوان (من ذاكرة طالب مجيد) تم تطبيقه في المدرسة على أحد المواهب الطلابية بصورة كاملة لعام واحد وقد روعي فيه تكملة جميع الجوانب التي يشتمل عليها السجل بهدف الخروج بنموذج أولي مكتمل بإشراف إدارة المدرسة. بعدها بفترة ليست بطويلة ونظرا للتطور التقني تم وضع تصور مطور للنهوض بالعمل السابق حمل عنوان تطبيق (إجادتي الطلابية) وقد جاءت فكرة التطبيق لإظهار هذه المواهب الطلابية وتقديم الرعاية ومتابعتهم في البرامج المنفذة لهم داخل المجتمع المدرسي وخارجه ووضع خطط الرعاية والبرامج الداعمة ولإبراز بصمة القائمين على هذه الفئة منذ بداية اكتشفها وحتى انتهاء مراحل التعليم في المدرسة وقد هدف التطبيق إلى توظيف التقانة الحديثة في خدمة الطلبة المجيدين في البرامج والأنشطة إضافة لخلق نوع من الشراكة بين المدرسة والأسرة ومؤسسات المجتمع علاوة إلى إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالطلبة المُجيدين في المدرسة وغيرها من الأهداف.

أما عن مُحتويات التطبيق فقد شمل التطبيق عددا من الأيقونات البسيطة والسهلة على الطالب والمعلم وولي الأمر. وتتمثل هذه الأيقونات في البيانات الأولية للطالب وهي ثابتة ما لم يتم نقل الطالب من مدرسته في كل مرحلة، خطة الرعاية المقدمة ولابد أن تكون متجددة مبسطة وهادفة للنهوض بتلك المواهب وتحتوي الخطة على جوانب مرفقة وهي مجالات التميز والتكريم والمشاركات، وصور من شهادات الشكر والتقدير والمشاركات والتميز التي حصل عليها الطالب خلال كل حلقة أو مرحلة دراسية وصولاً لعرض نماذج من الأعمال الطلابية للطالب المجيد وختم التطبيق بمحور متابعة القائمين على الاهتمام والإشراف على الإجادة الطلابية من داخل المدرسة وخارجها.

وفي الختام كان لزامًا علينا أن نقف هذه الوقفة للحديث عن ما يجب علينا تجاه هذه الفئة من الطلبة كنوع من الوقفة المعنوية الحانية التي تعزز مواهبهم وتعين القائمين عليهم لإعداد جيل صالح لخدمة أنفسم ومجتمعهم وأوطانهم كما لايفوتني أن أذكر بضرورة العمل على دراسة الأفكار والرؤى الهادفة لتطوير العمل  التربوي وجعل المدرسة بيئة جاذبة للطلاب. وتبقى هذه المبادرة واحدة من مبادرات الأرشيف المدرسي التي نظر أصحابها بحرارة وحرص دائم على النهوض بوظائفهم لأهميتها في مجال عملهم بل وفي المجال التربوي. وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد لخدمة هذا الوطن العزيز وطلابنا الأعزاء.

 

معلم مهارات حياتية

مدرسة/ ثابت بن كعب (5- 9) بمحافظة شمال الباطنة

تعليق عبر الفيس بوك