عُمان عظيمة بشعبها

 

هود بن محمود الدغيشي

hwad1990@outlook.sa

 

 

إنَّ الأمواج الهادئة لا تصنعُ رُبّاناً ماهراً، وحبُ الوطن يطمسُ العيوب، شمساً مُشرِقةً تُبدد الدُجى وتنزعُ غُبار الجهل عنّا، هنيئاً لنا كل هذه العائلة، حاولنا أن نكتب شِعراً فاختنق الكلام، عُمان تتكاتف دون حُدود، ودون انتظار مُقابِل، وطن تجرّع الألم، والألم يُولّد الإِبداع، وصراع التخبّط ضريبة النُضج، عُمان واثقه، حازِمة.

في عُمان.. تأخذ الأم ولدها لتقدمه للوطن قائلةً "هو لك" ثُمَّ ترجع لِتذرف آخر ما تبقى بمُقلتيها من دموع. في عُمان يتبرع الفقير بشقّ التمرة الوحيد الذي يمتلكه فما يكون من آخذهِ إلا أن يتقاسمَه مع الآخرين. في عُمان يخرج الغني حاملاً أموالَ اللهِ قائلاً لا أريدها أريد موطني.

في عُمان نبكي حين نضحك، نضحك حين نبكي، نصرخُ حين نفرح، نصمدُ حين نُرهب، نشمُخ إذا ذُكر الوطن، ونسخر إذا ذُكر العدو.

كلُّ الحواضر العُمانية باتت على موعد شاهين؛ وأنها ستحكي لنا كل ما هو جميل عن والدنا السلطان قابوس- رحمه الله- وعن صراعه مع الزمن لانتشال ذلك الإنسان الذي أنهكه الوقت واقتاتت عليه الظروف القاسية، ستحكي لنا القرى الكثير من الابتسامات مع قابوس الإنسان؛ فهنا يمر، وهنا يجلس، وهنا ينصب مخيّمه ويتسلل في أطراف الليل وآناء النهار بعيداً عن وزرائه وحرسه مُلثّمًا، فيدخل ذلك المستشفى، وتِلك العيادة، وذاك المركز، ويطوف في مراكز الولايات؛ فيحمل معه راكبًا عابرًا ويسأله عن همومه وأمنياته ويُحقق له مطالبه، ويضعه في المحطة القادمة، ليأخذ عابرًا آخر، وفي الصباح تنهال التوجيهات على الوزراء فتجدهم يتراكضون بين القرى والحلل وداخل المستشفيات والمدارس، كل ذلك وهو وحيد في قصره وفي مخيمه، فالراحل -رحمه الله- كان هو الأب وهو الوطن بأكمله، واليوم بات للوطن أب آخر اصطفاه جلالته لخلافته، وأبناء أوفياء يحملون همومه ويتوارثون ملكه.

في عُمان.. هناك ما لا يسعه مقالٌ ولا كتاب، في عُمان أبناء عُمان.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة