"توازي" و"بصمة" و"وتد" للتقنيات شركات تشق طريقها إلى سوق العمل

"أب جريد".. بيئة خصبة لانطلاق الشركات الناشئة وترسيخ ثقافة ريادة الأعمال

◄ البرنامج يسهم في تحقيق أحلام الطلاب بتحويل مشاريع تخرجهم إلى شركات

◄ البرنامج نجح في استقطاب مشاريع التخرج بقطاعات الاتصالات ونظم المعلومات

◄ المشاريع ذات قيمة اقتصادية واجتماعية توفر فرصًا وظيفية وترتقي بريادة الأعمال

◄ المخرجات تتواكب مع أهداف استراتيجيات الابتكار و"عمان 2040"

مسقط- الرؤية

يعد برنامج تحويل مشاريع التخرج التقنية إلى شركات ناشئة (أب جريد UPGRADE) أحد المشاريع الناجحة التي أسستها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لتحويل المعرفة إلى قيمة سوقية؛ عبر توجيه طلاب الجامعات والكليات التي لديها تخصص في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات نحو توجيه بحوث التخرج نحو مجالات الثورة الصناعية الرابعة مع الأخذ في الحسبان عند تنفيذها أن تكون قابلة للمنافسة في البرنامج، والتحول من مشروع تخرج طلابي إلى مشروع طلابي قابل لأن يصبح شركة ناشئة بعد التخرج. ويسعى البرنامج لتحويل مشاريع تخرج الطلاب إلى شركات ناشئة في مجالات محددة مثل إنترنت الأشياء، وأمن المعلومات، والبلوك تشين، والمدن الذكية، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة.

ويقوم برنامج  Upgradeعلى استقطاب مشروعات التخرّج الطلابية في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات في مؤسسات التعليم العالي داخل السلطنة وخارجها وتحويلها إلى شركات طلابية عبر سلسلة من الاحتضان والمتابعة حتى دخولها إلى السوق عبر المنتج الابتكاري.

ويركز القائمون على البرنامج على حث الطلبة لاختيار وتنفيذ مشاريع ذات قيمة اقتصادية واجتماعية، بهدف خلق موجة جديدة من الشركات الناشئة المبتكرة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، إلى جانب إيجاد فرص وظيفية جديدة، مع بث روح ريادة الأعمال، وتشجيع المشاريع التطبيقية المرتبطة بالصناعة وربط مخرجات القطاع الأكاديمي بسوق العمل، وإتاحة الفرصة للطلاب لتحقيق أحلامهم برؤية نتائج بحوثهم ومشاريع تخرجهم وابتكاراتهم وملامستها على أرض الواقع، الأمر الذي يساهم في الدفع بالاقتصاد القائم على المعرفة وهو ما توكد عليه استراتيجيات البحث العلمي والابتكار التي تتناغم مع رؤية عمان 2040.

مميزات البرنامج

ويوفر البرنامج حزمة من خدمات الدعم بدءًا من الاحتضان والتطوير والدعم المالي، والتدريب المتخصص للفرق الفائزة في مجال تطوير الشركات الناشئة وبناء القدرات القيادية والمهنية. وقبل ذلك يتم تنظيم برنامج توعوي تعريفي يتضمن مجموعة من الورش والمحاضرات في مختلف الجامعات والكليات بالسلطنة، وذلك سعيا من إدارة البرنامج لتنويع خيارات المشروعات أمام الطلبة المشاركين، وتنويع مسارات الابتكار لتتلاءم مع متطلبات التطور العلمي والبحثي الكبير، والتطبيقات الابتكارية المختلفة في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.

ونظرًا لأنَّ البرنامج يُنفذ بالتعاون مع مجموعة من الشركاء، تقوم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بإدارة وتنظيم البرنامج، فيما تشارك الشركة العمانية للإتصالات (عمانتل) بتقديم الدعم المادي واللوجستي للبرنامج، ويتولى مركز ساس لريادة الأعمال التابع لوزارة النقل وتقنية المعلومات والاتصالات مسؤولية احتضان وتطوير مشاريع التخرج وتحويلها إلى شركات ناشئة. ومن جانبها تتولى هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة) مسؤولية التوجيه التجاري والمالي والتسويقي للمشروعات المحتضنة في البرنامج، وتقديم الدعم التمويلي الميسر والترويج الإعلامي لهذه الشركات بعد اجتياز مرحلة الاحتضان والتطوير. ويتكفل الصندوق العماني للتكنولوجيا ممثلا في برنامج تكوين لتقديم التدريب والتهيئة الاستثمارية للشركات المحتضنة في البرنامج، فيما أخذت اللجنة الوطنية للشباب (سابقا) على عاتقها تطوير القدرات المهنية والقيادية ومسؤولية تطوير القدرات المهنية والقيادية للمشروعات الفائزة في البرنامج.

شركات في طور الإنشاء

ونجح البرنامج في إتاحة الفرصة أمام عدد من المشروعات الفائزة للخروج إلى سوق العمل، فمثلا مشروع "نظام الطاقة المتجددة للمدن الذكية" الذي يعمل فيه فريق مكون من عبدالله بن غلام البلوشي، وعثمان بن عامر القاسمي ومحمد بن عبدالله العدواني من جامعة السلطان قابوس، يهدف إلى بناء آلية منظمة لاستغلال الطاقة الفائضة من الألواح الشمسية بحيث يتم تخزين وبيع ما لم يتم استهلاكه من قبل المستهلك لشركات توزيع الكهرباء، وتكون هذه العملية من خلال المقايضة بين المستهلك والشركات الموزعة للكهرباء تبعاً لخوارزميات تم تطويرها بشكل دقيق مما يؤدي إلى تقليل فاتورة الكهرباء على المستهلك كل ذلك يتم بدون التدخل البشري، وسيتم عرض كل البيانات للمستهلك مثل بيانات البيع، والاستهلاك على شاشة ذكية.

شركة توازي

أما الشركة الناشئة "توازي"، فيقول مديرها المهندس عبدالله البلوشي إنها من الشركات الرائدة ببرنامج "أب جريد" والذي تشرف عليه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وتعمل في مجال الطاقة والبيانات، وتقدم حلولا ذكية في مجال الطاقة المتجددة والعدادات الذكية باستخدام الذكاء الاصطناعي وإدارة وتحليل البيانات، وعرض البيانات للمستخدم ومقدم الخدمة. ويضيف أن الشركة تقوم بإدارة وتحليل البيانات الضخمة وتطبيق العدادات الذكية لخدمات الكهرباء والمياه، واستخدام الذكاء الاصطناعي لمتابعة أداء الطاقة والمياه. وحول التحديات التي واجهتها الشركة، يوضح البلوشي أن واجهت الشركة عدة تحديات؛ منها: كيفية تحويل مشروع تخرج الى شركة تجارية، وكيفية الحصول على مكتب من مركز ساس، إضافة الى الحصول على الدعم المالي المطلوب، ودراسة السوق ومعرفة احتياجاته الفعلية.

وعن أبرز المشاريع التي عملت عليها الشركة، يذكر المهندس عبدالله البلوشي أن أهم الأعمال التي نفذتها الشركة، مشروع استغلال الطاقة الفائضة الناتجة من الألواح الشمسية، وإنشاء قاعدة بيانات للنظام، وإنشاء لوحة عدادات رقمية لقراءة الطاقة المنتجة من الألواح الشمسة، والطاقة المخزنة في البطاريات، والطاقة المستهلكة، والطاقة الفائضة (الموجهة لشبكة الكهرباء). وأكد البلوشي أن أهم الخطط المستقبلية التي يطمح لها فريق شركة توازي، التوجه لقطاع الاتصالات، والوصول الى الأسواق الإقليمية والعالمية.

التحكم في خسائر المياه

أما المشروع الثالث فهو عبارة عن جهاز ذكي للتحكم في التقليل من خسائر المياه ويعمل عليه كل من أحمد بن محمد العزري ومحمد بن عبد الله السناني، وشبيب بن محمد البوسعيدي. وتقوم فكرة المشروع على تصنيع جهاز ذكي وفق برمجة خاصة يتم تحديدها وفق المعطيات المطلوبة مثل الموقع أو مساحة العقار ويعمل الجهاز على حساب الكمية المياه المطلوبة بواسطة مستشعر التدفق وإيقاف المياه في حال وجدت زيادة غير منطقية، ويتم تطبيق تقنية حديثة للمحافظة على شبكات المياه والتقليل من أية خسائر. برمجة الجهاز يتم تغيرها وفق متطلبات المستفيد من هذه التقنية ويتم ربطه بأجهزة الاستشعار والصمامات التي تعمل بتقنية التحكم عن بعد وتطبيق المراقبة. الجهاز سيكون في متناول الجميع سواء الأفراد أو الشركات، وسيكون الاختلاف في عدد الحساسات والصمامات والبرمجيات.

وتعمل الشركة الناشئة والمسماة شركة "بصمة للأنظمة التقنية" على تنفيذ هذا الجهاز التقني الذي كانت فكرته عبارة عن مشروع تخرج والذي تمت ترجمته إلى شركة ناشئة. ويقول المهندس أحمد العزري أحد مؤسسي الشركة إن تطوير المشروع سيكون في بدايته للمنازل والعقارات التجارية الصغيرة؛ حيث سيعمل بحساس واحد ليكون في متناول الجميع وسيكون لاحقاً بعدة حساسات بنفس جهاز التحكم وتطويره، بما يتناسب مع التطورات الحديثة مع ترك الحرية للمشترك بتعديل الكميات وفق الاستهلاك الفعلي المطلوب. وأضاف أن وجود عدة حساسات بإمكانها أن تطور من هذا الجهاز للتحكم عن بعد وفق برمجيات خاصة للمشترك لتكون حصرية له بما يتناسب مع استخدامه، أيضا سيتم إضافة عدة محتويات وأنظمة تقنية لهذا الجهاز للتعامل مع الشبكات المائية الكبيرة والتي تكون تحت نطاق الجهات الخدمية سواء كانت الحكومية أو الخاصة وفق المعطيات الموجودة لكل منطقة.

وعن التوجهات المستقبلية للشركة، قال العزري: "سنعمل جاهدين على تحقيق ما نصبوا إليه والأمل كبير حول ذلك، وبفضل برنامج أبجريد والدعم المقدم لهذه المشاريع والخطط الواضحة المعالم فإننا بإذن الله سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق طموحنا والمساهمة في رقي المجتمع العماني تماشياً مع رؤية عمان 2040".

كشف المد الأحمر

ومن المشاريع التي تعمل الآن على أرض الواقع، شركة "وتد" التي تعمل على مشروع "جهاز كشف مبكر لظاهرة المد الأحمر"، والذي يعمل عليه كل من زهرة بنت حارب اليعربية من كلية الشرق الأوسط، وأحمد البوسعيدي من جامعة السلطان قابوس، وأميرة بنت سعيد الضامرية من كلية الدراسات المصرفية والمالية.

وتقول زهرة اليعربية إن فكرة المشروع جاءت من الملاحظات المتكررة عن التلوث البحري نتيجة لظاهرة المد الأحمر ومخلفاتها، وبعد الحديث مع العديد من المختصين في مجال الحياة البحرية والتلوث البحري بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار اتضح أهمية المشروع مما شجع الفريق للمضي قدماً لجعل الفكرة واقعاً ملموساً يمكن الاستفادة منه وتطويره مستقبلاً للحد من تلوث البحر بظاهرة المد الأحمر أو أي تلوث يهدد الحياة البحرية. وأوضحت أن الفريق توصل إلى تطوير جهاز يقوم بمراقبة خصائص المياه وإنذار الجهات المختصة بأماكن التلوث البحري عن طريق ربط الجهاز بشبكة المعلومات العالمية، فهو بمثابة الإنذار المبكر للمتغيرات في خصائص المياه البحرية الأمر الذي سيساعد الجهات المختصة لمعرفة مستوى جودة المياه الإقليمية للسلطنة واتخاذ الاحتياطات اللازمة لأية متغيرات قد تحدث.

وأضافت اليعربية: "قمنا بتأسيس هذه الشركة وحاليا نعمل على تطوير جهاز للكشف المبكر وهو حاليا في مرحلة الاختبار، وهذا المشروع كان ثمرة شراكة بيننا وبين مركز "ساس" لريادة الأعمال وبين شركة سيسكو وهو عبارة عن جهاز لمحطه جوية بمعايير معينة ولا يزال العمل مستمرا به".

وعن التحديات التي واجهت الشركة، بينت اليعربية أنها واجهت بعض التحديات كباقي المشاريع التي تكون في بداية تأسيسها، وكان أكبرها إننا أسسنا هذه الشركة بينما كانت جائحة كورونا في أوجها، وكل شيء كان شبه متوقف، فلم يكن الإغلاق لصالح الشركة، مضيفة: "كنا في بداية المشروع وهذا بحد ذاته من أسباب عرقلة إقامة الشركة، فلم نستطع التواصل مع الشركات في ظل الجائحة، إضافة إلى احتضاننا في ساس كان افتراضيا مما أدى إلى عدم قدرتنا بالالتزام بأداء المشروع على أكمل وجه، إضافة إلى عدم حصولنا على الدورات التدريبية الكافية أو الاستشارات التي كنا نحتاجها لهذا المشروع، وبالرغم من الظروف التي أحاطت بتنفيذ المشروع إلا إننا بتآزر الفريق وتكاتفه استطعنا التغلب على الكثير من التحديات ونأمل أن يكون لنا منتجنا الخاص في قادم الأيام".

تعليق عبر الفيس بوك