تأخر ازدواجية "هيماء- ثمريت"

 

سعيد غفرم

said.gafaram@gmail.com

 

يُواصل طريق (هيماء – ثمريت) تسجيل الذكريات المؤلمة والمآسي التي لا تنسى للعديد من أسر الضحايا طوال السنوات الماضية، نتيجة للحوادث الكارثية المُتكررة على هذا الشارع الذي حصد الكثير من الأرواح خاصة وأن الطريق ذو مسار واحد ويرتاده الكثير من المركبات الصغيرة والشاحنات الكبيرة وازدحامه في أيام المناسبات والأعياد والإجازات وفصل الخريف.

فما سبب تأخر إنجاز ازدواجية هذا الطريق الاستراتيجي؟

حينما قامت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بالإعلان عن تنفيذ الأجزاء الثلاثة المتبقية من مشروع ازدواجية (طريق أدم - هيماء - ثمريت) في 2019 استبشرنا خيرًا بذلك وكلنا أمل وتفاؤل في بدء العمل بالمشروع ولكن للأسف لم يتم تنفيذه حتى يومنا هذا، والذي يبدأ من ولاية هيماء بمحافظة الوسطى مرورا بولاية مقشن وانتهاء بولاية ثمريت بمحافظة ظفار بطول 400 كلم.

والطريق الحالي يعد من أكثر الطرق عرضة للحوادث المرورية لكثرة العابرين عليه، كما ينقصه الكثير من الخدمات على مساريه كالمحلات التجارية ودورات المياه والمساجد والاستراحات ومحطات الوقود وورش تصليح السيارات ورافعات المركبات وسيارات الإسعاف المُجهزة لأيِّ حالات طارئة- لا قدَّر الله- تسعفهم إلى أقرب مركز صحي في المدينة، مع أنه يعتبر من أهم الطرق الحيوية في السلطنة، ويربط محافظة ظفار بباقي المحافظات الأخرى، إذ لا زلنا في إطار الوعود بلا حلول! على الرغم من المطالبات والمناشدات المستمرة للمواطنين حتى اللحظة.

إن تنفيذ ازدواجية الطريق سوف يساهم في زيادة الحركة التجارية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية في البلاد بالإضافة لإقامة مجمعات عمرانية وقرى سكنية جديدة على جانبي الشارع، كما ستقل حوادث المرور ويسهل تنقل السكان والبضائع ما بين المحافظات.. وغيرها من الفوائد المهمة التي ستعود علينا بالنفع والخير.

لذلك يفترض أن نبدأ في إنشاء المرحلة الثالثة على الأقل من المشروع الذي ينطلق من ولاية هيماء وينتهي بولاية مقشن بطول 132.5 كلم، بدل ما تتوقف المناقصة المسندة إلى تلك الشركات الثلاثة التي لم تباشر عملها بعد، باعتبارها مرحلة مفصلية في إنجاز ازدواجية الطريق وبعدها تأتي المراحل الأخيرة (الرابعة والخامسة) تباعا لاستكمال ما تبقى من المشروع.

المواطنون يناشدون وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات فتح ملف المشروع لمعرفة السبب الحقيقي وراء تعثره وضرورة التَّدخل العاجل لإنهاء مُعاناتهم مع "طريق الموت" من خلال ازدواجيته بأسرع وقت ممكن حفاظاً على أرواح المواطنين والمقيمين.

تعليق عبر الفيس بوك