رغم الاختلاف

 

عائشة صالح الشحيمية **

جاءنا كوفيد19 فجأة ومن غير سابق إنذار، فقلب حياتنا رأساً على عقب، وغيَّر من روتين حياتنا، حتى بتنا نفتقدها، رغم أننا كنَّا نصفها بالمملة بعض الأحيان.

فيروس صغير لايُرى بالعين المجردة، بعثر حياتنا، وشتت كياننا، وجعلنا نتعايش معه رغماً عنَّا، ولم يسلم منه حتى صغيرنا، فلقد عشنا تلك الأيام، بل السنتين والغم يملأ قلوبنا، ولكننا كنَّا متمسكين بالتفاؤل، على أمل أن يرحل عنَّا بسلام.

وها هو الآن يُشارف على الرحيل بإذن الله تعالى، بسبب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، ومساندة بعضاً من أفراد المجتمع، وذلك بالالتزام، وهم يستحقون منِّا كل التحية والاحترام، وكذلك لا ننسى الجهود التي بذلها خط الدفاع الأول، والذي وهب حياته من أجل إنقاذ حياة الآخرين، على حساب راحته وسلامته.

ولكن كان هناك اختلاف بالرأي، حول ما إذا كان فيروس كورونا وجوده بيننا هو حقيقة، أم أنه مجرد خدعة، وأنه عبارة عن مؤامرة كما يدّعي البعض.

تساؤلات عدة تدور حول هذا الموضوع، وبين مؤيد ومعارض، هنا أطرح عليك عزيزي القارئ سؤالاً، ألا وهو ماذا سيكون مصير الأمة بعد زوال هذا الوباء؟!

وبما أنَّ هذا العدو خلَّف من وراءه انهيارا اقتصاديا، وزرع الحزن في أرجاء هذه الأمة بسلبه لأرواح بريئة كانت تتمنى لو كانت موجودة معنا الآن، ولكنه خطفها من بين أيدينا، تاركًا الهم يستحوذ على قلوبنا.

ومع احترام رأيك عزيزي القارئ، يجب علينا أن نتكاتف من أجل أن نسترجع الاقتصاد الذي انهار بسبب هذا العدو، وأن نتحد ضده من أجل أن نُعمّر ما أتلفه، وأن نجبر بقلوب بعضنا البعض، لنمحو ذاك الحزن القابع في قلوبنا، ولنسمح للفرح بأن يتسلل إلينا، من بعد رحلة شاقة استنزفت من خلالها قوانا، حتى هلك منِّا من هلك، ومازال الآخرون يصارعون تلكم البقايا التي خلفتها الجائحة، والجروح التي تركت من وراءها ندوبا ربما ستشفى مع مرور الوقت.

لذلك دعك يا صاحبي من الأقاويل التي تدور من حولك، وركز في كيفية استرجاع الحياة التي كنت تعيشها سابقاً، بل اطمح أن تكون أفضل من قبل.

** مقتطفات من كتاب "ما خلفته الجائحة".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة