المنذر بن محمد العلوي
العلاقات بين البشر تبنى بالتَّواصل والعلاقات أيضاً تهدم بنفس الطريقة، إذاً ما هو الشيء الذي يجعل من نفس الطريقة فعالة وغير فعالة في آن واحد.
سأختصر المقال بالتواصل فالكاراتيه تظهر لنا فروقات التواصل الفعال وغير الفعال، أن طريقة الكاراتيه في التواصل قوية جداً وتجعل ممارسي الكاراتيه مرتبطين ببعضهم بشدة، حيث إنهم متوافقون في السلوك والحركة والكلام واللباس، بحيث إنهم يفهمون بعضهم البعض من الإيماءات أو لغة الجسد، نستنتج من ذلك أن التواصل يحتاج إلى لفظ وسلوك وشكل، وإيماءات.
عندما يريد اللاعب القدوم للتدريب فإنه يرتدي لباس الكاراتيه ويدخل لاعب للمدرب يحييه بطرية معينة وبكلمة معروفة لدى الأغلب، و من ثم يقوم بممارسة التدريبات بألفاظ ولغة جسد متفق عليها، ولها معانٍ كثيرة تخص التخصص في الكاراتيه، ويرتدي الجميع لباسه، فالذي يلعب الكومتيه (القتال) يرتدي لبس الكومتيه، ويكون معروفاً لدى ممارسي الكاراتيه أنه لاعب كومتيه، ويقاس على ذلك ألوان الأحزمة فلكل لون مستوى يدل على وصول اللاعب إلى هذا القدر، وعندما يريد المدرب من اللاعب حين ممارسته الكاراتيه الإطالة في الحركة، تجده يطيل نبرة الصوت بمعنى الإطالة في التطبيق، والعكس صحيح، وكذلك تجده عندما يُريد منه ترديد (الكياي )الصيحة، تجده يعلي نبرة الصوت ليخرج اللاعب الصيحة في هذا الموضع.
نستفيد مما ذكرت أن التواصل في الكاراتيه والحياة له عدة أشكال، منها اللفظي وغير اللفظي، فالفظي يكون بالأقوال واختلاف نبرات الصوت للمعاني المرادة في كل موقف، وأما غير اللفظي فيكون بارتداء اللباس في كل محفل بما يناسب، فالمناسبات الرسمية لها اللباس الرسمي والرياضية لها الرياضي.... إلخ، فمن غير اللائق بالتواصل الفعال ارتداء ما لا يُناسب الموقف، وكذلك نبرات الصوت، واللغة المُتعارف عليها في كل مجتمع، وأيضاً إشارات الجسد وتحريكها الحركة المناسبة مع كل موقف.
فمن هنا عندما نمارس الكاراتيه نتعلم أشكال التواصل المختلفة، ونعرف كيف نوظف كل شيء من الحركة والقول واللبس في موضعه الصحيح، لذلك أقول بأنَّ الكاراتيه برنامج تعليمي للاتصال الفعال.