الملفات العقلية والكاراتيه

المنذر بن محمد العلوي

تحدث عند الجميع!، عندما نريد أن نتذكر بعض الأشياء في بعض المواقف لا نستطيع تذكر الشيء، وذلك بسبب عدم تخزين الفكرة أو السلوك في العقل بشكل صحيح، ناهيكم عن الكثير من المعلومات التي استفدنا منها وتعلمناها ولم نطبقها؛لأننا لا نجدها في الوقت الذي نحتاجها فيه، وكل ذلك يكمن في ترتيب الرف العقلي والمعلومات الفكرية بشكلها الذي نحتاجه.

إن استراتيجية الكاراتيه في ترتيب الملفات العقلية مبهرة جداً، فهي ترتب المُسميات مع الحركة البدنية، لتخرج لنا ملفا نحفظه بنفس السلوك المطبق، فلكل وضعية في الكاراتيه مسمى، وعندما ننطق المسمى تكون السلوكيات مرتبة وفق للمسمى الموجود، وللقبضة والهجمة الواحدة مسميات عدة مثال عليها: الهجمة الموجهة باليد فالقتال نسميها (كزامي)، وعندما تكون القبضة متجهة للأمام في وضعية الأساس نسميها (زوكي)، فلكل مسمى حاجته من الحركة والتطبيق، وقس على ذلك باقي حركات الكاراتيه، فعندما ينطق لممارس الكاراتيه لفظ (كزامي) أو لفظ (زوكي)، سيعطي العقل أمر للبدن بتحرك على الوضعية المخزنة بناءً على لفظ.

ماذا لو؟!

ماذا لو طبقنا نفس الاستراتيجية على كل معلومة في حياتنا، قبل أن ندخلها إلى عقلنا، لتكون كل معلومة لها عدت جوانب واستعمالات، أي أن المعلومة تخزن بالفكر الرياضي، مرتبطة بقسم العقل فالمعلومات الرياضية، ونفس المعلومة إن وجدت ارتباط فالجانب الاقتصادي، ونفس المعلومة إن كان لها شيء فالجانب العلمي ، بالتالي ستكون هي نفس المعلومة مخزنة وفق حاجة كل جانب في عقولنا، مما سيجعل مداركنا تتوسع في معلوماتنا وذواتنا، لنرى كل فكرة بأكثر من جانب ونستفيد منها بقدر الإمكان.

مما سيجعل أنماط أخذ المعلومات واسعة؛ لأننا سنبحث عن تلك المعلومات التي سنستطيع توظيفها في آفاق حياتنا بشكل قوي من دون أن نشعر، هكذا هي استراتيجية الكاراتيه في جعل المعلومة الواحدة ذات قيمة عالية للعقل، مما ما يؤدي إلى مرونة عقلية كبيرة، تجعلنا ننظر إلى أفكارنا مرة أخرى لتكون عظيمة من أبسط الأساسات.

هكذا هي رياضة الكاراتيه واستراتيجياتها الحياتية، التي تأخذنا في فكر جميل كل ما تعمقنا بها أكثر، "الكاراتيه حياة".

تعليق عبر الفيس بوك