متى ينتهي مشروع الحديقة المائية في صلالة؟

 

سعيد غفرم

said.gafaram@gmail.com

منذ الإعلان عن إنشاء حديقة للألعاب المائية في مدينة صلالة بأكثر من 2.5 مليون ريال عُماني في 2014 وتم استكمال المرحلة الثانية من المشروع بـ3 ملايين ريال في 2017 مع الشركة العمانية الصينية "وسل"، شعرت بأننا على موعد مع نقلة نوعية ذات نظرة شمولية في دعم الفرص الاستثمارية والسياحية والتنموية في محافظة ظفار، خاصة عندما بدأ العمل في الحديقة منذ عدة سنوات ولكن سرعان ما تلاشى الأمل ولم يتم إنجازها إلى الآن !! دون معرفة سبب التأخير. فمن المسؤول؟

الحديقة المائية (1).jpeg
 

الشركة المُنفذة للمشروع تعمل ببطء شديد في الأعمال الإنشائية، وحتى الآن قامت بتصميم بوابة المدخل الرئيسي للحديقة ووضعت مجموعة من الألعاب المائية داخل السور المحاط بالحديقة والذي يبلغ ارتفاعه ستة أمتار تقريباً، وما يلفت النظر أن المكان المخصص لها غير مناسب ومواصفاتها جدا متواضعة خصوصا مساحتها والمرافق والخدمات ومواقف السيارات التي لا يمكن أن تستوعب النمو السريع للسكان والزوار والسياح القادمين من خارج المحافظة، لكون الحديقة بموقع مركز البلدية الترفيهي بمنطقة إتين الذي يقام عليه سنويا فعاليات وأنشطة مهرجان صلالة السياحي؛ وهي بجانب مسرح المروج الذي يحتضن الكثير من الفعاليات والحفلات الفنية المميزة وذلك للارتقاء بالحركة الثقافية والسياحية والاجتماعية في السلطنة، الأمر الذي من شأنه أن يشكل ازدحاماً شديداً لا يطاق وخطأ من ناحية التخطيط العمراني للمدينة على المدى البعيد، مقارنة بالحدائق العالمية الكبرى، فموقعها لا يرتقي لمستوى ومكانة مدينة صلالة سياحياً التي تعتبر الوجهة المفضلة للزائر.

ومن المفترض أن يتم إنشاؤها بالقرب من الشاطئ نظرا لما تتمتع به من ألعاب مائية مختلفة وفعاليات وأنشطة ترفيهية تعد تجربة جديدة ومميزة لمرتاديها أو في ساحات كبيرة وأماكن مفتوحة إلى حد ما كسهل حمران أوجرزيز أو منطقة افتلقوت التي تعد من أجمل المناطق السياحية، بحيث تكون متكاملة المرافق وذات مواصفات عالمية لتتضمن العديد من الألعاب المائية المتنوعة ووسائل الترفيه الملائمة لجميع الأعمار والعديد من الخدمات كالمقاهي والمطاعم الراقية ومراكز التسوق وأماكن الاستراحة التي تحتاج لها العائلات وذلك سعياً لتحقيق أسهل وأفضل الخدمات لسعادة زوار الحديقة، كما ينبغي أن يكون تصميمها نقطة جذب رئيسية للزوار ومستوحى من البيئة والطبيعة التي تشتهر بها المحافظة.

وأخيرا.. أصبحت الحديقة المائية مشروعاً استثمارياً جيدًا ومكانا لا غنى عنه للترفيه والتسلية ومن أهم عوامل الجذب السياحي داخليا وخارجيا، يهدف إلى تنشيط حركة السياحة وتحسين الخدمات الترفيهية واستقطاب عدد كبير من الزوار على مدار العام، لتعزيز القطاع السياحي في السلطنة الذي يعتبر أحد ركائز تحقيق رؤية "عمان 2040"، كما إن الكثير من المواطنين يستبشرون خيرًا بهذه الاستثمارات المكللة بالنجاح في تنمية السياحة المستدامة ويطرحون تساؤلا حول موعد الانتهاء من تنفيذ هذا المشروع المرتقب منذ سنوات طويلة ويتطلعون كذلك إلى تحرك الجهات المعنية وخاصة وزارة التراث والسياحة للوقوف على سير عمل المشروع أسوة بباقي المشاريع الاستثمارية التي قامت الوزارة بزيارتها مؤخرا في محافظة ظفار.

تعليق عبر الفيس بوك