العطاء بين الإيثار والتطوع

زكية بنت علي الهاشمية

التطوع قيمة من القيم الإنسانية الرائعة التي تتجلى في رونق التواصل الإنساني بشقيه المعنوي والعملي على صفحات الحياة، ويتم ذلك عبر جذوة الحس البشري الراقي لنظيره الآخر والذي يبث من خلال شذاه منهجًا يتجانس دِينِيًّا وأًدبيا وخلقياً لمغزى الوجود، ويُعد من الأساليب والطرق التي تتم فيها المُعالجة الشافية للمعوقات والعقبات التي قد تحول دون تطور مستلزمات الحياة، والذي من خلال حسن الإبداع واقتراح الحلول يحد من مستوى الفقر والمشاكل والعثرات المجتمعية.

إن الإجراءات التي يقوم بها المتطوعون بجهدهم القلبي والعقلي والجسدي فهم بذلك يستبسلون في صرف طاقاتهم بكل أريحية وقناعة تامة والتي هي بذاتها تضحي في أيكة أهدافهم كرياحين مفعمة بألوان الزهور، تنثر رذاذ عطرها على أنحاء محيطها وعلى من فيها، فالمجتمعات ومع فرض وجودك في صميمها ومعترك تقلباتها تبث في ذاتك روح الحيوية المُفعمة بالإرادة، والبذل وحب التغيير للأفضل، ومنه كون العمل التطوعي لا ينحصر في كوة ولا يلج في سرداب الأنانية فيخرج من شرطية الحدود إلى خوضه على رحاب بسيطة لا أفق لها وفي شتى المجالات دون فواصل التوقف، وما يستلزم من بذل المال والنفس والطعام والخدمات والبيئة والتربية، وإعانة المجتمعات في محنها الطبيعية والوبائية وحتى النفسية.

وهناك ثلة مميزة تعتبر من أروع البشر يجعلون التطوع لخير المجتمعات من الأولويات في خطاهم ومن أهم البنود القائمة في حركتهم، ونظرتهم للنتاج الأفضل ومنه لا يتنازلون عنها أو ينال منهم الوهن في إتمام ما عاهدوا أنفسهم عليه من إتمامه رغم كومة المشاغل الحياتية الخاصة، فيجعلون العطاء بوصلة التواصل الإنساني الراقي والمساعدة أيقونة رجاء من حولهم، ومنه تكون حركتهم نموذجاً لتحفيز كل قادر على التطوع، والنشر على وسائل التواصل عن أهمية التطوع، وتأثيره على إحياء روح الأمم والإضاءة على هذا الجانب المُشرق الذي حثت عليه كل الرسالة السماوية، وعليه فلنحيا بهذه الذهنية التي تميزنا عن باقي الخلق، ونحفز ومن لديه رغبة في العمل التطوعي بكافة الإمكانات التي تسمح له بالشروع بما نذر نفسه لأجله.

والتخطيط بالبدائل دليل على أنك تريد أن تسعى لغاية جليلة، وغرس بسمة على واحة المحايا وراحة لمن حولك، فلذلك عليك أن تسعى دون هوادة وعدم ترهل الهمم، وإيجاد حلول سريعة وموثوقة. ومن النباهة أن تكون قادرًا على تحويل هذه التي قد يعتبرها البعض مجازفات سعادة لمن حولك. وخصوصاً أن الأغلب يحتاج منك البدء والمبادرة. وإشراك من حولكم من شيبكم وشبانكم وغلمانكم في التطوع لاستثمار طاقاتهم، وإعطائهم فرصًا فريدة. فالتطوع سمة راقية ترسو وسامًا على صدر الساعين له دون مقابل سوى مرضاة الله، وخدمة عياله دون أن يظلموا أنفسهم... فهم من الجنود المجهولين لخدمة البشر.. فطوبى لأمة متطوعوها خدامها لغد أفضل.

تعليق عبر الفيس بوك