تسليط الضوء على "إعلام المبادرات" ومشاريع المسؤولية الاجتماعية

استعراض الأبعاد الاجتماعية لفعاليات "الرؤية" ضمن أعمال الملتقى الخليجي "بصمات إنسانية"

...
...
...
...

◄ الأميرة سميرة آل سعود: ينبغي تبني ثقافة المسؤولية الاجتماعية كواجهة لسلوك العمل الإنساني

◄ حجيجة آل سعيد: جائحة "كوفيد-19" حرمت 91% من طلاب العالم من التعليم المباشر

 

الرؤية - ناصر العبري

اختتمت جريدة "الرؤية" مشاركتها بالملتقى السنوي "بصمات إنسانية"، والذي نظَّمته جمعية أبناء الخليج للأعمال الإنسانية على مدى يومين (18-19 أغسطس الجاري)، عبر الاتصال المرئي بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، وذلك تحت رعاية سمو الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل الفرحان آل سعود رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لمرضى الفصام، وبحضور صاحبة السمو السيدة حجيجة آل سعيد رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال ذوي الإعاقة بالسلطنة، والمهندس الشيخ سالم بن سلطان بن صقر القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني عضو المجلس التنفيذي برأس الخيمة، وبمشاركة ممثلين عن 15 دولة خليجية وعربية.

وأكدت سمو الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل الفرحان آل سعود أن العمل الإنساني يعطي الحياة هدفًا أسمى، وإننا ننطلق من تعاليم ديننا الإسلامي السمح ومن القوانين العالمية المتفق عليها في تنظيم بناء الإنسان وحماية حقوقه، لافتة إلى أهمية العمل المشترك لإعمار الأرض وإقامة حياة إنسانية راشدة. ودعت سموها إلى تبني ثقافة المسؤولية الاجتماعية كواجهة لسلوك العمل الإنساني، وكواجب أخلاقي مستمر؛ لا ليبقى عاطفة مكبوتة تتحرك عند الكوارث أو المواقف الإنسانية الفردية. وحثت سموها على تمكين المؤسسات العاملة في هذا المجال والاستفادة من الخبرات وتوجيه الاستثمارات والأوقاف في المشاريع الإنسانية المختلفة وبناء الشراكات الداعمة للاستدامة.

واستعرضت سُّمو الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل المبادرات الرائدة في العمل الإنساني التي تقدمها المملكة العربية السعودية، والتي تصل إلى 59 دولة في شتى بقاع العالم، داعية إلى مكافحة الوصمة المجتمعية التي تعيق نجاح المشاريع الإنسانية وتحرم الكثير من فرص العيش الكريم بسبب الخوف والتخفي رغم الحاجة والمعاناة.

وفي تصريحات لـ"الرؤية"، قالت سُّمو الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل الفرحان آل سعود رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لمرضى الفصام إن الملتقى الخليجي العربي- الذي يعقد لأول مرة بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار بصمات إنسانية بتاريخ 18 و19 أغسطس الجاري- يعد من أفضل الملتقيات في هذا المجال؛ حيث ضم كوكبة من الخبراء والباحثين والمثقفين من الدول الخليجية والعربية، واشتمل على عدد من المحاضرات وورش العمل المتميزة. وأضافت سُّمو الأميرة: "خرج هذا الملتقى بتوصيات رائدة ومُفيدة لهذا التوجه الإنساني العالمي، فيما بين النظرية والتطبيق، ولدي تفاؤل قوي بأن مثل هذه الأعمال الرصينة ستشكل خارطة طريق نحو تقديم أرقى الخدمات الإنسانية لمستحقيها من خلال الجهود الكبيرة التي تبذلها هذه الجمعية الفتية".

من جهتها، قالت صاحبة السُّمو السيدة حجيجة آل سعيد إن الصراعات السياسية أصبحت أكثر حدة في الوقت الراهن، مما يتسبب في وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين، تؤثر بشكل أكبر على الأطفال، وخاصة الفتيات؛ حيث يتعرضن لأخطار متزايدة مثل العنف الجنسي المرتبط بهذه الصراعات، كما تتزايد الهجمات ضد العاملين في مجال الإغاثة والصحة. وأضافت أن السنوات العشر الأخيرة شهدت أكبر عدد على الإطلاق من النازحين داخل أوطانهم، بسبب أحداث العنف والصراعات المسلحة، وذلك بالتزامن مع وجود الكثير منهم في حالة النزوح المطولة؛ حيث يقدر العدد الإجمالي للنازحين الجدد والحاليين بحوالي 51 مليون إنسان، كما تضاعف عدد اللاجئين إلى 20 مليون شخص. وأوضحت صاحبة السمو أن جائحة كوفيد-19 تسببت في أعمق ركود اقتصادي منذ ثلاثينيات القرن الماضي؛ حيث ارتفع مستوى الفقر المُدقع للمرة الأولى منذ 22 عامًا، وازدادت معدلات البطالة بشكل كبير؛ حيث طالت النساء والشباب بين 15- 29 عامًا، كما تضرر الأشخاص العاملون في القطاع غير الرسمي، إضافة إلى ذلك، أثّر إغلاق المدارس على 91 في المائة من الطلاب في جميع أنحاء العالم. وفي ختام كلمتها، توجهت صاحبة السمو بالشكر إلى الراعي الفخري لهذا الملتقى، صاحبة السُّمو الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل الفرحان آل سعود، وإلى ضيف الشرف المهندس الشيخ سالم بن سلطان بن صقر القاسمي، ولأعضاء مجلس إدارة جمعية أبناء الخليج للأعمال الإنسانية على الجهود المتميزة للخدمة الإنسانية والعمل من أجل الرقي الإنساني.

من جانبها، قالت عذاري عبد الرحمن الحساوي رئيسة مجلس إدارة جمعية أبناء الخليج للأعمال الإنسانية، «إننا نفخر دومًا باستضافة مثل هذه الفعاليات العالمية الهامة، ومن أهداف الملتقى المقام بهذه المناسبة استعراض تجارب ناجحة للمؤسسات والمنظمات الأهلية والتطوعية وشخصيات ناشطة بالعمل التطوعي والإنساني في الدول الخليجية والعربية، وتعزيز العلاقة بين القطاع التطوعي والقطاع الخاص عبر تبني وتنفيذ العديد من المشروعات ذات الفائدة على المجتمع، فضلاً عن إبراز أهمية الشراكات مفهومها وأهدافها وأبعادها والعائد منها.

وشهدت فعاليات الملتقى تقديم 24 ورقة عمل ناقشت محاور الملتقى. ومثَّل "الرؤية" -الراعي الإعلامي للملتقى- ناصر العبري، بورقة عمل استعرضت فعاليات الرؤية ذات الصلة بالعمل الاجتماع، قال فيها: "إنَّنا في جريدة "الرؤية" ومنذ التأسيس، سعينا لوضع بصمتنا المجتمعية من خلال عدة مشاريع عكفنا على تنفيذها طيلة سنوات عدة، استفدنا فيها من الخبرات الإعلامية والأفكار غير التقليدية والتطلعات الطموحة التي تنطلق من الحرص الكبير على خدمة الوطن والمجتمع على أكمل وجه. وقال العبري: أطلقنا نهج "إعلام المبادرات" لكي نؤصل لأفكارنا ونضع لها الأساس المتين، فأطلقنا المبادرة تلو الأخرى، ونجحنا في بناء كيان إعلامي يقدم أدوارًا مجتمعية يشهد لها القاصي والداني.. وتابع قائلا: حرصنا في كل مبادرة نطلقها أن تتوافق مع أهدافنا الإعلامية، وأن تتلاقى مع أهداف مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، دون تشابك أو تعارض، وكلها ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالقيم الإعلامية والمُثل الصحفية والغايات القائمة على حق الفرد والمجتمع في المعرفة، وهو الدور الأبرز الذي ينبغي أن تقوم به أي مؤسسة صحفية أو إعلامية".

وسلط العبري الضوء على مبادرة مكتبة السندباد المتنقلة للأطفال والتي تجوب أنحاء الوطن، لتقدم لأبنائه وبناته الثقافة والفكر والمعرفة، كي ينهل النشء من علوم الحياة ويتلقون جرعات ثقافية وقرائية عبر فعاليات متنوعة لم تفرق بين صغير وكبير، بل عملت على صناعة الفارق المعرفي، وغرس حب القراءة والمطالعة في النفوس.

وإلى جانب مكتبة السندباد، ذكر العبري أن جريدة الرؤية أطلقت مجموعة من البرامج التدريبية والورش التعريفية فضلا عن الحملات الإعلامية والتوعية، التي استهدفت توعية المجتمع بالعديد من القضايا، من خلال طرحها للنقاش ومن ثم البحث عن الحلول على ألسنة الخبراء والمتخصصين. وزاد قائلا إنه في خضم ذلك، كانت "الرؤية" تمضي في طريقها نحو تنظيم المنتديات النقاشية الموسعة، التي حظيت بإشادة المجتمع؛ بل وأرفع المستويات في الحكومة؛ إذ عكفت الجريدة- من خلال هذه المنتديات والمؤتمرات والملتقيات التي يصل عددها إلى ما يزيد عن 15 فعالية- إلى حشد الخبراء والمتخصصين تحت مظلة الرؤية وعلى مائدة نقاش واحدة، لكي نطرح بكل شجاعة ومسؤولية القضايا المجتمعية الأكثر إلحاحًا، فنجحت "الرؤية" أن تكون صوتًا للمواطن وللقطاع الخاص وللحكومة أيضًا، عبر تناول مختلف الملفات وطرح شتى الأفكار.

وشدد على أن مثل هذا الدور المجتمعي، لم يستهدف سوى تعزيز المعرفة وتعميق وعي المواطن وأفراد المجتمع، بكل ما يحيط بهم، في إطار الدور التنويري لنا كوسيلة إعلامية، تسعى إلى القيام بدورها التنموي المهم والمؤثر، من أجل بناء نوع مختلف ومُغاير من الشراكة بين الإعلام ومؤسسات الدولة العامة والخاصة. وقال: "لقد رفعنا في كل فعالياتنا المجتمعية، شعار "التزام وطني لدعم التنمية المستدامة"، وهو الشعار الذي كان بمثابة المسار الواضح الذي نسير عليه، ماضون في طريقنا نحو تحقيق الأهداف والتطلعات المنشودة".

وأكد العبري أن التحديات المحيطة بنا على مختلف المستويات، تفرض على المؤسسات والأفراد بالمجتمع أن يهبوا لتعظيم إسهاماتهم الاجتماعية، وأن يشاركوا في مسيرة التنمية.. كلٌ قدر استطاعته.. إذ إن عملية البناء والتحديث والتنمية لا يجب أن تكون مسؤولية الحكومة وحدها؛ بل إنّها عمل تشاركي بين مختلف مكونات المجتمع. وأشار إلى أن جريدة الرؤية كان لها قصب السبق في طرح أول ميثاق وطني للمسؤولية الاجتماعية في السلطنة، وذلك بمناسبة انعقاد الدورة الأولى من أعمال المنتدى العماني للشراكة والمسؤولية الاجتماعية، والذي حقق صدى غير مسبوق، وحظي بإشادات واسعة من الداخل والخارج. وتابع القول: "هدفنا في جريدة الرؤية، ومن خلال المنتدى العماني للشراكة والمسؤولية الاجتماعية، أن يكون هذا الميثاق الوطني، بمثابة دليل استرشادي لمختلف المؤسسات، العامة والخاصة، يما يضمن تحقيق المزيد من الخطوات التنظيمية لقطاع المسؤولية الاجتماعية، وتوحيد الجهود الرامية لتنفيذ مشاريع التنمية في كل أنحاء البلاد".

 

تعليق عبر الفيس بوك