مستقبل التكنولوجيا

 

أنيسة الهوتية

عِندما نَقول "تِكنولوجيا" فالمقصودُ بها الإلكترونيات بالإجماع من أنظمة وأجهزة الهواتف، إلى الحاسوب، ووسائل النقل والإنترنت والروبوتات وغيرها الكثير مما نمتلكه الآن ونتأمل أفضلهُ للمستقبل والذي كان من الممكن أن يكون من وحي الخيال العلمي لو تمَّ ذكره في الستينيات والسبعينيات وأيضاً الثمانينيات! أي أنَّ كل تلك الأجهزة ظهرت لنا خلال العشرين إلى ثلاثين عاماً التي مضت! فإذاً كيف ستكون بعد ذات الأعوام قُدُماً؟!

أما معنى كلمة "تكنولوجيا" فهي مُزاحةٌ قليلاً عن معناها الدقيق، فالمقصود بها تلك التقنيات والميكانيكيات والأجهزة الرقمية، ولكنها من أصلٍ يوناني دُمجِت من "تكنو" أي حِرفة، و"لوجيا" أي دراسة!

وعلى جبروت التكنولوجيا هي تكون بلا جدوى في حال عدم وجود الطاقة التي تغذيها والأهم من الطاقة هو ناقلها! وِمن أهم ناقلات الطاقة في العالم هي الأمواج الكهرومغناطيسية والميكانيكية، والسحر العجائبي الأكثر إبهاراً من سحر هاروت وماروت هو سحر الجسيمات التي تُشحن ثم تنتقل عبر الفضاء والكون فتنقل لنا الأصوات والصور من أقصى الأرض إلى أدناها والعكس!

والحياة التي نعيشها الآن تُشبه الروايات الخيالية للقدماء مِن أهل العِلم الذين لم يمتلكوا التكنولوجيا هذه ولكنهم امتلكوا الجِن الذي كان ينقل لهم المعلومات مِن مكانٍ إلى آخر، ويُريِهم ويُسمعهم صور وأصوات أشخاص بعيدين عنهم بُعد المشرق عن المغرب عبر المرايات أو الكرة الكريستالية السحرية للسحرة المتحضرين! أما الأُصوليون فكانوا يُظهِرونه على وجه الماء الصافي! ومِن المعلوم عَن الجِن كما يُروى أنهُم يتنقلون عبر الهواء، والنار، والتراب، والماء! وهي العناصر الرئيسية الأساسية العامة التي يتركب منها هذا العالم الذي نعيشه! أي أنهُم يعيشونَ ويتنقلون في تفاصيل عالمنا الذي نعيشه ويَروننا من حيثُ لا نراهم!

وبأنهم يتشكلون بأشكال الدواب، والطيور، والحشرات ولربما كذلك البشر! فأجسادهُم ليست من لحمٍ ودم، لأنها مخلوقات خُلقِت من نارِ السموم! والكون كذلك خُلِق من الانفجار العظيم، ثم ولادة الضوء، وموجات الجاذبية، والتضخم السريع وبدايات الحياة.. (حسب رأي علماء الفيزياء والفلك)! وبربط الآراء العلمية والروايات الخيالية المتضاربة سنجد أن الجِن وُلِد بعد ميلاد الكونِ مِما يُشكلهُ فإذن إنهم طاقة فيزيائية غير ظاهرة للعين ولكنها تعبر عن نفسها حسب مقدرتها واستطاعتها وطاقتها! ومن أحد أوجه طاقتها هو التكنولوجيا الحديثة!!

ووسائل انتقالها أسهل وأسرع من البشر الذي يستخدم وسائل النقل الحديثة المتاحة، والذي لا يستطيع التنقل عبر العناصر الأساسية والذبذبات، والموجات الكهرومغناطيسية، والراديو، وغيرها المتضمنة من ضمن الطاقات الفيزيائية الكونية! كانتقال الصوت، الضوء، الحرارة...إلخ وإلا لكان أحدنا في رمشة عينٍ يتحرك من مكانٍ إلى مكانٍ كسرعة الضوء، وما أجملها من حركة من دولة إلى دولة، تغيير للبيئة والطبيعة! وعن نفسي لكنت أتناول فطوري في دولة وغدائي في أخرى وعشائي في أخرى! وأتنقل في رحلة الشتاء والصيف بكل سهولة هنا وهُناك دون إصدار تذاكر سفر، وتأشيرات!! وكأننا في عالم "هوغوورتس" الجميل، والذي للأسف ككل العوالم لا يخلو من الأشرار!!

والحمدلله الذي خلقنا بشراً، وقيدنا في هذه الأجساد التي لولاها لكانَت قدرات العقل البشري تنتقل وتعبر الأثير وتُدَمِرُ الأرض أكثر مما دمرها الجِن قبل نزول آدم عليه السلام ليكون خليفةً عليها.

أما عن مستقبل التكنولوجيا فإنَّ المتوقع القادم سيكون جَباراً أكثر مما هو عليه بأضعاف الأضعاف، ولكنه وللأسف لن ينقل الجسد البشري من مكانٍ إلى آخر كما تمنيت دائماً! ومِن أبسط التوقعات أن تبقى الذكريات في محفظة عرض بتقنية الهولوجرام بالصوت! ولن يدوم حفظ الصور ولا الفيديوهات في ذاكرة الهواتف والحواسيب!