الارتياب

نوال الغسانية

الوسواس من علامات الشيطان وضعف الإيمان، وهناك البعض ممن يفتقدون الثقة في كل ما يطرح وما يقال ويزداد ذلك إلى الاعتقاد لديهم أن ما سمعوه إنما يعنيهم وحدهم وهو موجه إليهم ويقصدهم، ويصبحون بذلك من ذوي متلازمة الوسواس حين يمتد ذلك إلى الإيمان بأنهم محسودون ومستهدفون من قبل الجميع.

هذا الفهم الخاطئ يقودهم إلى محاولة تجنيب أنفسهم مثل هذا القصد بأفعال وتبريرات توقعهم في أخطاء كبيرة وتضعهم في دائرة الشك والظنون باستمرار، وهم بذلك يسيئون الى أنفسهم قدر إساءتهم للآخرين، الأمر الذي يبعدهم عن كثير من أصدقائهم وزملائهم ويتجنبهم كل من سمع أو عرف عن شكوكهم وارتياباتهم ويفقدون القدرة على خلق ونسج العلاقات الاجتماعية السوية، ونراهم في النهاية يحصدون خيبات الأمل ويتحولون إلى أناس مرضى يتجنبهم ويتحاشى الحديث معهم الكل.

لذلك فإنَّ الترفع عن التوجس والظنون وكل ما يؤدي إلى زعزعة العلاقات بين الأفراد وعدم الثقه اللازمة في الآخرين، من الأمور المهمة التي من الواجب استيعابها وتجنبها والعمل على الابتعاد عنها.

في النهاية أتساءل لماذا لانغير من طباعنا السيئة ونتبع الصفات الحسنة ونتعظ مما نراه ونسمعه، فأعمارنا ليست باقية والعمر واحد وإن تعددت الأرقام، صفوا النيّة واجعلوا أرواحكم جميلة حتى لايفكر الشيطان في الاقتراب منها.

الوسواس شيء مريب وهو ما يجعل الأفكار متذبذبة  ويخلق الشك ويجعله لدى الشخص يقينا بما يجول في أفكاره ويرسم في مخيلته صورة عن الآخرين ليست صحيحة ولا تمت للواقع بشيء.

الكثير من الأشخاص يتمتعون بجميل الصفات وحسن الخلق ولكن تجد فيهم صفة الشك الذي تطغى على جميل الطباع، وبالتالي يشمئز منهم البشر ولا يستحسنون وجودهم، وكل هذا بسبب الشك الذي يجلب الحسد والحقد والبغضاء، فاجعلونا نتحلى بجميل الأرواح ونزرع الورد ليذهب الشوك.

دمتم واثقي الخطى مؤمنين بالله.

تعليق عبر الفيس بوك