حواجز الطرق

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

 

دائمًا ونحن نسير على الطرقات في بلادنا أو في مُختلف بلدان العالم ما نشاهد هذه الحواجز على جانبي الطرقات والجسور وهي بدون أدنى شك موضوعة لأجل السلامة العامة وللحفاظ على أرواح مستخدمي الطريق.

بشكل عام، هناك أنواع مختلفة من هذه الحواجز، وكذلك مواصفاتها تختلف تبعاً لمكان الاستخدام، فلدينا على سبيل المثال الحواجز الموجودة عند فواصل الطرق السريعة وعلى جانبيها والحواجز التي على الجسور والتي قبلها وبعدها وكذلك التي نشاهدها عند إشارات المرور الضوئية وكذلك الحواجز الماصة للصدمات التي توضع قبل الحواجز الخرسانية وحواجز حماية صناديق التحكم بإشارات المرور وإنارة الطرقات.

أما المواصفات الفنية لهذه الحواجز فهي تختلف وفقاً لنوع الاستخدام على الطريق فلدينا الحواجز الموجودة على جانبي الطرق والفواصل هي في الغالب من الحديد غير القابل للصدأ ومتانتها تجعلها تتحمل أقصى درجات الاصطدام كما أنها مصممة لامتصاص جزء من القوة الحركية للمركبة المصطدمة وكذلك مصممة لتسمح باندفاع المركبة بعد الاصطدام لناحية أخرى عن الحاجز المتعرض للحادث، ومتانتها تجعها تتحمل صدمات مختلف أنواع المركبات كالآليات والحافلات والشاحنات حيث إنها لا تقتصر على المركبات الخفيفة ومركبات الدفع الرباعي.

وعموماً فإنَّ هذه الحواجز تساهم في سلامة الركاب وتضمن سلامة بقية مستخدمي الطريق لامتصاصها للصدمات وعدم السماح للمركبة المصطدمة بالانتقال لحارات الطريق المعاكسة، وحواجز الجسور هي الأخرى مواصفاتها مختلفة من حيث الارتفاع والمتانة لكي تضمن توقف المركبة المصطدمة وعدم السقوط للأسفل في أغلب الأحوال.

أما الحواجز الخاصة بامتصاص الصدمات والتي نشاهدها على الطرقات موضوعة قبل الحواجز الخرسانية عند بداية أو نهاية الجسور تحديداً فهذه ذات تصميم هندسي يجعل منها قادرة على امتصاص أعنف الصدمات لتضمن عدم بلوغ المركبة للحاجز الخرساني ولهذه الحواجز أنواع مختلفة وتعتمدها سلطات النقل وفقاً للمواصفات القياسية العالمية ولكنها في المجمل تتسم بالمتانة، ونلاحظ أنَّ بعض الحوادث التي تقع على الحواجز الخرسانية مباشرة من دون وجود مصدات ماصة للصدمات أو أن هذه المصدات أو الحواجز تالفة بسبب حادث سابق هنا تكون نتائج الحادث كارثية بكل المقاييس لكون شدة الاصطدام تُعد أقوى من اصطدام مركبتين وجهاً لوجه وينتج عن هذه الأنواع من الحوادث تهشم لمقدمة المركبة المصطدمة ووفيات وإصابات جسيمة في أغلب الأحوال ولو عُدنا لتقارير شرطة عُمان عمان السلطانية عن مثل هذا النوع من الحوادث لوجدنا أن ما تطرقت إليه يلامس حقيقة وواقع الحال.

ولا بُد لنا أن نعرج على أسباب حوادث الاصطدام بحواجز الطرق ولكن هنا سيتبادر إلى أذهاننا للوهلة الأولى أن السرعة هي سبب هذا النوع من الحوادث، ولكننا إذا بحثنا في الأسباب قليلاً سنجد بأن هناك أسباباً أخرى قد تساهم في مثل هذه الأنواع من الحوادث كانفجار أحد إطارات المركبة أو مناورة السائق لتفادي مركبة منحرفة أمامه أو تفادي الاصطدام بحيوان يعبر الطريق أو تفادي الاصطدام بحمولة متساقطة من مركبة أخرى أو التعب والإرهاق أو استخدام الهاتف النقال أو الانشغال بغير الطريق، ومن جانب آخر فإنَّ كفاءة هذه الحواجز تضمن نجاحها في مهمتها وعدم فشلها ولكن هذا ليس في جميع الأحول ففي بعض الحوادث نجد أنَّ الحاجز فشل في امتصاص الاصطدام وصد المركبة المصطدمة من العبور نحو الشارع المعاكس أو أن الحاجز سمح للمركبة المصطدمة أعلى الجسر بعبوره والسقوط نحو الأسفل وهنا في أغلب الأحيان تكون النتائج كارثية بكل المقاييس، ولفشل الحواجز أسباب عديدة نذكر منها أن الاصطدام وقع عند حاجز تالف لم يتم استبداله من جراء حادث سابق أو بسبب عدم مطابقتها للمواصفات من حيث المتانة أو انخفاض ارتفاع حواجز الجسور أو عدم خضوعها للصيانة الدورية من قبل الجهة المختصة.

وكم من حواجز الطرق التي شاهدناها ونشاهدها تالفة أثناء مسيرنا على الطرقات بدون استبدال سريع، وكم من حواجز ماصة للصدمات لم تكن بمواقعها أو أنها تالفة وتأخر استبدالها، هنا لابد لجهات الاختصاص من تحمل مسؤولياتها والقيام بأدوارها وواجباتها بأسرع ما يمكن نحو صيانة أو استبدال حواجز الطرق التالفة، مع ضرورة إجراء مراجعة هندسية للحواجز عقب كل حادث وفقاً للتوصيات الفنية لمخططي الحوادث، بالإضافة إلى أن يكون هناك فحص فني دوري لضمان كفاءة هذه الحواجز لما لذلك من أهمية قصوى للحفاظ على سلامة مستخدمي الطريق والأموال العامة والخاصة.

وفي الختام.. الدعوة موجهة للجميع للالتزام التام بقواعد المرور أثناء السياقة على الطرقات وعلى السائقين التخطيط المسبق للرحلات الطويلة لضمان وصول سالم وآمن إلى حيث الوجهات والمقصد، ودمتم سالمين.

تعليق عبر الفيس بوك