دعوات للالتزام بالضوابط الصادرة عن الجهات المعنية

رغم تضرر البعض.. توافق مجتمعي حول ضرورة تطبيق الإغلاق التام خلال عيد الأضحى

◄ الجهوري: الإغلاق الكلي الخيار الأفضل لكسر المنحنى الوبائي والنزول عن "الذروة"

◄ الغاربي: على الأفراد والأسر الالتزام التام بالقرارات كي نصل إلى "بر الأمان"

◄ المنوري: درء المفاسد أولى من جلب المصالح.. وعلينا الالتزام

◄ الجابري: القرار يؤثر بالسلب على بعض الفئات خاصة سائقي سيارات الأجرة

الرؤية- فيصل السعدي

 

"إذا لم يكن للمرء عن عيشة غنى // فلا بدّ من يُسر ولا بد مِن عسر

ومن يَخبر الدنيا ويشرب بكأسها // يجد مرها في الحلو والحلو في المر".

من هذا البيت من تأليف أمير الشعراء أحمد شوقي، يمكن قراءة الوضع الوبائي الراهن سواء في السلطنة أو العالم، فالبيوت مظلمة رغم سطوع شمس النهار، وزحام غرف العناية المركزية يفوق زحام الأسواق الشعبية التي أغلقت أبوابها، وزيادة أعداد الوفيات يفاقم الحزن العام في المجتمع، ومن هنا يؤكد الكثيرون أن الإغلاق التام ومنع الحركة على مدار اليوم خلال الأيام الثلاثة الأولى من عيد الأضحى المبارك، ضرورة ملحة فرضتها تلك الظروف، على أمل أن تنخفض إحصائيات الوفاة والإصابة والعناية المركزة، ويتضاءل الضغط على القطاع الصحي، الذي بات مُنهكًا، على حد تصريحات المسؤولين في وزارة الصحة.

ويقول حمد الجهوري إن منع الحركة والإغلاق الكلي أيام عيد الأضحى المبارك، هو الخيار الأفضل في الوقت الراهن؛ حيث إن الفترات السابقة من جائحة كورونا تبرهن على أن تجمعات الأعياد تفضي إلى نتائج سلبية تتمثل في قفزة بأعداد المصابين بكورونا يرافقها زيادة في الوفيات والمنومين بالمستشفيات ووحدات العناية المركزة. وأضاف أنه تكثر في أيام العيد الاختناقات المرورية، الأمر الذي ينتج عنه أحيانًا حوادث مرورية.

حمد الجهوري.jpg
 

ويؤكد الجهوري أن الأسواق الشعبية وهبطات العيد تتسبب في تضاعف أعداد المصابين بالفيروس نتيجة للاختلاط والازدحام في الأسواق. وقال: "ندرك بهجة وفرحة العيد ولمة العائلة، لكننا يجب أن نسير على نهج معالي وزير الصحة في حديثه الأخير عندما قال: "العيد يتكرر.. لكن الأرواح لا تتكرر".

ويقول مالك الغاربي إن الإغلاق الكلي في أيام العيد فرصة تتيح للجميع تجربة مظاهر العيد داخل المنزل، كما إن تعاون جميع أفراد الأسرة في إعداد المأكولات العمانية والتجمع على مائدة واحدة، يعيد إلى الذاكرة أيام الزمان الجميل قديمًا قبل مظاهر الحداثة التي نعيشها حاليًا.

مالك الغاربي.jpg
 

وأضاف الغاربي: "نتجمع في صباح أول يوم عيد لأداء صلاة العيد جماعة في المنزل؛ لحرص أبي على أهمية الشعائر الدينية حتى في هذه الظروف التى حتمت علينا الإغلاق الكلي".

أما محمود السعدي فيؤكد ضرورة الإغلاق الكلي في أيام عيد الأضحى المبارك لما له من دور فاعل في منع تفشي المرض. وقال إنه آن الأوان للتخلي عن الأنانية ومعارضة الإغلاق، مشيرا إلى أنه لا يدرك أهمية هذا القرار إلا من فقَدَ قريبًا أو عزيزًا بسبب هذه الجائحة.

محمود السعدي.jpg
 

ومضى السعدي قائلا إنه يتعين رفض فكرة الإغلاق الجزئي، وأن نضع في الحسبان ما نشهده من زيادة في الوفيات والإصابات بعد كل عيد، لاسيما وأن عادات مثل دفن التنور في مكان واحد يحدد مسبقا، وهذا يساهم في حدوث احتكاك مباشر بين الشباب، ما قد يعرض الجميع للندم إذا ما أصيب أو فقد عزيزا لديه.

من جانبه، يقول يحيى المنوري إن قرار الإغلاق الكلي جاء بسبب الأعداد المتزايدة للمصابين والوفيات، وارتفاع المنحنى الوبائي، مشيرا إلى أن هذا القرار الحتمي يسهم في الحفاظ على الأرواح، وأن الهدف الأسمى من هذا القرار الحد من التجمعات والزيارات بين أفراد المجتمع التي كانت السبب الرئيسي في انتشار المرض، لافتا الى ما حدث في أعقاب العيد الماضي.

يحي المنوري.jpg
 

وأضاف المنوري: "علينا أن نصبر ونحتسب،  ونعلم جيدًا أن درء المفاسد أولى من جلب المصالح، لذا علينا أن نتحد جميعا في هذا العيد المبارك بثوب واحد وهو ثوب العافية، وأن يكون شعارنا هو "نتباعد اليوم لنجتمع غدا"؛ لذلك علينا أن نجتمع ونتعاون مع الجهات المعنية". وأعرب المنوري عن ثقته بأن الإغلاق التام سيسهم في خفض معدلات الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة تسريع وتيرة تقديم التطعيم بلقاح كورونا وزيادة الوعي المجتمعي، حتى تعود الحياة إلى طبيعتها.

أما سعيد الجابري الذي رغم تأييده لقرار الإغلاق التام، إلا أنه يقول إنه القرار له سلبيات أيضًا، مشيرا إلى أن موسم العيد كان فترة مميزة للكثيرين لطلب الرزق، خاصة بائعي المواشي والعاملين على سيارات الأجرة، الذين ينقلون الأفراد بين المحافظات وفي داخل المدن.

سعيد الجابري.jpg
 

وأضاف أن جائحة كورونا أثرت بشكل سلبي على فئات عدة، وزادت هذه الآثار حينما تقرر الإغلاق الكلي، الأمر الذي سيعود عليهم بخسائر فادحة، مع توقف مدخولهم اليومي، وخصوصا أثناء عيد الأضحى المبارك الذي تنشط فيه حركة التجارة.

بينما بشدد ناصر السعدي بضرورة مراعاة أصحاب المحلات التجارية في الأحياء السكنية التي كان اعتمادها على ما يجلبه موسم العيد من زيادة في أعداد الزبائن خلال أيام العيد.

ناصر السعدي.jpg
 

ويقول السعدي إن بعض العائلات تشترك في الأضاحي بحيث تكون في بعض الأحيان مناصفة بينهم، مشيراً إلى أن بعض العائلات محدودة الدخل لا تستطيع شراء أضحية كاملة من الأبقار أو الجمال، كما إن بعض الأسر لا تعرف طريقة الذبح الشرعية، داعياً إلى مراعاة مثل هذه الأمور من الجهات المعنية.

تعليق عبر الفيس بوك