تطلعات مُرتقبة

 

سارة البريكية

Sara_albreiki@hotmail.com

 

ما كانت الزيارة الأخيرة التي حدثت في مطلع هذا الأسبوع إلا رسالة تفاؤل وحب وود يسود بين البلدين العريقين المتأصلين منذ الأزل، السلطنة الحبيبة والمملكة العربية السعودية، وما كان اللقاء الجميل إلا معزوفة سيمفونية بأنامل شعبين عظيمين راسخي الخُطى، وما كانت الحفاوة العظيمة في استقبال السُّلطان هيثم بن طارق آل سعيد المُعظَّم والوفد المرافق له إلا حفاوة تنم عن مشاعر صادقة يملؤها الأمل وصادق الاحترام المتبادل بين الطرفين، فهنيئاً لهذه الشعوب بهؤلاء القادة ورؤساء الدول، الملك والسُّلطان.

تتسارع خطى السلطنة ومكانتها بين الدول في جعلها أيقونة للسلام، وقبلة الزائرين ومنارة للعلم ومرسى للحكمة القابوسية والهيثمية. ومنذ عام 1970 عندما تولى السُّلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- مقاليد الحكم في البلاد وعندما ألقى خطابه المعروف: "أيها الشعب.. سأعمل بأسرع ما يمكن لِجَعْلِكُمْ تعيشون سُّعَدَاءِ لمستقبل أفضل.. وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب".

كانت عُمان وأبناء عُمان الأوفياء يعملون بلا كلل ولا ملل للمضي قدمًا مع بانيها الراحل، وها هم الآن مكملون وماضون على نفس النهج الحكيم في من ارتضاه واختاره وأوصى به للمُساعدة في بناء هذا الوطن الشامخ، وهذا الكيان الراسخ لجعل عُمان في مصاف الدول المُتقدمة برقيها وبما تشهده من تطور ملحوظ على كافة الأصعدة العلمية والعملية، ولازالت تخطو بثبات ووقار نحو العلا ونحو سلم المجد الذي رسمه لنا مولانا الخالد فينا والذي يكمله مولانا الباقي فينا جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- وأيده بالحق ونصره وأبقاه، إنَّ تبادل الكفاءات والخبرات بين الدول من مواطنيها يُسهم في خلق نوع من جمالية تبادل أطراف الحديث والحوار وهو إن دلَّ يدل على عمق، وتوطيد العلاقات بين الجانبين وبين الدولتين وبين قاطنيها، ويُسهم أيضًا في خلق الألفة في علاقات البلدين العميقة ببعضها البعض.

إنَّ التواصل بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية كان منذ أقدم العهود؛ حيث كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوبين صحاريين وعن مسلم من حديث أبي برزة قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً إلى قوم فسبوه وضربوه، فجاء إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال: لو أنَّ أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك" صدق رسول الله الكريم.

من هنا نستنتج أن علاقات الدولتين مستمرة منذ زمن بعيد، والتواصل مستمر على مر العصور، وتبادل رسائل السلام والإسلام والحب والوئام دائم وقوي ومتين حفظ الله بلادنا عُمان والمملكة العربية السعودية من كل سوء وشر ومكروه، وأدام الله حُكامنا مؤيدون بالحق منصورون بالتكاتف، مشمرون بالعمل ودامت شعوبنا متحدة لا فرق الله لنا شمل إن شاء الله.

إنَّ البيان المُشترك الذي صدر في ختام الزيارة أسفر إلى التطوير والتعاون المشترك في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية أيضًا، وأيضًا قد تم التوقيع على مذكرة تفاهم حول تأسيس مجلس تنسيق عُماني سعودي مشترك؛ لتعزيز علاقة الدولتين في شتى المجالات، والاتفاق على توجيه الجهات المعنية للإسراع في افتتاح الطريق البري المباشر، والمنفذ الحدودي الذي سيُسهم في تسهيل التنقل والحركة السريعة بين المواطنين في كلتا البلدين، والتبادل الاقتصادي والتجاري والاستثماري، ولم تنسَ المشكلة في دولة اليمن الشقيق، فقد تم التحاور لإيجاد بعض الحلول للمساهمة في حل وسط؛ لتفشي السلام والبعد عن الحروب والصراعات الإقليمية والدولية، وأسأل الله أن يُكلل المساعي الطيبة بالخير والنجاح، حفظ الله بلادنا الحبيبة وولاة أمرنا ودمتم بخير ومسرة وكل عام وأنتم بألف خير.

وقد قلت بشأن الصورة الجميلة المتداولة:

سلمان يضحك .... ويضحك سيدي هيثم

رموز مجــــــد وتـــــــاج الفخر والقمة

ومحمد الـــســـلم فـــيـنا شهابنا محزم

صـــــار الــوطن يبتسم وقلوبنا تضمه