الرؤية - ناصر العبري
نجح رجل الأعمال أحمد بن سعيد الكثيري صاحب المزرعة النموذجية في صلالة بمحافظة ظفار، في تقديم نموذج عملي ثري للاستثمار في الهوايات؛ حيث تمكن خلال سنوات معدودات من تحويل هوايته لتربية النحل وزراعة بعض الثمار الموسمية، إلى مشروع استثماري ينتج من خلاله أكثر من 700صنف من الفواكه.
"الرؤية" التقت الكثيري، الذي استهل حديثه قائلا: مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، صحيح أنني رجل أنتمي لقطاع الإعلام؛ حيث أعمل بالمهنة منذ ثلاثين عاماً قضيتها في إعداد البرامج الإذاعية، ثم محرر أخبار، إلا أنَّ هذا لم ينسنِ شغفي الأول بالمناحل والزراعة، والتي أعتبرها من وجهة نظري نوعًا من "الإدمان المحترم"؛ إذ ما تزرع شجرة يومًا ما، حتى تجد في نفسك الرغبة لزراعة المزيد، وإذ هُيِّأت لك أسباب النجاح في زراعة صنف من الثمار، يداعبك شغف أكبر لإنتاج مزيد من الأصناف...وهكذا دواليك".
وتابع الكثيري: بلا أدنى شك، مثل أي مشروع تعترض مسيرة الحادي في بستان الاستثمار العديد من التحديات؛ وتظل مرحلة البدايات هي الأصعب؛ حيث واجهت الكثير من العقبات كوعورة الطريق المؤدي للمزرعة، والذي كان عبارة عن سفح به مُنحدرات كبيرة، ولكن مع الإرادة وبمرور السنوات تمكنت من إنشاء مُدرجات، ثم باشرت الزراعة على هذه السفوح والمنحدرات. وتابع قائلا: أذكر من التحديات كذلك وجود بعض الصخور التي أخرت جهود الاستصلاح الزراعي نتيجة الجهد والمال اللذين كانت تتطلبهما، ناهيك عن شح المياه ونُدرتها، عدا فصل الخريف الذي تتوافر فيه المياه بطبيعة الحال في ظفار عموما، وصلالة على وجه الدقة.
وأردف الكثيري: تجميع أنواع مختلفة من الأشجار كان نوعًا آخر من التحدي، وكذلك تجميع بعض الأصناف من الفواكه كي تُثبَّت وتتأقلم مع مناخ السلطنة، وخاصة جبال ظفار، إضافة للعديد من التحديات الأخرى التي مثل الدعم المادي والتمويل، والتي تغلبت عليها ولله الحمد بجهود ذاتية خالصة، تكبَّدت خلالها ما يزيد على 500 ألف ريال عماني.
واختتم الكثيري بقوله: "لقد منَّ الله عليَّ من توفيقه أن استطعت طوال 20 عاما من العمل بهذه المزرعة أن أنتج صنوفًا متنوعة من الفاكهة؛ معظمها مثمر وناجح بشكل ممتاز، إضافة للكثير من الشتلات الزراعية، ويتم التسويق في الأسواق المحلية بأسعار تناسب الجميع".
