ينطلق بطموحات دعم المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة

35 ألف ريال للفائزين بالنسخة الثالثة من "منافع".. ومسرعة أعمال لتطوير الاستثمارات المبتكرة

 

◄ البرنامج يتيح فرصا ثرية أمام المواهب الإبداعية لتعزيز الاستثمار الوطني وتحقيق الاستدامة

◄ تطوير مجالات المشاركة.. واشتراطات جديدة للتسجيل تضمن إنجاز الأهداف الاقتصادية والمجتمعية

 

الرؤية - مدرين المكتومية

 

نظَّم مركزُ عُمان للموارد الوراثية الحيوانية النباتية "موارد"- التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار- مؤخرًا، لقاءً مفتوحًا حول برنامج "منافع" -أحد الأنشطة الابتكارية المهمة للمركز- والذي ينطلق هذا العام تحت شعار: "المبادرة الوطنية لزراعة عشرة ملايين شجرة"، وبشراكة إستراتيجية مع هيئة البيئة، ومشاركة مركز الابتكار ونقل التكنولوجيا بجامعة السلطان قابوس (الحاضنة العلمية)، وشركة فلحة للاستثمار (مسرعة الأعمال)، وبدعم من الشركة العمانية الهندية للسماد وشركة تنمية نفط عمان؛ بهدف دعم وتشجيع الأفكار التي من شأنها المساهمة في إنجاز المبادرة، وتعظيم الاستفادة منها بيئيا وتعليميًّا واقتصاديًّا.

 

واختار مركزُ عُمان للموارد الوراثية الحيوانية النباتية (موارد)، موضوعا للبرنامج هذا العام حول دعم المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة، والتي تهدف لزيادة وتحسين الغطاء النباتي في المناطق الطبيعية الرعوية والمتدهورة، وزيادة مخزونات الكربون، ورفع الوعي بأهمية زيادة المساحة الخضراء وفوائدها على البيئة والمجتمع، وإمكانية الاستفادة اقتصادياً من بعض الأنواع النباتية، إضافة لتفعيل مشاركة المجتمع في الحفاظ على النباتات البرية والحفاظ على التنوع النباتي. ويستهدف البرنامج هذا العام إلهام إنشاء شركات ناشئة تستخدم الخصائص الفريدة للبيئة العمانية والتحديات التي تواجهها زراعة 10 مليون شجرة؛ بهدف تطوير منتجات وخدمات صديقة للبيئة، إضافة لاستثمار الاشجار لأدوية وعلاجات، وغيرها.

ويعدُّ "موارد" هذا العام هو الأكبر؛ حيث تمَّت إضافة شركة فالحة للاستثمار مُسرِّعة الأعمال لتكون جزءًا من البرنامج، من أجل تقديم تجربة عملية للمشاركين من مختلف الفئات لتشجيع الاستخدام الأمثل للموارد الوراثية في السلطنة، وخلق قيمة مضافة منها، والمساهمة في التنويع الاقتصادي؛ استنادًا إلى كون الموارد الوراثية كنزا يُمكن أن يُقدِم للعالم مُنتجات علاجية وتجميلية ومكملات غذائية وأسمدة ومبيدات بيولوجية...وغيرها، كما يُساعد التركيب الوراثي لأنواع الحيوانات والمحاصيل البرية العمانية المقاومة للحرارة والجفاف في تخفيف الأخطار التي تهدد الأمن الغذائي بسبب تغير المناخ.

تنوع المجالات

ومن أجل تحقيق جملة الأهداف المعقودة على "منافع" هذا العام، فقد تمَّ تحديد عدد من المجالات التي يُمكن المشاركة بها في البرنامج؛ وفق ما يلي: أنظمة الزراعة والإنتاج الذكية، تطبيقات الذكاء الاصطناعي، أنظمة الري الذكية، منتجات الأسمدة العضوية، منتجات مستحضرات التجميل الطبيعية، منتجات النظافة الشخصية الطبيعية، منتجات طبية وصيدلانية، منتجات مكملات غذائية طبيعية، إنتاج الطاقة النظيفة، منتجات المبيدات والمكافحة العضوية، منتجات التنظيف العضوية، منتجات تدوير المخلفات الطبيعية، منتجات البلاستيك العضوي، أنظمة ومنتجات تنقية السوائل، منتجات غذائية مبتكرة، دهانات ومركبات عضوية.

ووضع مركزُ عُمان للموارد الوراثية الحيوانية النباتية (موارد) آلية للمشاركة في البرنامج؛ وفق عدة شروط تؤهل المترشحين للتنافس؛ وهي: أن يكون المشارك عماني الجنسية أو مقيما في السلطنة من الفئة العمرية الأكبر من 18 سنة، وأن يتم التسجيل ضمن فريق يتراوح بين 2-4 أعضاء كحد أعلى، على ألا يكون الفريق أو أحد أعضائه قد فاز في النسختين السابقتين من "منافع"، وأن تكون الفكرة واقعية وقابلة للتطبيق ومبتكرة، ويجب أن تكون الموارد الوراثية المستخدمة أصيلة أو مسجلة في عمان، لا يجب أن تخضع لأي حقوق ملكية فكرية.

مسار البرنامج

أما فيما يتعلق بمسار البرنامج، فيتم التسجيل في البرنامج  عبر صفحة "منافع" (https://oapgrc.gov.om/manafaa/ar)، وبعدها يتم تقييم واختيار المشاركين من خلال: الفرز، والذي يكون من خلال ثلاث مراحل: فرز المشاركات وفقا لشروط المشاركة، تقييم فكرة المنتج من حيث الإثبات العلمي والملكية الفكرية، تقييم المهارات الفردية للفريق ومدى التنوع في المهام والانسجام فيما بينهم، ومن ثمَّ الاختيار الفعلي للمشاركين/الفرق عن طريق ترتيب المشاركات التي اجتازت المرحلة الثالثة حسب الأولوية، مع الأخذ في الاعتبار عدد الأشخاص/الفرق الذين من الممكن استيعابهم لوجستيًّا في البرنامج. وبعد ذلك تنتقل الفرق المتأهلة لمنافع إلى ورشة تحضيرية لمدة يوم واحد، بهدف التعرُّف على مسار البرنامج وإكسابهم معارف حول مراحل تحويل الفكرة الى منتج وبناء الهوية واليات التسويق.

وبعدها، تنطلق مرحلة "منافع 48 ساعة"، وهي فعالية تمتد ليومين وتقام في إجازة نهاية الأسبوع، تكون الفرق بعدها قادرة على عرض منتج تجاري أولي، وتقام الفعالية حسب ما يلي: اليوم الأول يُفتح فيه المجال للفرق لبدء العصف الذهني للأفكار حول المنتج وتجميع البيانات حوله، ومع نهاية اليوم يكون كل فريق قد حدد التصور الاولي للمنتج، بينما اليوم الثاني فتنتقل فيه الفرق بفكرة المنتج إلى مستوى متقدم وهو تصميم نموذج أولي للمنتج (حسب الإمكانية)، ووضع دراسة مالية مبدئية مع خطة تسويقية، إضافة لعمل هوية للمنتج. في نهاية اليوم على الفرق تجهيز عرض تقديمي للمنتج. وفي اليوم التالي لـ"منافع 48 ساعة" تقدم الفرق عروضها التقديمية لأفكار المنتجات التجارية أمام لجنة الحكام، التي تقوم بتقييم الفرق حسب عدد من المعايير.

وسيتم إعلان 5 فرق فائزة بجائزة برنامج "منافع" في اليوم الثاني من قرار لجنة التحكيم؛ وذلك خلال احتفالية رسمية، كما يُعتمد للفرق الفائزة منحة مالية لتطوير المنتج في حاضنة العلمية ومن ثم الفرق التي تنجح في تطوير منتج أولي ستتأهل للدخول في مسار مسرعة الأعمال للوصول إلى إنشاء الشركة.

وسيتم منح كل فريق مبلغا ماليا قدره 2000 ريال عماني للدخول في حاضنة علمية، وبعد النجاح في تطوير منتج أولي يمكن الحصول على منحه مالية قدرها 5000 ريال عماني للدخول في مسرعة أعمال لإنشاء الشركة وتسويق المنتج، كما أنَّ جميع أعضاء الفرق سيُصرَف لهم مبلغ إعانة لمدة 6 أشهر خلال فترة الحاضنة مبلغًا وقدره 100 ريال شهريًّا لكل عضو في الفريق.

الحاضنة العلمية

بعد ذلك، تجتمع الحاضنة العلمية مع الفرق الحاصلة على المنحة المالية لتفصيل متطلبات مرحلة الاحتضان، والتي تمتد ما بين 6 و8 أشهر، توفر خلالها الحاضنة مجموعة من الخدمات كالمرافق والتوجيه والاستشارات العلمية والملكية الفكرية وعدد من الورش لتطوير المنتج.

أما الفرق التي تنجح في تطوير منتج أولي خلال فترة الاحتضان، فيتم ضمها لمسرعة أعمال، وتمتد مرحلة تسريع الأعمال بين 3 إلى 6 أشهر حسب نوع المنتج، كما تقدم مسرعة الأعمال عددا من الخدمات كاختبار المنتج والمساعدة في التسويق والتواصل مع المستثمرين والمستهلكين المحتملين.

ويأتي إطلاق "منافع" مُواكبًا للتحول العالمي عبر الاستثمار الأمثل للموارد الوراثية؛ وتشجيع الابتكار وتطوير المنتجات الصديقة للبيئة التي تعزِّز الثروة الطبيعية للموارد الوراثية في السلطنة.

و"منافع" كمنصة رقمية أمام الباحثين والمهتمين ورواد الأعمال في السلطنة، تعزز تطوير أفكارهم التجارية المبتكرة القائمة على التنوع الأحيائي، ومساعدتهم لتحويل هذه الأفكار إلى مشاريع تجارية حقيقية ترى النور وتترجم على أرض الواقع. وقد أطلق البرنامج بصيغته الحالية في 2019م، وهدفه المساعدة على تأسيس شركات ناشئة تستغل الموارد الوراثية في السلطنة باستدامة؛ لما تتميز به النباتات والحيوانات والحياة البحرية والميكروبات من إمكانات هائلة للمجتمع والاقتصاد. ويعني ذلك أنه يمكن استخدام خصائصها الفريدة لتطوير منتجات وخدمات صديقة للبيئة.

وبتسويقها، يُمكن للمنتجات والخدمات الصديقة للبيئة، أن تحقق صناعات مربحة، وتفتح فرصَ عمل طويلة الأجل لشبابنا، وتُسهم في جهود التنويع الاقتصادي. ومع بدء تحقيق القيمة الاقتصادية لمواردنا الوراثية، يمكن التطلع إلى زيادة وعي الناس والمجتمعات بأهمية الحفاظ على هذه الأصول الطبيعية التي لا يمكن تعويضها والحفاظ عليها وحمايتها.

أهداف اجتماعية واستثمارية

وإلى جانب الأهداف الاستثمارية، يهدف برنامج "منافع" إلى رفع مستوى الوعي في المجتمع عموما، ومجتمع روَّاد الأعمال المتنامي، إلى أهمّية الموارد الوراثية المتنوّعة بالسلطنة، إلى جانب تشجيع استخدام الموارد الوراثية وصونها بشكل مستدام ومربح من أجل تنويع الاقتصاد الوطني؛ حيث يعتبر استكشاف الموارد الوراثية خطوة نحو تحقيق الاقتصاد المستدام، كما يحرص المنظمون على استقطاب الكفاءات العمانية المتخصصة في مجالات التنوع الأحيائي: الزراعي، والحيواني، والموارد الوراثية...وغيرها، إضافة إلى الشباب المتخصِّص في الشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة وأصحاب المشروعات التقنية والأكاديمية ممن يملكون بصمة مميزة واهتمامات علمية في موضوعات المنتدى؛ والذي سيشكل فرصة مؤاتية لهم لإبراز قدراتهم والوقوف على مستوى التقدم المتحقق لديهم، ويُتيح برنامج منافع للتنوّع الأحيائي للمواهب العُمانية الشابّة الفرصة لعرض أفكارهم عبر منصة من أجل استثمار الثروات المحلية من الموارد الوراثية لبناء أعمال مسؤولة قائمة على التنوّع الأحيائي، ومشاريع مبتكرة ذات توجّه مستقبلي وذات أثر ملموس مستدام. يمكن لمخرجات البرنامج توفير وظائف دائمة ومجزية في مجالات مختلفة؛ مثل: صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل العضوية والغذاء والهندسة البيئية والطاقة البديلة والسياحة البيئية، ومن خلال "منافع" سيتم إنشاء مؤسسات اقتصادية معرفية ناجحة تهتم بالمحافظة على البيئة، وتفتح أعين العديد من المبتكرين ورواد الأعمال على الإمكانات الغنية غير المستغلة التي تتمتع بها موارد السلطنة الوراثية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z