تحقق الذكريات

 

فاطمة أمير حجاج

fatmaamirhajjaj2@gmail.com

 

أتذكرُ عندما كنت صغيرة وتشُدني المقابلات التي مع الأشخاص الناجحين . كنت أتساءل حينها: لماذا كل العظماء كانت هناك مأساة في حياتهم؟ لماذا مروا بتجارب صعبة؟

كنت أسأل نفسي: حياتي ليس بها أي شيء صعب، هل هذا يعني أني لن أصبح ناجحة؟، أفقت من ذكرياتي الطفولية على صوت هاتفي يرن مُعلناً عن قدوم اتصال، فتحت الاتصال دون حتى أن أرى من المُتصل، وإذ بي أسمع صوتاً جهورياً : لقد استلمنا شهادة الوفاة والآن معنا تصريح الدفن، لا أتذكر حتى باقي الحديث، كنت أسمع صوتا، حروفاً ولكن لايدخل الكلام بعقلي، لا أستطيع حتى فهم ما يقوله.

سيدتي.. سيدتي هل تسمعيني؟

انتبهتُ لهذه الكلمات وأردفتُ: نعم أنا قادمة على الحال. أغلقت الاتصال وتنهدت ولعل أكثر الآلام قسوة في الحياة هو ألمُ الفقدُ، ولقد فقدتُ اليوم والدتي، لم أفكر كثيراً وتحركت فلا بأس لدي الليل بأكمله أقضيه بين صراع أفكاري فكيف للقلب الجريح أن ينام ليله، انتهت مراسم الدفن وعدت إلى بيتي بمعجزة إلهية حتى أنني لا أستطيع أن أجزم أني كنت يقظة وأنا أقود في طريق العودة جلست على الأريكة بتعب، وجدت سؤلاً يخطر على بالي لماذا الحياة تؤذينا؟ وهل هذا هو ثمن النجاح القادم في حياتي؟ هل تحققت ذكريات الطفولة؟

أنا الآن من المستقبل واستطيع أن أجزم لك قوانين الحياة وأهمها الآتي: ما إن تؤذيك الحياة اعلم أن النجاح أصبح واجباً عليك لا اختيارا، وتأكد أنه على مقدار الأذيةِ والقسوة يكون مقدار النجاح والقوة.

تعليق عبر الفيس بوك