هي رؤية لكل عُماني

 

يحيى البهانتة

بعيدًا عن جو الانتقاد العشوائي وبعيدًا عن تحليلات مواقع التواصل الاجتماعي غير الدقيقة أحيانًا، والمضللة في أحيان أخرى؛ دعونا نبحر قليلًا في مستقبلنا وما نطمح للوصول إليه، وأن نكون عليه كمواطنين منتجين غايتنا الأسمى أن نرى عُماننا قبلة للاستثمار، وموردا للفرص والأحلام، وساحة ولادة للمبدعين على مستوى المنطقة والعالم أجمع.

لم لا وقد أصبحنا ما أصبحنا عليه كدولة يضرب بها المثل في التطور والحضارة، وهذا خلال خمسين سنة فقط من النهضة، بينما نرى كثيرا من الدول لم تصل لمثل ما وصلنا إليه رغم مرورها بمدة زمنية أكبر، وهذا بلاشك يدعونا للفخر، ويدفعنا اليوم كعُمانيين للدخول في مرحلة أخرى جديدة؛ نتغير ونتطور فيها إلى الأفضل، وهذه طبيعة الحياة وسنتها الأزلية؛ فبهكذا تغيير سنحافظ على ما تم، ونمهد الطريق لما سيتم بإذن الله.

نحن اليوم في مستهل تطبيق رؤية "عُمان 2040"، والتي ستكون مستمرة وأهدافها ستتحقق تباعًا على مدى العشرين سنة القادمة إذا ما شحذنا الهمم، وتركنا مظاهر الكسل والتذمر والشكوى؛ ليس فقط لأن هذه المظاهر تُعد مصدرًا للطاقة السلبية المضرة للنفس والمضيِّعة للوقت والجهد، ولكن مشكلتها الأساسية أنها مصدر مباشر للتخاذل والتراخي مع الأسف في مرحلة مهمة من تاريخ وجودنا على هذه الأرض الطيبة…. نعم؛ فنحن جيل اليوم؛ دعونا نتقدم بثقة، كما كتب لنا على شعار رؤية "عُمان 2040"؛ وذلك كي يقرأ الشعار كل شاب، ويتمعن فيه ويدب الحماس في نبضه، وترنو أنفاسه للعمل والجد والاجتهاد دون كلل وملل.

شخصيًا بالأمس القريب كنت باحثًا عن عمل، وكان الأمر صعبًا جدًا؛ كون أن البلاد تمر بجائحة غير مسبوقة وظروف اقتصادية عصيبة، واليوم بفضل الله ثم بفضل الجهود المبذولة من الجميع حكومة وأفرادا، ها أنا أعمل في قطاع مهم وحيوي وكلي ثقة في أن وطني يهتم ويشعر بي، ونحن بالمقابل يجب أن نقوم بالمثل، ونشعر بالوطن ونهتم به، ونقدم كل ما لدينا لرفعته وأن نجتهد في خدمته وتحقيق رؤيته التي ستخدمنا جميعا بلاشك؛ فيكفي يا أخواني وأخواتي انتقادا وحي حي على العمل، وعلى الجهد والمثابرة، ولنكون محفزين ومنشطين للهمم، ولنحذر كل الحذر أيضًا من مروجي دعايات الإحباط، فرؤية عُمان 2040 هي رؤية مباركة، وستتحقق ما دام الشباب مؤمنا بها ومخلصا لها، ولا شيء صعب ومستحيل على شبابنا الذين يثبتون يومًا بعد يوم أنهم ماضون في مسيرة بناء هذا الوطن الغالي كما قُدر لهم.

تعليق عبر الفيس بوك